أحدث الأخبارشؤون امريكية

سفير أمريكا في إسرائيل تحوّل فجأةً في حسابه إلى سفير إسرائيل والضفّة الغربيّة وغزّة فكيف جرى تفسيره؟.. والمغرب يفقد سيادته على صحرائه “الغربيّة” على موقع البيت الأبيض ووزارة الخارجيّة الأمريكيّة فهل فعلها بايدن وألغى “إعلان ترامب”؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - خالد الجيوسي

مع مقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، يبدو أنّ العديد من المُتغيرّات اللافتة، والمُثيرة للجدل، ستحدث أيّام ولايته التي دخلها أمس في يوم تنصيب، لم يشهد أعمال عُنف، ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكيّة، قد عدّت عن مشهد التنصيب، ومخاوف من رفض الرئيس السابق دونالد ترامب، الخُروج من البيت الأبيض، مع رفضه لنتائج الانتخابات الرئاسيّة، وما أحدثه خطابه التحريضي لأنصاره، ونتج عنه اقتحام مبنى الكونغرس العريق.

المشهد الأوّل، والذي أثار علامات استفهام حوله، وغايته، حين قام حساب السفير الأمريكي في إسرائيل، بتعديل خانة التعريف به من سفير الولايات المتحدة الأمريكيّة في إسرائيل، إلى سفير أمريكا في إسرائيل، والضفّة الغربيّة، وغزّة، وهو تعديل لم يجر الإعلان عنه، لكن جرى الالتفات له من قبل أعين المُراقبين.

وتناقلت مواقع أمريكيّة، تفسير أمريكي لذلك التعديل اللافت، بأنّ هذا التعديل لا يعكس تغييرًا في السياسة، ولا ينبغي تفسيره بأنه إشارة إلى أيّ تغيير، ويأتي تغيير تعريف حساب السفير الأمريكي، مع وصول إدارة بايدن، حيث إسرائيل تتوجّس من موقف تلك الإدارة، من الملف النووي الإيراني، واستمرار تطبيق صفقة القرن، التي تشمل ضم الضفة الغربيّة، وغور الأردن، إلى جانب اعتراف ترامب الرئيس السابق بالقدس عاصمة أبديّة لإسرائيل.

وهذا تغيير التعريف، قد لا يعني شيئاً للمُطالبين بتحرير كامل الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، ففلسطين ليست الضفّة وغزّة، ولكن أن يُصبح سفير أمريكا، بتعريفه على حسابه في “تويتر” سفيرًا لكلا طرفيّ مُعادلة الصراع، إسرائيل، الضفة وغزّة، فهذا أمر يُقلِق إسرائيل، فالأخيرة لا مكان لديها لحِياد أمريكي، فيما يتعلّق بشرعيّتها، مُقابل الاعتراف حتى بدولة رمزيّة للفلسطينيين بالضفّة وغزّة ضمن حل الدولتين.

ويبدو أنّ حالة الجدل التي ترافقت مع تغيير خانة تعريف السفير الأمريكي في دولة الاحتلال، دفعت بتغيير الحساب اسمه إلى سفير إسرائيل، وحذف الضفّة، وغزّة، وهي خطوة أمريكيّة، فسّرها المُحتفلون بمقدم بايدن، بأنها خطوة من إدارته للعودة إلى خطّ الحياد في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بعد دور غير مُنصف لإدارة ترامب، وصهره جاريد كوشنر عرّاب صفقة القرن.مصدر أمريكي نقلت عنه وسائل إعلام أمريكيّة، قال إنّ التغيير المُؤقّت “كان تعديلاً غير مقصود، أثناء تحديث الصورة والراية”، ولكن بكل الأحوال التغيير لا يُمكن أن يحدث بالخطأ، فالتعديل يشمل كتابة حُروف كُل من الضفّة، وغزّة، في خانة الحساب المذكور.

ويبدو أنّ قرارات ترامب الراحل، لم يدم حتى حبرها، ففي المشهد الثاني، موقع البيت الأبيض، كما الخارجيّة الأمريكيّة “إعلان ترامب” الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة، وعند الولوج لصفحة الإعلان، يُشير الموقع إلى عدم وجود الصفحة، وهو ما جرى تفسيره بأنّ إدارة بايدن تتّجه ربّما لإبطال اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، وهو ما يعني أنّ تطبيع المغرب مع إسرائيل، الذي كان ثمن هذا الاتّفاق، قد يكون في مهب الريح، وبدون ثمن.وتأتي هذه التغييرات الصّامتة من قبل إدارة بايدن، دون تعليقات واضحة من الإدارة الأمريكيّة الديمقراطيّة الجديدة، والتي تنشغل بأخذ مُوافقات مجلس الشيوخ على المُرشّحين لإدارتها الجديدة، وتوقيع رئيسها جو بايدن، عددًا من القرارات اللّاغية لقرارات ترامب، ومنها العودة لاتفاقيّة المناخ، والسّماح لمُواطني دول ذات أغلبيّة مُسلمة السّفر للولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى