أحدث الأخبارشمال أفريقيامصر

سياسة العدل العلوية هي المنقذة

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

نعيش هذه الأيام ذكرى ولادة أعدل حاكم في تاريخ البشرية، كما أعلنوا من المنظمة السياسية الدولية الأعلى في العالم الأمم المتحدة قبل سنوات من الآن كما اقروا رسالته وعهده لمالك الأشتر حين ولاه على مصر على أنه وثيقة من التراث الإنساني في السياسة وناشدوا حكام العرب والمسلمين للعمل بها لتحقيق العدل في دولهم وبلدانهم المنكوبة بهم وبحكوماتهم الظالمة والفاقدة لأبسط الحريات وحقوق الإنسان..
فقالت الأمم المتحدة في نص القرار إن: “خليفة المسلمين علي بن أبي طالب يُعتبر أعدل حاكم ظهر في تاريخ البشر”، مستندة بوثائق شملت 160 صفحة باللغة الأنكليزية، ولهذا دعت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان حينها 2002م، الحُكام والملوك إلى الاقتداء بنهجه الإنساني السليم في الحكم المتجلي بروح العدالة الاجتماعية والسلام.. مشيرة إلى إن الأمام علي (ع) كان في إدارته لشؤون الدولة الإسلامية متحلياً بمكارم الأخلاق.
نعم في الأمة الإسلامية، والدولة العربية التي قسَّمها الأشرار إلى دول ومقاطعات وولايات وإمارات وممالك وجمهوريات بحيث وضعوا في كل منطقة حُكم مختلف وحاكم من جواسيسهم لتكريس الانقسام في الأمة، وتحقيق مصالح دول الاستكبار العالمي بسرقة ونهب البلاد واستعباد البشر بالدَّوس بأحذية الجيوش والعساكر على رقاب وأفواه الناس ومنعهم من الكلام في الحريات والدِّين الإسلامي الحق حتى أن حاكم أكبر دولة عربية منذ أيام يأمر بمنع تدريس آيات القرآن الكريم في المدارس المصرية بحجة مكافحة الإرهاب الذي يُمارسه هو وحكومته بأبشع أنواعها ابن اليهودية وربيب الصهيونية..
فيظن المأفون أن المشكلة في القرآن الكريم وآياته الكريمة، والمشكلة فيه هو وحكومته ومن سلَّطهم على هذه الأمة لخدمة أعدائها ونهب خيراتها وإعطائها لأسياده الذين سلَّطوه عليها ليظلمها ويدوس على رقابها ديمقراطياً كما تأمر الديمقراطية الأمريكية ورؤوس الصهيونية..
فما أحوج هذه الأمة للحرية من هؤلاء الحكام وتلك العوائل من صهاينة الأعراب ومجرمي التكفير الوهابي في المنطقة، الذين دمروا البلاد وشرَّدوا العباد وراحوا يسعون إلى (ناتو صهيووهابي) في المنطقة لأن مخططاتهم تعرقلت في سوريا المقاومة، واليمن البطل، والعراق الجريح..
ولن يجدوا الحرية والعدل في الحكم والقسط في المجتمع إلا بتطبيق أحكام الدِّين الإسلامي الحنيف، وشرائعه الإنسانية الراقية التي شرعها الله لبناء الإنسان الفرد، والمجتمع على قيم السماء التي نزل بها القرآن الحكيم وبلَّغها الرسول الكريم (ص) وطبَّقها واقعاً في حياة الأمة الإمام علي بن أبي طالب (ع) والذي طالما تحدَّث عن أصول الحُكم وصفاته، والحاكم وشروطه لتحقيق العدل والقسط في هذه الحياة..
واليوم حيث الفتن أقبلت علينا كقطع الليل المظلم وغزانا اللعناء اليهود، وحكمنا أبناء الطلقاء شركاؤهم فأذاقونا مرَّ الحياة وأحالوا حياتنا إلى جحيم لا يُطاق بسبب ما يُشيعونه من قطعان التكفير الشيطانية، فما أحوجنا إلى نهج الإمام علي (ع) وعدله وسيفه ذا الفقار؟
فأعدل حاكم في التاريخ البشري عندنا وتذهب الأمة إلى أبناء الطلقاء وإلى أظلم حاكم على وجه الكرة الأرضية، سيد البيت الأسود، وربيبه القابع في جُحره في فلسطين المغتصبة، أليست هي المصيبة العظمى والكارثة التي ما بعدها كارثة أيها الناس؟
ولكن هذه الأمة التي تركت الإمام علي (ع) وعدله وركضت وراء معاوية بن هند وظُلمه ذاك الجسم المنكوس والشخص المركوس، ذو الأصل الرومي – رغم أنه اختلف فيه أربعة كما يقول الزمخشري – إلا أنه يبقى منسوباً إلى أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ذاك العبد الرومي الذي تبنَّاه عبد شمس في غفلة من الزمن فصار يُنافس هاشم الخير على السيادة والقيادة.
وإلى الآن مازلنا نعيش تحت تأثير ذلك الكابوس الأموي ودمَّر الطلقاء بلاد الشام ليُرجعوا حكم معاوية وبني أمية، ويزيد النصراني، والنَّسل المرواني (الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون)، كما وصفه رسول الله (ص)، ولكن هذا الوزغ الملعون صار حاماً وأميراً للمواطنين إلى متى يا أمة الخير يبقى الأغراب والأعراب يضحكون عليك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى