أحدث الأخبارالعراقايرانمحور المقاومة

سليماني منا اهل العراق

مجلة تحليلات العصر - بغداد علي الحسني

بعد هجوم داعش على بلاد الرافدين في ٢٠١٤ تخلت عن بغداد اغلب الدول
وحتى الولايات المتحدة الامريكية التي بيننا وبينها اتفاقية استراتيجية
بل ذهبت واشنطن إلى أكثر من ذألك فقامت بدعم داعش في مواقف كثيرة وقد ثبت ذألك بالدليل القاطع اثناء سير المعارك بين القوات العراقية وداعش الارهابي
ولم يقف معا العراق غير الجمهورية الاسلامية الايرانية ففتحت طهران مخازن سلاح الجيش الايراني للجيش العراقي والحشد الشعبي وارسلت الجنرالات العسكرية ليقاتلوا جنبًا إلى جنب معا القوات العراقية فاختلطت تلك الدماء الفارسية معا الدماء العربية وارتوت به أرض العراق
ومن ابرز هاؤلاء الجنرالات الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني
وقد واجه الشهيد سليماني المخططات الامريكية الإسرائيلية التي تسعى لدمار بلدان محور المقاومة ونجح الشهيد مع رفقاءه بأفشال هذه المخططات الخطيرة
فكان له دور بارز في حرب تموز ٢٠٠٦ حيث شهد معظم أيام هذه الحرب معا الشعب اللبناني وقادة حزب الله
وعندما تكلم الحاج سليماني عن يوم مشهود من أيام هذه الحرب وهو يوم ضرب البارجة الإسرائيلية قرب سواحل بيروت فقال عن هذه الضربة
( ان هذه الضربة تشبه ضربة سيدنا علي يوم الخندق ) لان هذه الضربة كانت من الضربات الاستراتيجية التي انقذت لبنان كضربة امير المؤمنين التي انقذت المسلمين يوم الخندق
وبعد هذه الضربة لم تجرؤ البارجات الإسرائيلية من الاقتراب باتجاه الساحل اللبناني خشية استهدافها مرة اخرى
وكان للشهيد سليماني الفضل بتوصيل تقنية صناعة الصواريخ الدقيقة إلى قطاع غزة
فجعلت هذه الصواريخ دولة الاحتلال في رعب مستمر كما كان له دور في وضع الخطط الدفاعية لهذا القطاع المحاصر
وكذألك الحال في اليمن فقد قام بإيصال تقنيات صناعة الصواريخ لبالستية والطائرات المسيرة إلى انصار الله
وكان له دور بارز بإفشال المخططات الامريكية الإسرائيلية التي كانت تهدف لإسقاط الرئيس بشار الأسد وتكون الجماعات الارهابية هي البديلة
واما في العراق فقد كان للحاج سليماني دور حيوي ومهم ولا نبالغ إذا قلنا ان الشهيد سليماني كان عراقي اكثر من بعض القادة في الجيش العراقي الذين رموا برتبهم العسكرية وهربوا
فقال السيد حسن نصر الله (بعد اسبوع من دخول داعش إلى العراق أتى سليماني وفريقه العسكري إلى بغداد) كما كشف السيد نصر الله حيث قال (في احدى الليالي وفي بدايات دخول داعش إلى المحافظات العراقية اتى الشهيد سليماني إلى الضاحية الجنوبية وطلب مني ١٢٠ قائد عمليات من قادة حزب الله وبعد صلاة الفجر يذهب بهم إلى بغداد وقال السيد حسن ان الحاج سليماني لم يطلب مني شيء ابدا حتى لإيران لاكن من اجل العراق طلب)
وقال رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في عام ٢٠١٤ (بعد ما عجزنا من الحصول على السلاح المطلوب وكانت مخازن الجيش العراقي فارغة طلبنا من الحاج قاسم سليماني تزويدنا بالسلاح من مخازن الجيش الإيراني فكانت الاستجابة سريعا وثاني يوم وصل السلاح الايراني معا خبراءه إلى جبهات القتال)
وقال المالكي (كنا نجلس انا وقاسم سليماني وابو مهدي المهندس ونضع الخطط العسكرية لمواجهة داعش)
وقال الاستاذ حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع السابق في البرلمان العراقي
(عندما دخل داعش إلى العراق في ٢٠١٤ ووصل إلى اطراف بغداد ومخازن الجيش العراقي تكاد تكون فارغة من السلاح فطلبت الحكومة العراقية من الجانب الامريكي تزويدنا بالسلاح اللازم فردت واشنطن ان السلاح يصل إلى بغداد في ٢٠٢٠ !
وقال الزاملي بعد هذا الرد من الولايات المتحدة الامريكية اجتمعت فصائل المقاومة بالحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وانا كنت موجود في ذألك الاجتماع وطلبنا من الجنيرال سليماني تزويدنا بالسلاح
وكان هذا الاجتماع في الساعة الثامنة صباحا وفي الساعة الواحدة بعد منتصف اليل وردنا اتصال من طهران يطلب منا التوجه إلى مطار بغداد لنستقبل الطائرات المحملة بالسلاح الذي طلبناه من سليماني في الصباح)
وعندما اصبح داعش على أطراف بغداد قال الشهيد سليماني بضرسٍ قاطع(لن ادع بغداد تسقط بيد الدواعش)
وكان الحاج سليماني يتواجد في جبهات القتال وقاد بنفسه عدد من المعارك التي تمنع الارهاب الداعشي من التقدم نحو بغداد وكان الشهيد يعرض نفسه لخطر الموت دفاعا عن بغداد وكاد ان يستشهد في معركة من المعارك التي وقعت على طريق بغداد سامراء عندما كان الدواعش يسعون إلى أسقاط بغداد وكانوا بالقرب منها
وفي عام ٢٠١٦ واثناء معارك تحرير محافظة صلاح الدين تعرض الجنيرال سليماني إلى اربع محاولات اغتيال في يوم واحد ولاكن الشهيد لم يهتم لكل هذه المحاولات بل كان هو يتمنى الشهادة في سبيل الله و شارك الحاج سليماني بأغلب معارك التحرير كمعركة تحرير الفلوجة ومعركه تحرير تكريت وحتى معركة تحرير الموصل ولم يتراجع ابدا
وقالت زينب قاسم سليماني (كان الحاج قاسم يبذل جهودا مضاعفة بشأن العراق لأنه كان مهماً بالنسبة له ) وقالت زينب سليماني (راسلني والدي من مدينة آمرلي وقال كيف تطلبين مني ان لا اذهب وهؤلاء الشباب المظلومون محاصرون وينتظرونني لأذهب واساعدهم)
وكشف مقربون من الحاج المهندس ان في بدايات عام ٢٠٢٠ وقبل مجيء الحاج قاسم سليماني إلى بغداد جرت بينه وبين ابو مهدي المهندس مكالمة هاتفية وطلب المهندس من سليماني ان لا يقدم لبغداد لان الوضع غير مستقر لاكن الحاج سليماني اصر على المجيء وكذألك الحاج هادي العامري طلب منه كطلب المهندس لاكن الشهيد اصر على الحضور إلى بغداد لأنه يدرك حجم المؤامرة الامريكية ضد بلاد الرافدين ومن اجل إيصال رسالة إلى الرياض من خلال بغداد
وفعلا أتى الشهيد إلى بغداد وحدثت عملية الاغتيال للشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بعدوان امريكي غاشم على سيادة العراق
ولمن يرى اننا نبالغ بالاحترام للشهيد سليماني ويقول ان الحاج سليماني قاتل دفاعا عن الامن القومي الإيراني وان طهران باعت لنا السلاح بثمن فلماذا تبالغون كل هذه المبالغة نحو سليماني؟
نقول ان داعش كان يهدد العالم وفي مقدمتهم دول الخليج اعطونا دولة اجنبية او عربية دافعت عن أمنها القومي وارسلت جنيرال كسليماني يقاتل معنا جنبا إلى جنب
ونحنو بدورنا نبني له تمثال في قلب بغداد
وكذألك اعطونا دولة باعت لنا السلاح بأرخص ثمن ممكن مثل الجمهورية الإسلامية الايرانية وذألك بشهادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي
بل في الوقت الذي كان فيه سليماني معا أسود العراق في جبهات القتال كان بعض الدول العربية يستعدون لما بعد سقوط بغداد بيد الارهاب الداعشي
ولا ننكر هنا دور القوات العراقية البطلة وتضحياتها الكبيرة ولا دور الشهيد ابو مهدي المهندس بل هنا نتكلم عن جزء بسيط من دور الجنيرال سليماني في معارك تحرير العراق من الارهاب الداعشي
وكذألك نقول لمن احتفل فرحًا باغتيال سليماني والمهندس
في ٢٠٠٧ كان جورفان فييرا برازيلي الجنسية مدرب لمنتخب العراق الوطني وتمكن هذا المدرب ومعه أسود الرافدين من الحصول على كأس آسيا ٢٠٠٧
وهذا المدرب البرازيلي أتى إلى العراق ودرب المنتخب الوطني مقابل مبلغ من المال حسب الاتفاق في ذألك الوقت
وبعد هذا الانجاز كرمت بغداد المدرب البرازيلي بأفضل تكريم ويدعوه العراق في المناسبات الرياضية المهمة كحضوره في افتتاح ملعب كربلاء الدولي
وكلنا نحترم هذا المدرب وما قدمه من انجاز للكرة العراقية
إذن كيف بمن يشترك معنا بالإسلام والمذهب كيف بمن قاتل معنا جنبا إلى جنب كيف بمن وقف معنا عندما تركنا الجميع كيف بمن عرض نفسه لخطر الموت من اجل حماية بغداد
هل نجازيه بالاحتفال بمقتله؟ هل نجازيه بنكران الجميل؟
اما تعلمون ان الجميع أتفقوا ان عملية الاغتيال اعتداء على العراق بحكومته وشعبه
حيث وصفت المرجعية الرشيدة هذه العملية على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي حيث قال(بان هذا اعتداء غاشم على سيادة العراق وقد ادا إلى استشهاد عدد من ابطال معارك الانتصار على الارهابيين الدواعش)
وقال الشيخ خالد الملا (الحاج سليماني اتانا بوقت جميع الدول اعطت ظهرها للعراق)
وليس فقط أبناء العراق يفتخرون بالشهيد سليماني بل جميع دول محور المقاومة تفتخر بقاسم سليماني وابو مهدي المهندس
فقال إسماعيل هنية (ان سليماني شهيد القدس) كررها ثلاثًا
وهنا نقولها وبكل فخر ان سليماني منا اهل العراق
ونقول لمن نفذ ولمن رضى ولمن احتفل بمقتل الشهيدين ان لدينا ١٠٠٠ قاسم سليماني و١٠٠٠ ابو مهدي المهندس وخط المقاومة مستمر
ونقول كما قال امامنا علي بن الحسين (ع) (ان القتل لنا عادة وكرمتنا من الله الشهادة )
وستكون هذه الدماء الطاهرة سيلًا يجرف اسرائيل ويطيح بالولايات المتحدة عن العرش العالمي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى