أحدث الأخبارشؤون امريكية

سقط ترامب وسقطت معه أقنعة امريكا المزيفة!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. أحمد الزين

كشف ترامب الشرير من خلال أربع سنوات من وجوده بالبيت الابيض عن الوجه الحقيقي البشع والانياب المفترسة للوحش الامريكي وفكره الاستعماري الإجرامي الهدّام القائم على غزو الدول واستغلال الشعوب ونهب الثروات وتأجيج الصراعات والثورات والحروب المتأصل في نشأة تاريخها الدموي الذي بدأ بإبادة الهنود الحمر وحضارتهم سكان امريكا الاصليين والإستيلاء على ممتلاكاتهم والاستيطان بارضهم الغنية، مرورا بقرون دامية من الحروب والغزو وسفك الدماء والقتل.. الى شواهد وقتنا الحاضر بتبني الإرهاب والتجسس والاغتيالات وتأسيس تنظيمات إرهابية مثل “القاعدة”، و”داعش”.. واستخدامهم كعملاء ووكلاء وأذرع ضاربة في منظومته الطاغوتية لتكملة مخططاته الجهنمية باحتلال الاوطان عسكريا والسيطرة عليها سياسيا واقتصاديا وأمنيا.. ولبناء عديد قواته واساطيله وزيادة قواعده المنتشرة عالميا وتعاظم قدراته التدميرية وتكتيكاته ومناوراته ليبقى غولا متفوقا وجبروتا جبارا محتفظا بقوة عظمى أحادية الجانب، يصعب هزيمتها او منافستها، ثم يسخّر تلك المنظومة العملاقة لإخضاع حكومات العالم وشعوبها عنوة وعتو واستبدادا واستعبادا.. ليحقق أطماعه التوسيعية وتنصيب نفسه في نهاية المطاف فرعون الحاكم الأوحد لإحكام سيطرته على العالم على قاعدة أنا ربّكم الاعلى فأخضعون وأركعون وأعبدون وأطيعون.. كما نظّر لها عرّاب السياسة الامريكية اليهودي الصهيوني هنري كيسنجر الذي يتبنى نظرية صدام الحضارات كضرورة لبقاء الهيمنة الأمريكية على العالم، ويحدد الآليات التي ينبغي أن تستعملها امريكا في تحقيق أهدافها هو المعرفة المتفوقة، والقوة القادرة على إخضاع العدو، من أجل أن تبقى أمريكا الأقوى.
طوال هذا التاريخ الأسود، كان وجه هذا الوحش الامريكي متنكرا مختبأ وراء اقنعة انظمة الليبرالية الرأسمالية مرتديا ثوب الجبروت والطاغوت ولكنه كان متخفيا ومستترا بشعارات الحرية البرّاقة والديمقراطية المزيفة وإدعاءات حماية حقوق الإنسان الكاذبة.. حتى جاءت لحظة الحقيقة وأسدل ترامب ستار المستور وفضح المحجوب عن الأنظار، وكشّر انصاره العنصريين عن أنيابهم المفترسة وهمجيتهم المتوحشة باقتحامهم الكونغرس، وما رافقه من رفض نتائج التصويت والإدعاء بالتزوير زورا، وتصاعد موجات الفاشية والعنصرية البيصاء، وخلق أزمة إنقسام حادة أفقيا وعاموديا في المجتمع الامريكي، وإنقلاب على النظام والقانون، وما ساد من حالات تمرد وفوضى وتخريب وشغب ونهب وقتل.. حتى أضحت امريكا أشبه بجمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية ذائعت الصيت بالفوضى والانقلابات والثورات.. كل هذه المشاهد الشاذة والصادمة أمام شاشات التلفزة العالمية شوهت صورة امريكا داخليا ودوليا، وحطمت هيبتها، وزعزعت ثقتها، وخسرت مصداقيتها، وأسقطت أنموذجها، وانهت منظومتها كقدوة ومثال يحتذى به بين مصاف الدول وشعوب الامم..
ومع عزل ترامب كرئيس اقوى دولة ديمقراطية عزلا مهينا مشينا معيبا، وخروجه من البيت الابيض مجبرا منهزما منكسرا ذليلا، وبسقوطه المذّل والمدوي سقطت معه كل مبادىء ديمقراطيتها المزيفة ومفردات أنظمتها المعتلة وقيم انسانيتها المضللة..
واذا احتكمنا الى سنن التاريخ، نرى استبدال اقوام باقوام أخرى، وتغيير حضارات بحضارات اخرى.. فقانون التغيير حكمة وإرادة ربانية بقانون كوني يتوافق مع مصلحة الارتقاء بالانسان نحو السمو والكمال، وهكذا سقوط الامبراطوريات قديما وحديثا التي يصيبها التكبر والغرور والظلم والطغيان والإنحراف عن مسار الحق والعدل والانسانية.. فانها تتهاوى وتنهار وتتلاشى، مثال: سقوط الدول الاموية والعباسية والسلجوقية والفاطمية والعثمانية، والامبراطوريات الفارسية والبيزنطية والبريطانية والسوفياتية.. وعليه نستخلص بانه كما تفكك وإنهار الاتحاد السوفياتي سنة 1991، بانفصال جمهورياتها الخمس عشرة وسقوط النظام الشيوعي على أيدي رئيسيها يلتسين السكير وغورباتشوف العميل بسبب صراعهما وما سبق من ظلم وعتو وتجبر، القائم على فكر شيوعي ملحد كافر، وتحديهم بإنكار خالق الوجود والموجود.. فسنشهد حتما بدء تفكك وإنهيار الولايات المتحدة الخمسين بانفصال ولاياتها من خلال توقع نشوب حرب أهلية سيكون من احدى اسبابها تداعيات صراع رئيسيها ترامب وبايدن وما تبع من ظهور الفاشية الترامبية العنصرية، وما سبق من إجرام وظلم وجبروت، القائم على فكر رأسمالي إستغلالي مادي جائر، وإستعلائهم وإستكبارهم بإنكار وجود قوة اكبر من قوتهم العسكرية وأقوى وأعتى هو الله الحق الحاكم العادل القويّ العظيم المتعال الجبار.. القائل: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}. وهو الله الذي يأمر بقيم الحق والعدل والقسط والعدالة والكرامة الانسانية ونصرة الانسان المظلوم والمضطهد والمسلوب حقه.. حيث قال: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
لذلك إعتمادا على قانون التغيير الالهي، سنشهد العالم ودوله يتشكّل من جديد بتحالفات ومحاور جديدة وأقطاب قوى متعددة مع بدء انهيار قوة امريكا العظمى، ينسجم والارادة الربّانية بتكريم عباده المؤمنين في استخلاف الارض، وديمومة بقائهم في نعمة الإيمان وأنعم الامن والامان والطمأنينة والرخاء والسلام في ربوع دولة الحق والعدل الكبرى الى آخر الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى