أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

سـ٢١ـبتمبر مشروع حرية وإستقلال

مجلة تحليلات العصر الدولية - بشرى الشامي

لقد عاشت اليمن تحت الوصاية والهيمنة الأمريكية والخارجية مُنذ سنواتٌ طويلة؛ بحيث أنها قد بدأت تُنفِّذ مشاريعها مُنذ بداية حكم وتولي عفاش السلطة وحتى آخر يوم بحياته. أي أن اليمن بقيت تحت الذل والهيمنة، لا سيادة ولا إستقلال قد حظيت به قبل إندلاع هذه الثورة المباركة، بحيث أن عفاش قد عمل طوال فترة حكمه على بيع الأراضي اليمنية لبني سعود، وضمها ضمن جغرافية المملكة السعودية، وكذلك بيع وتسليم الثروات النفطية من بترول وغيره إلى أعداء هذا الوطن، وتعطيل معظم المصانع عن العمل، التي كانت عاملًا رئيسيًا في تغطية كل الاحتياجات لأبناء هذا الوطن، وإكتفائهم ذاتيًا وأقتصاديًا.

كما أنه في فترة حكمه لم يهتم بالأراضي الزراعية التي كانت من أهم العوامل في إنعدام البطالة والفقر، ورفع المستوى الأقتصادي، وتوريد جميع انواع المنتجات الزراعية، وتوفيرها وبيعها في الداخل والخارج، بل عمل على إهمالها عمداً من أجل تردي الأوضاع الأقتصادية، وزيادة الزحف الصحراوي على معظم تلك المناطق الزراعية بسبب إهمالها وزيادة جفافها.
وكذلك عدم الإهتمام بالثروات المدفونة من أثار وغيرها، بحيث أنه قد تم سرقة معظم أثار اليمن التاريخية التي يعود عمر بعظها إلى حضارة ماقبل الإسلام، وبيعها للمتاحف الأجنية بأغلى الأثمان، وذلك طمعًا في المال، وخيانة للوطن، وكذلك إهمال الأثار وغيرها وعدم إعادة ترميمها لتكون شاهدًا عظيمًا على حضارات اليمن السابقة وما شهدته من حضارات عظيمة.

هنالك أشياء كثيرة قد ساهم النظام الفاسد على تحطيمها، من أجل خدمة الأعداء في ضرب قوة الوطن، وتردي أوضاعه من كل الجوانب، وتسهيل عمل الأعداء من أجل القضاء على هذا الوطن. وقد تم فعلًا تحويله من وطن قوي ذات سيادة، إلى وطن ضعيف خاضع للعبودية الأجنبية.
لقد مرت السنين وتردي الأوضاع الأقتصادية يزداد سوءً، ناهيك عن الفساد السياسي الذي ينخر في دوائر عمل الدولة،
فقد نجح هذا النظام الفاسد في جعل اليمن رغم ما يمتلكه من ثروات اقتصادية وغيرها، من أكثر ١٠ دول في العالم فقرًا في العالم العربي، لقد زاد الفقر وارتفعت معه نسبة البطالة، وإزدادت الأغتيالات والجرائم في الآونة الأخيرة قبل سقوط ذلك الحكم المتجبر.
فقد عانى الشعب وتجرع الويلات، بحيث أن نظام الحكم قد أستعان بقوى خارجية من أجل ضرب الأوضاع الأمنية، والقضاء على القوة العسكرية، وأغتيال أكبر عدد ممكن من الأكادميين والسياسيين من أبناء هذا الوطن، وشن حروب ظالمة على أعظم أحرار هذا الوطن، وتدمير وضرب ترسانة هذا الوطن، من أجل القضاء عليه، وجعله وطنًا ضعيفًا خاضعًا للذل والإستعباد.
فالنظام السابق قد مارس كل وسائل القتل والأستبداد والهيمنة والظلم والتجبر والطغيان، من أجل إرضاء أمريكاء وحليفتها إسرائيل.

مرت السنين والحق يتعاظم ويكبر رغماً عن زيف المنافقين، لقد بداء الحق بالتوغل في أوساط أبناء الشعب اليمني الأحرار، وتقديم التضحيات الجسام والعظيمة من أجل التصدي لهذا النظام الظالم الذي أنشأته أمريكا في اليمن وفرضته بالقوة السياسية. لقد أعتلت صرخات الحق وبعثرت وأنهت كل المخططات التي كادت الأعداء أن يصلوا لتحقيقها.

لقد قامت ثورة سـ٢١ـبتمبر وثار فيها كل الأحرار، وكانت أعظم ثورة شهدها تاريخ اليمن مُنذ الأزل، فقد أسقطت أعظم طواغيت الهيمنة والأستبداد والعبودية.
لقد قامت هذه الثورة العظيمة في تاريخ ٢١أيلول/سبتمبر ٢٠١٤م، وقد تم حسم الموقف فيها بسرعة مذهلة، وقد كانت هذه الثورة حدثاً وطنياً وتاريخياً أستثنائياً غيّر مجرى التاريخ اليمني الحديث، وبه تغيرت مجريات الأحداث في المنطقة بأكملها.
عمر هذه الثورة ٧ أعوام، وهو تقريباً عمر العدوان السعودي على بلدنا، بحيث أن هذه الثورة لم تكن بهذا الشكل الفعال إلا أنها كانت التكملة والبداية ليعيش الشعب اليمني شعبًا حُرًا مستقلًا.
فثورة ٢١سبتمبر كانت ثورة ضرورية نحو خطوة أساسية ورئيسية، نحو موقف مشرف يقوده القائد العلم القرآني السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله، ليتجه بالشعب نحو المسار الصحيح، وبإذن الله إن هذه الثورة ستمتد جذورها إلى أعماق المملكة، وستُسِقط وتقتلع شجرة بني سعود عن بكرة أبيهم، وستسقط هيبة أمريكا وكل الدول المتحالفة وتدوس عليهم. وبفضل هذه الثورة سيُرفع شعار الحق قريباً في داخل المملكة، وسيُطبع شعار الحق على جدار الكعبة المشرفة، وعلى جدران المدينة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبّار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى