أحدث الأخباراليمن

سبعة ملاحظات حول قرار اعلان المجلس الرئاسي في اليمن

مرصد طه الإخباري

في الوقت الحالــــي – بعــــد ان خفتت أصداء اعلان المجلس الرئاسي اليمن – وبعد أن قــــررت المهلكة تحريك الجانب السياسي اليمني اخيرا اسوة بالملفات الثلاثة الأخرى خلال فترة الستة أشهر الماضية، صار يمكن لنا أن نحاول فلترة و اكتشاف ما يخبئه هذا المجلس؟, وماذا يمكن استخلاصه البيانات  التي جاءت مرافقه له؟, وماهي المستجدات من هذا المجلس أو المنتظر منه في الواقع؟؟، ،،

في تقــــديري هنالك 7 ملاحظات يمكن ملاحظتها من اعلان  مجلس القيــــادة الرئاســــي:

1⃣: أن اعلان مجلس القيادة الرئاسي كان قد ضم  اكبر عدد ممكن من الالوية العسكرية المؤثرة على أرض الواقع التابعة للتحالف العربي، و هذه الالوية والتي تجتمع لأول مرة تحت سقف واحد يمكن أن تكون أداة قوة في مواجهة الحوثيين ، ولكنها أيضا أداة خطيرة لجلب المزيد من الانقسامات الداخلية في ما بينها البين على ارض الواقع، حيث أن قوات طارق و قوات العمالقة تعتبر من القوات التي انشأتها الامارات لتكون تحت رايتها ، بينما قوات سلطان العرادة  و الوية حزب الإصلاح بشكل عام لهم اجندات سعودية بحته تختلف كليا عن نوايا وتحركات الامارات، وبالتالي، يمكن لنا أن نسأل، ما مصير مثل هذه القوات المتضادة في المرحلة اللاحقة؟, وكيف يمكن أن تجتمع سلفية العمالقة بجهوية الانتقالي و بأحلام طارق عفاش وسلوكيات العرادة؟٫ وكيف يمكن جمع او طي كل هذه الاختلافات الجوهرية بعد انتهاء الخطر الأساسي؟

2⃣: فوجئنا في الحقيقة من وجود محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني في تركيبة المجلس الرئاسي، وبغض النظر عن الخلفية العسكرية لاختياره ؛ نود ان نتساءل  عن ماهي الاوامر و الرغبات التي تريدها المملكة من حضرموت؟, هل هنالك خطة لأخراج قوات النخبة الحضرمية من مكامنها ونقلها إلى الشمال لمواجهة الحوثي مثلا؟, أم أنها محاولة لبسط النفوذ أكثر مستقبلا على ساحل حضرموت و الذي بدى ضبابيا في تعاملاته مع التحالف العربي بشكل عام خلال السنين الماضية؟

3⃣: اعلنت المملكة عن وديعه مالية للبنك المركزي اليمني تقدر بثلاثة مليار دولار، وقامت بتغيير محافظ البنك قبل عدة أشهر من الآن من أجل تخفيف حدة المعاناة و تحسين صورتها في الداخل، ولكن إلى حد الآن لم تتضح لنا سياسة البنك المركزي في تعامله مع أزمة التضخم ؟،ولم نسمع أي تصريحات تضفي نوع من الرؤية حول كيف سيتعامل المحافظ الجديد مع الوديعة وما مصير الاقتصاد في اليمن؟، وكيف سيتم التعامل مع شركات الصرافة المتزايدة ؟ ، اذ حتى البيانات المرسلة بعد اعلان المجلس كانت تصب في جانب إيقاف الحرب وتضميد الجراح ودون أي تفصيل اقتصادي او وجود لشخصية اقتصادية في قوام المجلس و أعضاؤه الثمانية ! ..

4⃣: فوجئنا أيضا بوجود عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في قيادة المجلس اليمني، والذي كما نعرف أن مشكلة الانتقالي في جذورها مع اسم وكيان الدولة اليمنية ككل، وليس مع حزب أو طائفة كما بقية الاحزاب أو الأطراف  ،بالتالي ما هو الثمن الذي تحصل عليه الانتقالي مقابل وجود الملك الأبيض في خطوط تماس الفريق الاسود؟, ماهي الضمانات التي قدمت للانتقالي كى يقوم بهذه النقلة؟ هذه المغامرة؟ وماذا تعني كلمة مناقشة قضية شعب الجنوب في كلمة رئيس الحكومة لأول مرة ؟, حق تقرير المصير لاحقا؟, أم ماذا ؟؟

5⃣: قد يظن البعض من أن المملكة العربية السعودية قررت اخيرا تصفية الشرعية من شخص علي محسن وهادي بشكل كبير، ومن أنها خطوة قام بها الانتقالي من أجل التخلص من حزب الاصلاح بشكل اكبر ،ولكن في ذات الوقت ،علينا أن نتذكر أن السياسة لا دائم فيا ولا مستمر، وبالتالي أن وجود الانتقالي و المؤتمر و السلفيين قد يعني انحسار وضعف قدرات الاصلاح، ولكن في نفس الوقت قد يؤجج هذا الأمر الحرب و يعرقل مسيرة السلام، فحزب الاصلاح يملك من القدرات المالية الضخمة التي تملكها خلال تمكينه في سلطات الشرعية ، ولازالت قواته العسكرية تحتفظ بنفوذ في وادي حضرموت، ويملك من الأفراد التابعين له الكثير، وربما أكثر من قيادة المجلس الرئاسي مجتمعه!, وبالتالي ما مصير حركة الاخوان في اليمن؟، وكيف سيتم التعامل معهم من قبل الانتقالي و المؤتمر والعمالقة؟ وكيف هم سيتعاملون مع المعطيات الجديدة ؟

6⃣: أن اعلان المجلس الرئاسي قد اعاد بنا ذكرى سابقة، فقد سبق وان تم اقتراح مثل هذا المجلس عند بداية الاختلافات بين قيادة الجنوب و الشمال بعد اعلان وتوقيع الوحدة اليمنية في التسعينات من القرن الماضي ،وايضا أن اتفاق دايتون الذي أوقف الحرب في البوسنة و الهرسك عام 1996 كان قد نص على تشكيل مجلس رئاسي، وكذا الحال في ليبيا، فحينما يتم جمع أكثر الرؤوس المتحارية في مكان واحد، سيعني هذا المزيد من القلاقل الداخلية ،والمزيد من الانقسامات، خصوصاً وان كانت الرياض و ابوظبي لديها مشاريع مختلفة في هوية الدولة اليمنية بشكل اساسي ؟

7⃣: لو لاحظنا نص البيان الملقى من الرئيس السابق هادي و وزير الاعلام معمر الارياني و معين عبدالملك فسوف نلحظ من أن المملكة قد قررت انهاء الحرب في اليمن عبر تحريك الملفات السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الاعلامية معا، فمنذ عدة أشهر قامت بتحركات مختلفة عن ذي قبل ،،، حيث  أن الثمن المدفوع لقاء وضع السلاح جانبا سيكون ربما بنفس كلفة الحرب ؟! ؛ اذ ان الطرف الحوثي سيرى من أنه منتصر، و الثابت الوحيد في هذه المعادلة أن الدعم الايراني لن يتوقف ، ومن يعرف تحركات ايادي إيران في المنطقة العربية، فسوف يلاحظ من   أن  مسألة انتهاء الحرب ليست إلا الفصل الأول من كتاب ضخم حــــول الشحن و التحشيد و التكديس للسلاح و الالوية  و العتاد  ضد الآخر! ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى