أحدث الأخبارالعراق

سدود أربيل .. لماذا؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

“أربيل توقع مذكرة تفاهم على بناء اربعة سدود في اربيل والسليمانية ودهوك..”
– الامم المتحدة: العراق اول بلد تظهر فيه آثار الاحتباس الحراري، والتغيّر المناخي..
هل سدود أربيل التي يرتفع عددها يوما بعد آخر لتصل الى 21 سداً لمصلحة العراق ام انها السلاح السياسي/ الاقتصادي المخبوء لمستقبلنا المظلم؟
الملاحظ أن بغداد صامتة؛ لماذا؟.. ومن الواضح ان بغداد تخشى مواجهة مطالب اربيل / السفارة لذلك هي لا تعترض بل حتى لا تسأل..
فقداعلنت وزارة الزراعة ومصادر المياه في حكومة أربيل الاربعاء 16/3/2022، عن توقيع مذكرة تفاهم لبناء اربعة سدود جديدة في اربيل والسليمانية ودهوك، بالتنسيق مع شركة “باورتشاينا”، حسب بيان وزيرة الزراعة “بيگرد طالباني” وهو البيان الذي حصلت عليه “وكالة شفق نيوز”.
وقد أشار بيان الوزيرة إلى أن السدود هي “سد دلگه في حدود قضاء بشدر، وسد خيوته في السليمانية، وسد منداوه في اربيل وسد باكرمان في دهوك”.
هل سنحصل على جواب حين نسأل ماذا تقول وزارة الموارد المائية في بغداد وهي ترى وزارة الزراعة ومصادر المياه في أربيل تتصرف بالمياه بصورة منفردة؟؟
ويمكن ملاحظة ان اربيل تعمل على موضوع السدود على الروافد التي تصب في دجلة جميعها وعلى نهر دجلة ذاته، ولابد ان الجهد المنظم منذ الخطة الأولى لإنشاء 13 سداً على دجلة وروافده الذي اصبح واقعاً عملياً الآن بعد ان كان مشروعا على الورق فقط قبل اشهر قليلة، يخفي خلفه موقفا سياسياً واقتصاديا حاسماً سيكون له دور في الهيمنة على السياسة العراقية وتعطيش المنطقة الجنوبية والوسطى.. فأين تتخفي حكومة بغداد وبرلمانيوها رؤوسهم الفارغة؟
إن هذه الاعمال تذكرنا بما عمله الصhاينه بمياه العرب منذ 1948.
وقد قال بن غوريون في عام 1955 أن “مستقبل (إسرائيل!!) سيظل مهدداً من العرب إن لم يجر الحصول على المياه” فالذي يسيطر على مصادر المياه ومنابعها هو الذي يفرض إرادته السياسية والاقتصادية على الآخرين، أو على المنطقة بأكملها.
وللتذكير والمشابهة الدقيقة لاغير؛ نستذكر ما حصل حينما اجتاحت قوات الاحتلال الصhيوني لبنان وسيطرت على بيروت وجنوب لبنان عام 1982 حتى عام 2000 ونفذت خلال هذه الفترة عمليات هندسية لخدمة أطماع الكيان االمحتل المائية، فقامت ببناء سدود شمال نهر اليرموك لمنع إقامة أي مشروع مائي وزراعي مستقبلاً بين الدول العربية.
فهل تقوم أربيل بالعمل على صنع مؤامرة ضد مستقبلنا تحت سمع وبصر عملاء بغداد الخونة، الذين يأتمرون بأوامر السفارة الامريكية / الصهيونية في بغداد؟..
لابد ان يد الصhاينة ومخططاتهم خلف هذه المشاريع المائية التي تقوم اربيل بتنفيذها بإصرار واندفاع في ظل رضا حكام بغداد العملاء وبرلمانيي العراق الخونة وإهمالهم لحقوق الشعب العراقي.
من ينتصر لحقنا ايها العراقيون؟
لماذا لاتتحدث حكومة بغداد عن هذه السدود؟
لماذا لا تستشير أربيل بغداد في جدوى أو ضرورة هذه السدود؟
لماذا لاتقوم حكومة بغداد بانشاء سدود في مناطقنا؟
لماذا انصب جهد الحكومة كله على إعادة العمل في مشروع سد مكحول المتوقف الذي سيشرد 40 قرية من محيطه ويدمر مئات الآلاف من الهكتارات من الاراضي الزراعية، ولا يخزن سوى 3.3 مليار متر مكعب وهي الكمية التي لاتضيف شيئاً يذكر إلى “أمننا المائي”، حسب قول وزير الموارد المائية الأسبق (حسن الجنابي) الذي يدعو الى التخلي عن هذا المشروع ويعارض اقامته لاسباب عملية عديدة ومضار يلحقها بالثروة والناس والمجتمع؟..
اين سياسة الامن المائي، وها هي الامم المتحدة تحذّر قائلة ان أول ظهور لآثار “التغيّر المناخي” تحصل اليوم في العراق؟
لماذا نسكت بينما هم يتنافسون على الكراسي ويعطلون كل شيء من اجلها منذ اشهر؟
ألا يظهر هذا الصراع االطامع بما تبقى من العراق وثرواته ضحالة الجميع بلا استثناء وتكشف عن دناءة النفوس ووضاعتها،
إنهم جميعا بلا استثناء لاتعنيهم أوضاع العراق وازماته الخطيرة المميتة؟
لماذا لا نسمع رغبة صادقة أو هدفاً واحداً او برنامجاً اقتصادياً او سياسياً يعنى بمشكلة العراق وبقاءه ، ولا نسمع كلمة من الحكومة أو البرلمانيين تهتم بمصير الناس فيه؟
لماذا سكت هذ الشعب عن حقوقه وعن مستقبله وعن مصير ابنائه؟
العراق بلا أمن مائي، وفترة نصف عام كافية لتعطيشه وتحويله الى ارض جرداء، كيف يعيش الشعب تحت هذا التهديد؟
انه أمر غريب حقاً.. سيهتف الاغبياء المغفلون غداً يعيش الزعيم.. الموت لكم وللزعيم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى