– هل ستكون فيتنام جديدة في العراق ؟؟
مازال الكثير من العراقيين ،يأمل بأن يتغلب صوت العقل ،على الهستيريا والتعبئة المسعورة ، التي تحث على الاقتتال ، لكن مثل هذه الأجواء في تجارب الشعوب ،غالباً ما تؤدي الى حرب داخلية شرسة ومدمرة ، فيما هي السيناريوهات المتوقعة اذا اندلعت تلك الحرب السوداء – لا سمح الله – ؟؟
تبدو الرؤية واضحة في أن العراق بات ينقسم الى محورين أو جبهتين : الأولى تدعمها امريكا والدول الخليجية – خاصة السعودية والامارات – مع مظلة واسعة من جهات عراقية ترى في الوجود الأمريكي ضمانة لها .
أما المعسكر الآخر ،فيضم الحشد وقاعدته الجماهيرية ،مدعوماً – فعلا أو ضمناً – من ايران وروسيا والصين ، ولكل منها خططها ورؤيتها للعراق ،ولا تريد ان تنحسم فيه الأمور لصالح المحور الأمريكي.
المعسكر المدعوم امريكيا ، يراهن على القوات الأمنية العراقية ،مسنودة بالطيران الأمريكي ،اضافة الى مليشيات سرايا السلام وقاعدة التيار الصدري ، ويبدو في حساباتهم ، انهم بهذه القوة ،يستطيعون حسم المعركة مع الحشد ،وتفكيكه في بضعة أيام ،كما راهن عبد ربه هادي باعتماده على الدعم السعودي / الإمارتي المسنود كذلك من امريكا وبريطانيا ، على دحر الحوثيين في بضعة اسابيع .
لكن ماهي الاحتمالات المقابلة ؟
الحشد يمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها ،وهو متمرس على خوض القتال بمختلف المناطق ،ولديه خبرة سنوات في مواجهة داعش ، التي استخدمت كافة صنوف القتال ،بما فيها الانتحاريين والانغماسيين ،وهذا ما لم يتوقع حصوله في المواجهة القادمة .
ولأنه سيكون ضمن محور عالمي واقليمي ، فسيتلقى دعماً بمختلف أشكاله ،من الدول الثلاث المذكورة ، بما فيها الصين التي تخشى ان يقطع عليها طريق الحرير ،وروسيا التي تخشى ان تحاصر في سوريا .
ذلك يعني ان سيناريو فيتنام جديدة سيكون في العراق ، والمتوقع ، ان وحدات من الجيش أو افراداً منه ،سينسحبون أو قد يلتحقون بالحشد ، أو يرفضون القتال .
يكفي ان يصمد الحشد اسبوعاً واحداً ، وان لا يؤخذوا على حين غرة ، بعدها ستتغير موازين القوى تدريجياً .
ذلك ما يبدو عليه سيناريو الحرب السوداء ان وقعت لا قدر الله .
لذا يجب ان تسحب تلك الأصوات التي غيبتها الهستيريا ، وتحكمت فيها الكراهية ، وتعود الى عقولها ،قبل ان يكون العراق ضحية ، لمعارك, واهم من يعتقد بكسبها ، كما اعتقد ال سعود ومن معهم في اليمن ، أو امريكا ومن تعاون معها في فيتنام وافغانستان .
