أحدث الأخبارفلسطين

شركاء في الدفاع عن الأقصى

✏يوسف رزقة.

اثنتان وأربعون إصابة في الجمعة الرابعة من شهر رمضان بين المصلين في المسجد الأقصى. لم يظفر المسلمون في شهر رمضان بصلاة بلا دماء في المسجد الأقصى. العنف الذي واجهت به قوات الاحتلال المصلين هذا العام كان عنفا كبيرا وكان متعمدا، ويستهدف إخافة المصلين وتقليل الأعداد القادمة للصلاة.
الخطط الإسرائيلية في هذا السياق فشلت ولم تحقق أهدافها، حيث خلقت تحديا جديدا مما رفع أعداد المصلين في صلاة الجمعة وفي ليلة القدر.
لم يكن الفشل الإسرائيلي نتاج عامل التحدي الذي خلقته شرطة الاحتلال بعدوانها المبالغ فيه على المصلين فحسب، بل جلّ المحللين ينسبون لحمااس وغزة بشكل عام دورا كبيرا في عملية الإفشال هذه، وقد اقتنصت وسائل الإعلام العبرية هذه المقولة لتهاجم حكومة بينيت، وتتهمها بالهزيمة أمام حمااس، ولتدفع بقضية الآقصى إلى حلبة الصراع الحزبي في الانتخابات التالية ، والتي تبدو أنها ستجرى بشكل مبكر.
غزة، والضفة، والمرابطون، والأهل في داخل الخط الأخضر، كانوا جميعا شركاء توحدوا بغير إعلان، على هدف إفشال مخططات اليهود المتطرفين سواء في الاقتحامات أو في ذبح القرابين، أو في مسيرة الأعلام، ومن ثمة ارتد السحر على الساحر، وبات الأقصى مثار خلافات وصراعات داخلية بين الحكومة والمعارضة، حتى وصل الأمر بتهديد بينيت بالقتل والتصفية؟!
الثمن الذي دفعته الشركاء المتحدون لإفشال الاحتلال والمتطرفين كان كبيرا، ولكنه ثمن قليل بحق الأقصى، وثمن قليل أمام منع العدو من تقسيم الأقصى، ووضع قدم لدعاة الهيكل فيه. نعم، هناك من أصيب بجراح، وهناك من اعتقل، وهناك من منع من الوصول للأقصى، وهناك مواقع قصفت في غزة، ولكن كل ذلك كان قليلا نحو ما يجب دفعة دفاعا عن الأقصى والمسرى، ومع ذلك ما تزال معركة الأقصى مفتوحة، ونازفة.


لم تبد حكومة بينيت احتراما للمسئولية الهاشمية عن الأقصى، ويقال إن حكومة بينيت ردت التعيينات الجديدة في أوقاف الأقصى والقدس، والتي أعلنت عنها الأردن بحكم مسئوليتها عن الأماكن المقدسة في القدس. ومن ثمة يمكن القول إن ما فات كان جولة من جولات قادمة كثيرة باقية ما بقي الاحتلال في القدس، وما بقي من يزعم بأن الهيكل يقام على أنقاض الأقصى. كانت الشراكة في المواجهة بين المقاومة والجهات الشعبية، ولو كانت ثمة شراكة مع حكومات عربية لكانت النتائج أفضل إذا صدقت النوايا؟! انتهت جولة والله أعلم بما يكون في المستقبل؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى