أحدث الأخبارالإمارات

سيناريوهات التطبيع

مجلة تحليلات العصر الدولية

بعد “عيال “زايد

أسعد العزّوني
بدأت جريمة التطبيع المجاني مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،بسقوط السادات المقبور الذي وقع بدفع وتشجيع من القيادة السعودية معاهدة كامب ديفيد عام 1978،بهدف إسقاط مصر وتمهيد الطريق أمام السعودية كي تقوم بالتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، بعد إقامة علاقات سرية من الحركة الصهيونية عندما كانت فكرة مستدمرة إسرائيل على الورق ويحار بها صاحبها العلماني اليهودي النمساوي الصحفي د.ثيودور هيرتزل.
إستمرت السعودية في نهجها التدميري للأمة ورتبت لغزوة صهيونية عسكري للبنان صيف العام 1982 ،من أجل اخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية والقضاء على الحركة الوطنية اللبنانية ،وتم لها ذلك بعد ان ضغط قادة سنّة بيروت على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات كي يوقف الحرب وينسحب،بحجة ان بيروت عاصمة لبنان وليست مدينة فلسطينية،بعد ان كان رافضا لضغوط الملك فهد آنذاك.
اتفقت السعودية مع النظام التونسي البائد برئاسة وكيل الموساد زين الدين بن علي عام 1992 ،على عدم التجديد للعقد العشري المبرم بين منظمة التحرير والنظام التونسي ،من أجل زج المنظمة في الحضن الإسرائيلي،وقام بن علي بإبلاغ الرئيس عرفات برسالة خطية أن الحكومة التونسية لا ترغب بتجديد الإتفاق ،وعندما أبلغ الرئيس عرفات الأنظمة العربية بالأمر ،لم يجبه أحد سوى “اللامبارك”الذي بعث له ببرقية تقول:”فخامة الرئيس ياسر عرفات..إن القاهرة على إستعداد لإستقبالك أنت وأعضاء مكتبك فقط”.
ذهل الرئيس عرفان من رد اللامبارك وعدم رد بقية الأنظمة العربية ،ووضع كلتا يديه على رأسه وغاص في تفكير عميق،وبينما هو كذلك دخل عليه عرّاب المفاوضات السرية مع مستدمرة إسرائيل محمود عباس ،وقال له :يا أخ أبو عمار آن الأوان للحديث في المحرمات!!وعندما سأله عرفات عن أي محرمات يتحدث أجابه أنه يعني المفاوضات مع إسرائيل،فصرخ عرفات في وجهه وقال له بالنص:الله يعني إنتو طابخينها سوا ،إفعلوا ما يحلو لكم!!!وعند ذلك سار عباس في درب المفاوضات العلنية التي أفضت إلى “قنّ”صغير في باحة البيت الإسرائيلي الكبير إسمه أوسلو ،وتحول إلى مقبرة للقضية الفلسطينية عام 1993.
بعد أوسلو جاء دور الأردن الذي وقع معاهدة وادي عربة 1994،وكانت مياه التطبيع الآسنة تجري من تحت أقدام الجميع،وأقدمت السعودية على هزة إقتلعت جذور الكرامة العربية ،عندما طرحت ما تسميه زورا وبهتانا مبادرة السلام العربية ، وفرضتها على قمة بيروت 2002، وتحفظ عليها الرئيس اللبناني المقاوم آنذاك إميل لحود لأنها تشطب حق العودة الفلسطيني،وعرضت هذه المبادرة الخيانية التطبيع العربي-الإسرائيلي الشامل مع مستدمرة إسرائيل،لكن السفاح شارون رد على السعودية بإعادة إحتلال ثماني مدن فلسطينية ،تعبيرا عن رفضه للفكرة مع دسامتها.
اللهاث السعودي وراء التطبيع مع الصهاينة لم ينقطع ،فعند تولي محمد بن سلمان ولاية العهد ،فرض على أهلنا في بلاد الحرمين الشريفين أخطر انواع التطبيع وهو التطبيع الشعبي ،وسخّر أجهزته الإعلامية والأمنية للترويج للتطبيع وزيارة مستدمرة الخزر والإتصال والتغزل بالنتن ياهو،ورأينا وسمعنا عملاء مخابرات سعوديين يخرجون علينا بكافة الوسائل ويمتدحون إسرائيل ويهينون الشعب الفلسطيني ويقللون من شأن الأقصى ،ويقولون جاهلين أن الله لم يذكر إسم فلسطين ولا مرة في القرآن ،لكنه ذكر إسرائيل أكثر من ثلاثين مرة،دون علم منهم لجهلهم المطبق ،أن كلمة إسرائيل الواردة في القرآن تعني يعقوب وليس المستدمرة،وأزيدهم من الشعر بيتا أن التوراة الحقيقية تحرم على اليهود إقامة أي كيان سياسي أو ديني لهم.
يبرر مجمد بن سلمان عدم قيامه بالتطبيع الرسمي أنه يخاف من قطر وإيران والداخل السعودي،ولكنه يضغط على الكيانات العربية الهشة كي تطبّع ليعطي أهل الحجاز تبريرا للتطبيع،وقد أنجز عيال زايد مؤخرا تطبيعا مجانيا ،وتضمن مقاولة نجسة تقوم على نقل المسلمين الراغبين بالصلاة في الأقصى من أبو ظبي إلى تل أبيب،لتعميق التطبيع الإسلامي.
السؤال المطروح حاليا هو من التالي في أوكازيون النجاسة؟وما هو واضح أن جزيرة البحرين ستكون التالي ،ويتبعها إما سلطنة عمان أو السودان،ومن ثم السعودية رأس الأفعى في مسيرة الخيانة كلها.
وعندما تتربع السعودية على عرش الخيانة لا داعي للسؤال عن سير التطبيع ،لأنه دول منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 دولة وتهيمن عليها السعودية ستنخرط في المستنقع، ما عدا إيران وتركيا بوضعهما السياسي الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى