أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون امريكيةفلسطينمحور المقاومة

زوايا نظر وتوقعات باردة؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. يوسف رزقة.

تهتم الصحف العبرية بتغطية ومتابعة ومناقشة زيارة بينيت للبيت الأبيض، وتتابع السلطة الفلسطينية وقائع ونتائج الزيارة عن كثب للتعرف على موقف بايدن وإدارته من مطالب السلطة. وتتابع حماس الزيارة بدرجة أقل، واهتمام أقل. ولكل طرف زاوية رؤية تختلف عن زاوية الآخر. في دولة الاحتلال يعنيهم الملف الإيراني بشكل كبير، وربما حاول بينيت القفز عن الملف الفلسطيني. ولكن بايدن عرض موقفا سريعا لإدارته في ضوء الوقت القصير للقاء الذي ناقش فيه بينيت. تقول المصادر غير العربية أنه طلب من بينيت التعاون مع عباس، وحماية السلطة من السقوط، وتجميد البناء في المستوطنات، وعدم ربط حياة سكان غزة وحاجاتهم المدنية بالأسرى اليهود عند حماس.
الجانب الفلسطيني لم يتلق معلومات رسمية عن الزيارة وعن مخرجاتها، وعن موقف بايدن من رعاية المفاوضات، وفتح القنصلية الأميركية في القدس. السلطة تنتظر من يخبرها بمخرجات اللقاء، وبما يجدر بها أن تفعل للعودة للمفاوضات، ويبدو أن بعض قيادات في السلطة بات ترى أن حكومة بينيت الهشة لديها فرصة للبقاء لفترة أطول من المتوقع لأنها تحظى بتأييد بايدن، والآخير لا يرغب بعودة نيتنياهو. المهم إن السلطة قيد الانتظار، وليس لها أذان جيدة في البيت الأبيض.
أما حماس والمقاومة في غزة فهمها الأول تخفيف الحصار على طريق رفعة، لذا تابعت زيارة بينيت من خلال تسخين الحدود مع غزة، بمسيرات العودة الشعبية، والبالونات الخارقة، والإرباك الليلي، وبسياسة حافة الهاوية، للتأثير على الزيارة، وحتى تجبر بايدن على الضغط على بينيت لتخفيف الحصار عن غزة وإدخال مواد إعادة الإعمار اللازمة.
المعلومات الآكثر دقة تقول إن الملف الفلسطيني بيد وزرير الخارجية الأميركي، وإن ما قاله بايدن لبنيت هي خطوط عريضة وعامة. ومن عادة الخارجية الأميركية البطء وعدم الاستعجال، لذا يمكن القول إننا لن نلمس تغيرا واضحا في الأسابيع القادمة على قضايا الملف الفلسطيني، وبعد أسابيع تبدأ اهتمامات الخارجية الأمريكية تتجه نحو انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا يستلزم أن تقوم الخارجية الأمريكية بالإعداد ملفات للعديد من القضايا التي ستعرض، وللقاءات التي سيجريها الرئيس مع قادة الوفود القادمة إلى نيويورك حيث مقر مبنى الأمم المتحدة. وهذا يعني استمرار الوضع في الضفة وغزة على ما هو عليه حتى أكتوبر القادم. هكذا هي السياسة الدولية للكبار، العصفور بتفلى والصياد بتقلى؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى