أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

سيد التحديات

مجلة تحليلات العصر الدولية - الشيخ علي العريبي

يعيش لبنان مرحلة نهاية الانهيار بعد ان دخلنا منذ سنة تقريبا وسط الانهيار، فالوضع المالي والاقتصادي والقدرة الشرائية تخطوا الخطوط الحمراء من فساد وسرقات وغلاء واحتكار وتحالفات ومصارف ولعبة الدولار وخصوع وارتهان.
الرقابة بكل انواعها تعيش في سبات حميق، حكومة مستقيلة مشلولة بقرار من حسان دياب، والرئس المكلف غير معني بالتأليف لاسباب داخلية واقليمية ، فيتلظى خلف نبيه بري، وميشال عون  لا يريد الحريري رئيسا في نهاية عهده، وعليه سوف يستقيل من التكليف  قريبا، لذلك وصل السيل الزبى عند اللبنانيين ، لان اغلب الشعب يعيش في ذل نفسي ومادي كبير، اذ لم يحصل ان مرت عليهم هكذا مرحلة، والسلطة مشغولة بتسمية وزير من هنا وهناك. المجتمع في بداية الفلتان الامني الاجتماعي  وهذا يعني ضياع كل شيء والسلطة متقاتلة على جنس الملائكة.
المشكلة التي نعيشها للاسف هي انقسام عامودي حول الكثير من القضايا المصيرية، على سبيل المثال قضية الكهرباء: عرضت ايران منذ ٢٠٠٦ حتى الان ثمانية عروض من اجل بناء محطات كهربائية من اجل تغذية ٢٤ ساعة ولكنها فشلت، وكذلك روسيا والصين والمانيا وكلها رُفضت بسبب الارتهان للاوامر الامريكية، اما قضية البنزين فانها قضية الساعة، الكل يعلم أن الدعم زائل، وأن الدولة لن تعود قادرة على تمويل الاستيراد بدولارات المودعين التي تم تبديدها على المحتكرين باسم الدعم، وأن السوق سيصبح مفتوحا ليشتري التجار كل السلع ويعرضونها للبيع، فالدولة أصلاً لم تكن طرفاً في سوق المحروقات، ولم تعد كذلك وتترك للشركات حق اختيار المصدر وطرق الدفع واسعار الشراء.
لذا سماحة الامين قال اذا لم تقم الدولة بواجباتها سنقوم باستراد البنزين من ايران وبالليرة اللبنانية، هذا الكلام اربك امريكا واذنابها بلبنان، فبدأ الكلام عند الاذناب حول ايران هل لديها بنزين حنى تصدّره، وهل يؤدي ذلك الى انجرار قانون قيصر على لبنان، فوضع السم في العسل ، للعلم ان إيران منذ العام 2018، تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي لإنتاج البنزين بما يؤمن حاجة السوق الداخلية، بالإضافة إلى استطاعتها القيام بتصدير الفائض. وقد استطاعت تحقيق هذا الإنجاز من خلال مهندسيها وطاقاتها الذاتية، رغم الحصار المطبق عليها، والمفروض من قبل الدول الاستكبار وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، فدولة الفقيه تنتج 110 ملايين ليتر يوميا من البنزين مقابل الاستهلاك الداخلي بمعدل 75 مليون ليتر يوميا، ما يعني توفير فائض 35 مليون ليتر وحاجة لبنان اليومية 10 ملايين ليتر، وهو يتمتع بمواصفات قياسية تفوق المواصفات الأوروبية  ، المهم عملية استيراد البنزين ومازوت  من ايران يوفر سنويا حوالي اربع مليارات دولار على الخزينة اللبنانية ، فاذا كانت السلطة ترفض هذا العرض ومن خلفها امريكا والاذناب وكارتيلات النفط فلتقدم لنا البديل، واذا انتفى هذا البديل فانها تريد تجويع الشعب وذلّه، وهذا ما لا يمكن القبول به ابدا ، البواخر الايرانية ستصل ان شاء الله الى المرفأ وستفرغ حمولتها في المصافي، وحزب الله وقائده لن يسكتوا على اذلال الشعب لان من قدم الدماء من اجل الكرامة لن يهدأ او يغمض له جفن حتى نخرج من حالة ذل السلطة ، البداية تبدأ من بواخر البنزين وسوف وتليها حتما ما ينقصنا من مواد وبضائع اساسية.
اليوم البلد اصبح مكشوفا ، لا دواء، لا بنزين، لا مازوت، لا وظائف، لا اقتصاد، لا قدرة شرائيَّة، لا سلعة محميَّة، لا سياسات إغاثة، لا قدرة على العيش، لا مستلزمات طبيَّة، الاسواق مجرَّد مستنقع حيتان، النَّاس تلفظ أنفاسها على أبواب المستشفيات.
يا سماحة الامين قم واضرب بعصاك البحر، واهدم الهيكل على رؤسهم واستعمل قوة الشعب لنتجه شرقا ولا نبالي بأحد ، فبين إبادة شعب بكاملِهِ وطغيان عصابات السلطة،  النَّاس تتجرَّع يوميّاً حكاية دفنها التَّعيس.!!
يقول افلاطون:
ليس المهم ان تعيش، بل أن تعيش جيدا…… والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى