أحدث الأخبارسوريالبنانمحور المقاومة

شبه إنفتاح عربي على سوريا وشبيهاً له بالعزل على لبنان فما الأمر؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - يعقوب الاسعد

حطت طائرة الرئاسة الاماراتية اليوم الثلاثاء حاملة على متنها وفد رفيع المستوى يرأسه وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان والذي صرح بأن بلاده تدعم جهود الاستقرار في سوريا”و معتبراً أنّ “ما حصل في سوريا أثَّر على كل الدول العربية و معربًا عن ثقته أنّ سوريا وبقيادة الرئيس الأسد، وجهود شعبها قادرةٌ على تجاوز التحديات، التي فرضتها الحرب،و مشيراً إلى أن “الإمارات مستعدةٌ دائماً لمساندة الشعب السوري”. هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول عربي منذ عزلة العشر سنوات التي تعيشها سورية وحتى قبل أن تجمد عضويتها في الجامعة العربية .  الإمارات التي تشرع الأبواب نحو التقارب العربي-السوري وهي التي كانت السباقة لإعادة إفتتاح سفارتها في دمشق ، هي نفسها ، وإلى جانب السعودية تعلنها حرب عزلة على لبنان بسبب تصريحات أحد أعمدة الإعلام العربي و وزيراً لبنانياً  لم يكن حينها بأي موقع رسمي ، فما الذي يفهم من هذه الإزدواجية ؟أوليس الملف السوري هو ما يشكل العائق أمام إعادة إنفتاح لبنان مع  محيطه العربي والخليج خاصة ؟
من تابع تصريحات وزير الإعلام اللبناني قرداحي التي سبقت توزيره، والتي اشعلت فتيل الأزمة اللبنانية مع دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة السعودية والإمارات يخرج باستنتاج واحد: إنتقد حرب اليمن والحرب السورية و وقف إلى جانب الرئيس الأسد. فهل هذا يستأهل معاقبة بلد بأكمله؟ فها هي الإمارات تحذو حذوه بالملف السوري فلما الإزدواجية بالتعامل ؟
بالعودة إلى إتفاق الطائف ، ومنذ ما بعده و حتى الإنسحاب السوري من لبنان ، كانت سورية إلى جانب السعودية هن المتحكمتان بالسياسة اللبنانية ، لتنفرد بعدها السعودية مع حضور متواضع لسورية من خلال حلفائها حتى الحرب السورية في العام 2011 وقرار حزب الله بالتدخل عسكرياً في سورية منعاً لسقوط النظام . عندها بدأت المحاولات السعودية لعزل لبنان تباعاً وكانت البداية مع حكومة نجيب ميقاتي التي سميت حينها حكومة حزب الله . ثم تغيرت إستراتيجية المملكة مع تربع بن سلمان للعرش ، فكان التخلي الكلي أو شبه الكلي عن الحريرية السياسية . كل ذلك كان له هدف واحد نزع سلاح حزب الله ، أو بحده الأدنى منع حزب الله من التدخل بالصراع الإيراني السعودي، إلى جانب إيران ، إن في اليمن أو في سورية أو حتى في العراق .
إذاً تنفتح الإمارات على سورية لتتبعه دول خليجية أخرى مستقبلاً  وعلى رأسها السعودية ، وتغلق الأبواب على لبنان … ينفتحون على سورية كسباً لها كي تعود لحضنها العربي ويعود العرب لحضن سورية ، فبعد أن إنهار حائط العراق مع إنهيار النظام البعثي وسكوت الرئيس صدام حسين  ، سورية سوف تكون حائطاً منيعاً وهي المنتصرة  في حرب تدور رحاها منذ أكثر من عشر سنوات. افيما نقول عجباً ؟ تابع معي :
١- لم تذهب سورية إلى إيران طوعاً ، راحت بعد أن باعها اخوانها العرب وبعد أن باعوا عروبتها وعروبتهم .
٢- أهداف حزب البعث تتعارض كلياً مع أي فكر ديني متشدد سواءً كان ذو إتجاه إيراني أو وهابي ولكن تتلاقى تلك الأهداف مع لسان العرب أكثر من لسان الفرس ، ومنها الوحدة والحرية والإشتراكية .
٣ – سورية ، وبعد أن اعادت معظم الأراضي المسلوبة لها عدو مشترك مع دول الخليج ، وهي تركية اردوغان . وأكبر هاجز للقادة الإماراتيين هم الإخوان المسلمين .
٤- روسيا لم تعد الإتحاد السوفياتي “الكافر” من وجهة النظر الخليجية ، وهي حليف أثبت نجاعته في الملف السوري ، وأنظار الخليج تغازلهم بعد التجربة الافغانية.
هل زال العجب ؟ نزيدكم من الشعر بيتاً ، بإمكان سورية الأن ، إذا ما إلتزم العرب حسن الأخوة ، أن تطلب من الإستشاريين الايرانيين ترك أرض الجمهورية مشكورين على حسن الدفاع عن ارضها ، وأن تطلب الأمر ذاته من حزب الله، وهي الممثل الشرعي للشعب السوري ،بعد أن تزال الكفة الأخرى من الجماعات التكفيرية والجهادية في الشمال السوري وحتى شمال شرقه المدعوم من الخليج وأميركا  … وكان الله يحب المحسنين …. فالدولة ما زالت قوية و راكم جيشها خبرة قتالية عالية … تجعله يطلب فيلبى !!
إذاً ، يعزل لبنان ، لعجزه وقلة حيلته وتشرذمه ، فلا أحد في لبنان يستطيع أن يفرض على حزب الله ما لا يريده امينه العام، وما تصريحات قرداحي إلا كحصان طروادة، وهي الجاهزة و المعدة سلفاً . و تقوم سورية من عزلتها وهي الدولة المنتصرة في حرب كونية ضخت فيها ملايين الدولارات وجيش لها مئات المحطات والإعلاميين وزج بألاف الجهاديين في أتونها … يعزل من ضعف و يرجع من قوة … ولا حول للبنانيين ولا قوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى