أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

سيناريوهات سيف القدس

مجلة تحليلات العصر الدولية - د بلال الخليفة

ان الحرب التي يخوضها المقاومون الفلسطينيون الان، هي حرب تختلف عن سابقاتها، هي حرب الاولى في التاريخ التي يكون الضاغط فيها محور هو محور المقاومة لا اليهود، هي حرب اختلفت كفتها، فكانت الى جانب الفلسطينيون لاول مرة في تاريخ الحرب ضد اسرائيل، والغريب في الامر ان العرب وبشكل علني تقف الى جانب المحتل وبشكل سافر، كما انها الحرب الاولى التي تلت عملية التطبيع التي قادتها دول الخليج.
ان للحرب عدة سيناريوهات محتملة لها والتي من الممكن ان ان تسير الحرب في احدهما، وهي:
السيناريو الاول: النصر الفلسطيني
اختلفت الامور كثيرا بعد انتصار حزب الله في حرب تموز عام 2006 وحيث كان محور المقاومة اقل واضعف بكثير جدا عن الان، وثم الحرب على غزة قبل عدة اعوام حينما فشل الكيان الصهيوني في احتلال غزة ميدانيا، واخيرا تم اضافة عاملين مهمين جدا وهما وجود الحشد الشعبي ذو الامكانية الكبيرة جدا من حيث الخبرات الكبيرة والامكانيات العسكرية وخصوصا بعد انتصارة الكبير على داعش المدعومه من اسرائيل، وكما لا ننسى قبل اسابيع تم ضرب اسرائيل بصاروخ (انزلاق صاروخ حسب تعبير اعلام اليهود) الذي كان مؤشرا كبيرا بان حرب الدفاع انتهت وبدا عصر جديد وهو الهجوم ضد الكيان الصهيوني.
كل تلك الامور التي ذكرتها ، جعلت كفة الحرب تميل وبشكل كبير لمحور المقاومة رغم التطبيع واعلام العدو ورغم نجاح الكيان ومن معه في الحرب الناعمة واسقاط حكومات في الوطن العربي بما يسمى الربيع العربي وفي العراق بما يسمى التشرينيون.
في الانتصار يوجد مسارين
الاول: تحرير فلسطين
سيحدث هذا السيناريو حين يقرر الكيان الاجتياح البري لغزة والذي قد يستفز محور المقاومة وقد يدخل في الحرب حزب الله وبعض فصائل المقاومة العراقية ومن خلفهم الجمهورية الاسلامية بدعم تكتيكي ولوجستي اي بدون تدخل رسمي ، لان التدخل الرسمي قد يشعل فتيل حرب عالمية لان اسرائيل قد يقف معها حلف الشمال الاطلسي بصورة رسمية. هذا الاحتمال ليس مستحيلا لكن الان الجو غير مهيا تماما وقد يحتاج لبعض السنوات كي تتهيا الارضية لذلك.
الثاني: انتصار الفلسطينيون بقبول اليهود شروط الفلسطينيون دون قيد او شرط
وهذا احتمال مرجح وكبير جدا، فان المعطيات الحالية تشير لذلك وخصوصا ان استمرت فصائل المقاومة بالقصف الصاروخي وبنفس الوتيرة منذ اليوم الاول، لان اليهود يساومون على حرب الاستنزاف بقصف البنى التحتية والدور وتهديم المدن باكبر قدر ممكن لتأليب الراي العام ضد المقاومة وبنفس الاسلوب القديم المتبع في حرب تموز.
لذلك فان اراد الفلسطينيون ومحور المقاومة النصر ، فيجب عليهم القيام بشيئين وهما الاستمرار بالقصف الصاروخي بوتيرة واحدة او ان امكن بشكل متصاعد ، والامر الثاني هو تطمين الناس بان المقاومة هي من ستقوم بتعمير المدن بعد تدميرها من قبل الكيان الصهيوني.
ان اليهود وكما وصفهم القران بانهم اشد الناس حرصا على الحياة الدنيا اي انهم شعب جبان جدا ومتمسك بالحياة، وبالتالي ان عامل الوقت مهم جدا في الحرب، اي ان الحرب كلما طالت، سيضغط المجتمع الصهيوني على حكومتة لايجاد حل غير الحرب، وكذلك ان المجتمع الدولي قد يضغط ايضا ضد الكيان الصهيوني.

السيناريو الثاني: وهو خسارة الحرب
معظم الحروب التي جرت بين العرب واليهود كانت الغلبه لليهود والسبب هو خيانة القيادات العربية للقضية الفلسطينية من اجل بقائهم في المناصب. واما الانتفاضات الفلسطينية فكان مصيرها الفشل ايضا وللاسف، والسبب هو الخيانة ايضا وتدخل الحكومات العربية في تهدئة الامر لصالح الكيان الصهيوني، في هذا الامر يوجد مسارين لحدوث هذا الشيء ايضا وهما:
المسار الاول: الخسارة ويعني قبول وقف الحرب دون تحقيق اي هدف
هذا الاحتمال وارد جدا وخصوصا ان القيادات العربية من خليجية واقليمية التي طبعت حاليا والتي كانت مطبعة قبل ذلك بكثير ، تتحرك الان وبشكل كبير لوقف اطلاق الصواريخ والقبول بالسلام الزائف الذي يعطي الحق لاسرائيل في قصف الفلسطينيون. وكانت هذه المبادرة عادة ما تكون بوساطة رئيس المخابرات المصرية وبدعم مالي من الخليج لذلك. فالمقاومة تتهم بانها اصبحت فارسية، بالاشارة الى ايران، لذلك يلعب العرب على الوتر الطائفي وكذلك استخدام اسلوب الترغيب والترهيب لوقف الحرب، ان كل الانتفاضات والحروب تم ايقافها بهذا الاسلوب.
المسار الثاني: هو الخسارة مع تعمير المدن
وهو مرجح اكثر من المسار الاول للخسارة، ان العرب حينما يتم تكليفهم بالوساطة من قبل الكيان الصهيوني ، فانهم يضعون بعض الامور التي تحفظ ماء الوجه للمقاومة بقبول السلام او الهدنة، فان نجحت جهود بعض الدول العربية بقبول بعض الفصائل بالسلام او الهدنة ، فهذا يعني تشضي محور المقاومة الفلسطيني وبالتاي قد يضطر الجزء الاخر بقبول التهدئه على مضض لعدم وجود حل او جدوى من الاستمرار.

التاثير عمليات سيف القدس
ان هذه الحرب قد اوصلت رسالتها لاكيان الصهيوني وللعالم الغربي الذي يقف خلف الكيان بان محور المقاومة هو القوة الواعدة الجديدة التي لا تقهر وهي التي بيدها مفاتيح الانتصار رغم كل التقنيات الحديثة والامكانيات الكبيرة التي يمتلكونها.
الرسالة الثانية التي وصلت هي ان محور المقاومة الفلسطيني يقف خلفة محور المقاومة الشيعي وبالذات الجمهورية الاسلامية وبالتالي الشيعه.
الرسالة الثالثة: هي ان الحكومات العربية هي خائنة لاهم قضية يمتلكها المسلمين والعرب.

التوصيات
1 – دعم المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل وبشتى الطرق.
2 – يجب الاستمرار باطلاق الصواريخ ضد الكيان لان الكيان راهن على الوقت وعلى نفاذ المقاومة للصواريخ
3 – فضح الحكومات العربية والتي تقف مع الكيان لا مع اولى القبلتين
4 – ايضاح للعالم الاسلامي والعربي ان من يقف مع القدس وفلسطين هو محور المقاومة والجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى