أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

سعد الحريري : كنت ملياريرا وبددت ثروتي في لبنان ؟؟ .

مجلة تحليلات العصر الدولية - ناجي صفا

أضحكني سعد الحريري وهو يقول لمريم البسام انه كان ملياديرا وبدد ثروته في لبنان . من يسمع هذا الكلام يتصور ان سعد الحريري انفق ثروته وامواله على اللبنانيين ، او على مالية الدولة، وانه كان يغطي عجز الموازنه الذي اورثه اياه والده من امواله الخاصة.
يدرك سعد الحريري ان الناس تعرف حقيقة فشله في ادارة ثروته كما فشله في ادارة البلد الذي اغرقه في الديون استكمالا لما كان قد بدأه والده .
وصل رفيق الحريري الى السلطة عام ٩٢ وكان الدين العام في لبنان لا يتجاوز الثلاثة مليارات دولار، كانت فكرة رفيق الحريري تقوم على ان السلام قادم اعتمادا على مفاوضات مدريد ، وانه ينبغي توفير بنية تحتية كاملة ( مطار وجسور ومواصلات واتصالات ومرفأ وترانزيت وغيرها ) متخيلا دورا رياديا للبنان في بنية ما بعد السلام الذي سيندرج لبنان في اليات عمله وينخرط في مندرجاته .
بدأ هذا التصور مع وصول رفيق الحريري للسلطة ، فكان اعلانه الاول عن ربيع مزدهر ، وكان قرار الإستدانة من جهة لتنفيذ هذه الإستراتيجية ، وارضاء زعماء الطوائف وزعماء الميليشيات الذين اصبحوا جزءا من السلطة لجعلهم شركاء في مشروعه من جهة ثانية، ومن جهة اخرى كان لا بد من اشراكهم في كعكة الإعمار فكانت الشراكة تقتضي ان تتولى شركاته وشركات بقية الشركاء تنفيذ المشاريع وسرقة الاموال وتنفيذ البنية بأسوا ما يكون بسبب تفاقم مستويات النهب، ما ادى الى بنية تحتية سيئة رافقها تراكم الديون .
كان من تداعيات ذلك اقتصاديا ضرب كل من الصناعة والزراعة واعتماد نظام ريعي مبني على الإستدانة ما ادى الى تفاقم الدين العام وقفز بمعدل ٦ اضعاف خلال ست سنوات من ١٩٩٢ لغاية ١٩٩٨ ، من ثلاثة مليارات دولار الى ثمانية عشر مليارا .
في العام ١٩٩٨ كانت الفقاعة الاولى التي واجهته ، اولا بسبب تعثر محادثات السلام في مدريد وفشلها ، وثانيا بسبب اضطرار حاكم مصرف لبنان تثبيت سعر صرف الليرة ودفع مبالغ طائلة بناء لرغبة السلطة السياسية ولكي يتمكن من استقطاب الودائع وطمأنة المودعين واغرائهم بفوائد مرتفعة لكي يستثمروا في سندات الخزانة .
كانت الدولة ومصرف لبنان تغطي فارق ميزان العجز التجاري من التدفقات المالية من الخارج ، ومن الإستدانة التي باتت ككرة الثلج تكبر يوما بعد يوم ، ومع استفحال حالة الفساد والسرقات والنهب ، كانت باريس واحد واثنان وثلاثة التي استخدم فيها الحريري كل علاقاته الدولية مع الغرب وبخاصة مع صديقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك والبنك الدولي تغطي هذا العجز رغم تفاقم حالة الفساد التي طالت الاموال الناتجة عن تلك المؤتمرات .
استمر الوضع على هذه الحالة منذ العام ٢٠٠٣ ولغاية ٢٠١١ ، إستفاد لبنان خلالها من الاموال العراقية المهربة نتيجة سقوط بغداد،
ومن تدفقات اموال البترول الناتجة عن الازمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨ طمعا باسعار الفوائد المرتفعة في البنوك ومصرف لبنان بهدف استقطاب الودائع .
مع وفاة الحريري عام ٢٠٠٥ تبين ان ثروة المرحوم كانت قد بلغت ١٧.٦ مليار دولار بعد ان كانت لحظة مجيئه الى لبنان تقدر بمليارين ونصف، بذلك اصبح سعد الحريري مليارديرا كما ذكر .
كانت الدولة اللبنانية قد اصبحت رهينة الدين العام، وبدء تفاقم ازمة المديونية وفوائدها التي فاقت اجمالي الدخل العام، بدأ الميزان التجاري مجددا بالإختلال رغم تدفقات الودائع التي باتت رقما قياسيا لكنها لا توظف في الإنتاج وانما بالإقتصاد الريعي القائم على الفوائد على حساب دورة الإنتاج.
لم يغط سعد الحريري من امواله التي كسبها بالوراثة وهي بغالبيتها اموال منهوبة قرشا واحدا ، وانما بدد ثروته على نزواته الشخصية وشراء بعض الذمم ، مستندا الى منظومة مالية قادرة على تسويق البروباغندا عبر حاكم مصرف لبنان ووزارة المالية والمصارف ومن طبقة سياسية فاجرة واخصائية في النهب والسرقة .
اقفال الحنفيات الخارجية التي كانت تعمل باستراتيجيات سياسية وبرامج خاصة كشفت لبنان وأبانت عجزه، وكشفت معها فشل سعد الحريري سواء في ادارته المالية الخاصة أو في ادارته السياسية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى