أحدث الأخبارشؤون حربية

ستريلا بين الحقيقة والتهويل

مع اعلان كتائب القسام أنها استهدفت في تمام الساعة 01:35 من فجر اليوم الثلاثاء 18 رمضان للطيران الحربي الصهيوني في سماء قطاع غزة بصواريخ “أرض-جو”، والذي شن سبع غارات من طائرات حربية مقاتلة وأخرى بدون طيار على موقع يتبع للمقاومة غربي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة
في اعقاب هذا الإعلان انتشرت كثير من الاخبار والمعلومات الإعلامية الغير دقيقة، سواء عن هذا السلاح النوعي، او عن أوقات استخدامه.
أولا هذا السلاح هو من نوع ستريلا، وهو نظام دفاع جوي صاروخي محمول على الكتف من نوع أرض – جو سوفيتي قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري للصاروخ.
هذه المنظومة قديمة جدا حيث دخلت الخدمة في 1968. ويبلغ مدى الصاروخ 3,700م فقط بارتفاع يصل إلى 1,500 متر فقط، وبسرعة 430 متر بالثانية، ويزن الرأس الحربي للصاروخ 1.15 كجم.
في حين أن طائرات العدو الحديثة سواء من نوع اف 16 او اف 35، يستطيع أن يحلق على ارتفاع أكثر من 20 كلم، وبسرعة تفوق بكثير سرعة صاروخ ستريلا.
وعليه فان فرص إصابة ستريلا لطيران العدو الحربي تبدو ضئيلة جدا، اللهم الا إذا ارتكب قائد الطائرة خطأ بشيرا تجعله في مدى صاروخ ستريلا قصير المدى.



ثانيا لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها المقاومة لصاروخ ستريلا المحمول على الكتف ضد طيران العدو.
ففي عدوان ٢٠١٤ نجح هذا السلاح في تحييد مشاركة الاباتشي، كما نجح في اصابة طائرة حربية هبطت اضطراريا في المطار العسكري ببئر السبع وقد أعلن الاحتلال عن ذلك في حينه
كما تم استخدامه ضد طيران العدو الحربي ابان عدوان ٢٠٢١ دون احداث أي إصابات.
لكن رغم قدرات صاروخ ستريلا المتواضعة في مواجهة طيران العدو الحربي الحديث، فان هذا الصاروخ يحقق ردعا نفسيا امام طيران العدو، يمنعه حتما من تنفيذ غاراته وعدوانه بأريحية، ويضطره للتحليق على ارتفاعات شاهقة لتنفيذ الغارات، او تنفيذ الغارات دون الدخول الى المجال الجوي لغزة.
لذا فان مقولة البعض أن طيران العدو غادر أجواء غزة في اعقاب إطلاق القسام لصاروخ ستريلا على طائراته، يبدو أنه ليس دقيقا، فقد نفذ طيران العدو المعادي عدوانه كاملا، في وقت يحرص فيه العدو على عدم تجاوز قواعد الاشتباك في غزة كي لا يقابل برد قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع.
رغم ذلك حاول العدو توظيف هذا الحدث لخدمة رواية المظلومية التي يستخدمها ضد شعبنا وضد مقاومتنا.
فقد عمد العدو الى وصف الحدث بانه حادث خطير جدا، وحدث كارثي الخ من هذه الأوصاف التهويلية، التي تستهدف تصدير روايته للإعلام الدولي للتصوير أن كيانه يواجه خصما مدججا، وان الفلسطينيين يملكون أسلحة تهدد طيرانه الحربي الأحدث في العالم.



وانسياقنا او انجرارنا خلف هذه الرواية قد يصلح لخطاب الجبهة الداخلية لناحية رفع المعنويات، لكنها حتما رواية لا تخدم رواية مظلوميتنا، في وقت يواجه فيه شعبنا شبه الأعزل عدوا مدججا بأسلحة نووية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى