أحدث الأخبارسوريامحور المقاومة

سوريا صادقة صامدة والأعراب ساقطة كاذبة

مجلة تحليلات العصر - الحسين أحمد كريمو

كثرت في هذه الأيام الأكاذيب والافتراءات حول سورية البطلة الصامدة من جوقة الكذب والدجل المفضوح والإعلام المتصهين من دول الأعراب وقرن الشيطان الوهابي على قلب العروبة النابض، وقلعتها الصامدة دمشق في أقذر حرب كونية عليها منذ عشر سنوات كاملة.
تلك الأكاذيب التي تتحدَّث عن لقاءات ورسائل بين القيادة السورية والحثالة الصهيونية، وهي كلها أكاذيب يُريد أعراب الخليج والسائرين إلى حتفهم في أحضان عدوِّهم التاريخي ليجلسوا فيه بأمان واطمئنان كجلوسهم في حجر الشيطان تماماً، الذي سيفعل فيهم الأفاعيل المنكرة وهم لا يشعرون من غبائهم ودناءتهم وحقارتهم وقلَّة وعيهم، فجاؤوا بهذه الروايات والأساطير ليضحكوا فيها على شعوبهم الذين راحوا ينظرون إلى سورية الصامدة بعين الإجلال والإكبار لأنها قدَّمت كل هذه التضحيات ولم تضع يدها بيد العدو الغاصب لفلسطين والمدنِّس لقدسها الشريف.
فأرادوا أن يقولوا كذباً: “ها هي سورية التي تتطلعون إليها ستخضع وتُبايع وتُطبِّع مع الصهاينة” ليضحكوا على ذقونهم ولا يطلع لهم ملايين من شعوبهم رافضين التطبيع والتركيع للعدو الصهيوني، فأرادوا أن يكذبوا على الطريقة الترامبية المفضوحة في الكذب، لأن الرَّجل صار له مدرسة في الكذب والدَّجل، وهم درسوا عنده وفي مدرسته الدَّجل رغم ما لديهم من خبرة فيه.
ولهؤلاء نقول لهم: أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان يقول: “لا يمكن أن أضع يدي في يد يهودي، وأموت ولا أضع يدي في يد يهودي”، والتاريخ يشهد على صدقه وصموده ومقاومته، والقيادة السورية تموت ولا تضع يدها بيد اليهود ولكن الأعراب يموتون ليضعوا أيديهم في تلك اليد الآثمة القذرة، وهنا الفرق الجوهري بين اليد النظيفة التي ترفض مصافحة القذارة واليد القذرة التي تلعق النجس والقذارة، وذلك لكثرة شرب بول البعير صارت القذارة جزءاً منهم، وأما مَنْ شرب من ماء الشام (الفيجة) فإنه لن ينساها أبداً..
ولنذكر هؤلاء الأقزام في التاريخ القريب لأنهم دائماً يضعون (shift del) على تاريخهم حتى لا يذكروه، فإن سيدهم (كولين باول) جاء إلى سوريا مهدداً وموعداً حين كان وزير الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعبدونها من دون الله، بعد غزو العراق عام 2003 وقدَّم للرئيس السوري الشاب الدكتور بشار الأسد عرضاً فيه ترغيب وترهيب، العرض كان يقول: أن سوريا يمكن أن تصبح جنَّة في المنطقة وأهم دولة في المنطقة بكل المعايير مقابل بعض الطلبات الأمريكية، وهي:
– طرد المنظمات الفلسطينية من سوريا وإغلاق مكاتبها..
– والتخلي عن المقاومة اللبنانية وحزب الله تحديداً..
– والاستدارة سياسياً عن العلاقة مع إيران..
– والدخول في تفاوض مع “الإسرائيلي” تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية لصالح سوريا حسب زعم كولين بأول.
هذه الأوامر التي جاءت على صورة طلبات من الإدارة الأمريكية المحتلة جديداً للعراق وتتأهب للدخول إلى سوريا بنفس الكذبة التي دخلوا فيها إلى العراق “الأسلحة الكيماوية”، وهذا ال(باول) حذَّر سورية؛ من أنها “ستجد نفسها على الجانب الخاطئ من التاريخ”! أو خارج التاريخ إذا لم تتوافق مع الرؤية الأميركية للشرق الأوسط بعد سقوط طاغية العراق! وقال باول في حديث للتلفزيون الصهيوني: “ما قلته له، أي للرئيس الأسد، بوضوح إن هناك أشياء نعتقد أنه يجب عليه عملها إذا كان يُريد علاقة أفضل مع الولايات المتحدة الأميركية، وإذا كان يُريد أن يلعب دوراً مفيداً في حل الأزمة في المنطقة”،
وقال بعد عودته من زيارته القصيرة لكل من دمشق وبيروت ولقائه الرئيس بشار الأسد، ومن ثم الرئيس إميل لحود: “أنه وضع الرئيس الأسد في مواجهة خيار من اثنين، إما أن يكون جزءاً من مستقبل إيجابي ينتظر المنطقة، وإما أن يبقى جزءاً من ماضيها”.
ورفضت القيادة السورية الخضوع لهذه الإملاءات وصمدت في وجه أمريكا الطاغية الباغية ولم تتراجع قيد أُنملة عن خطها ونهجها المقاوم، ولن تتراجع بعد أن حاربتكم عشر سنوات فافهوا..
ولكن أسألكم أيها الأقزام ويا أشباه الرجال كما كان يقول لكم الدكتور بشار الأسد: أين هذا الباول وإدارته ورئيسه وخمسة جاؤوا بعده؟ كلهم ذهبوا إلى نفايات أمريكا وبقي الرئيس الأسد في عرين الشام شامخاً صامداً مقاوماً، فسوريا صادقة صامدة والأعراب ساقطة كاذبة، هذه هي الحقيقة التي يجب أن تعرفها شعوبنا العربية والإسلامية عن سوريا وقيادتها المقاومة وجيشها البطل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى