أحدث الأخبارالثقافةمحور المقاومة

شعار السلاح زينة الرجال: عُبر وحكم!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. احمد الزين

قصص ومشاهد من التاريخ القديم والحديث:
1 – إستشهد المختار الثقفي في الكوفة عام 67 للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير. وكان قد أقنع إبن الزبير عسكر المختار الثقفي (وكان عددهم 7000 مقاتل مدججين بالسلاح) بالتخلي عنه وتسليم السلاح مع ضمان سلامتهم والحفاظ على أرواحهم، وعندما قُتل المختار وبعد طلوع الفجر وبعد تسليم السلاح، ذُبح المتخاذلون جميعا في أكبر مذبحة في التاريخ..
2 – حاصرت القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت مدينة يافا في فلسطين التي كانت تحميها القوات العثمانية بحوالي 4100 جنديا. استمر الحصار لمدة 4 ايام من 3-3-1799، عرض نابليون على حاكم يافا وسكانها تسليم المدينة بعد اعطائه لهم الامان والمحافظة على ارواحهم وارواح الجنود. وبعد استسلامها نقض نابليون وعوده الى حاكم يافا، وقام الجنود الفرنسيون بأعمال قتل واغتصاب في سكان المدينة. وقد غدر نابليون بهم وقام باعدام حاكم يافا، وقرر اعدام الحامية العثمانية كلها بلا استثناء رمياً بالرصاص وقام بالقاء الجثث في البحر، وسميت بعدها بمذبحة يافا البشرية.
3 – عين جمال باشا الجزار حاكماً على سوريا وبلاد الشام في عام 1915، وفرض سلطانه بالحديد والنار، وأصبح الحاكم المطلق فيها، وزحف على سواحل العلويين الممتدة من الاسكندرون الى عكا، ولم يكن لدى اهل المنطقة السلاح بحده الادنى والنتيجة كانت أنه بيعت المرأة المسلمة الشيعية بعشرة دراهم في اسواق عكا ويافا.. وقام جمال باشا بإعدام نخبة من المثقفين العرب من مختلف مدن سوريا ولبنان.. وقد خاطب طلعت بك زميله لكثرة جرائمه بقوله: “لو أنفقنا كل القروض التي أخذناها لستر شرورك وآثامك لما كفتنا”.
4 – وأقنع وجهاء تكريت حوالي 2000 مقاتل نظامي من الجيش العراقي في قاعدة سبايكر بتسليم السلاح مقابل وعد عشائري بالحفاظ على حياتهم، سلموا السلاح وسلمت رقابهم للجلادين من تنظيم “داعش”، وكانت مجزرة سبايكر ثاني اكبر مذبحة في التاريخ التي جرت في تكريت في 12-6-2014، حيث بلغ عدد ضحاياها حسب وزارة الصحة العراقية حوالي 1907 شهيدا.
5 – وبعد اجتياح “اسرائيل” العدواني على لبنان عام 1982، اُقنع الفلسطينيون بالترحيل من لبنان مع السلاح وتركت المخيمات الفلسطينية بلا حماية، فكانت مجزرة صبرا وشاتيلا مساء الخميس في 16-9-1982، التي نفذتها بدم بارد القوات اللبنانية التي كانت تحت قيادة ايلي جبيقة وبأشراف المجرم سمير جعجع (وهي ميليشيا عسكرية تابعة لـ “حزب الكتائب اللبنانية” آنذاك)، وبتشجيع من “الجيش الاسرائيلي” بقيادة المجرم ارييل شارون الذي كان يحاصره، وراح ضحيتها حوالي 3500 شهيدا من الفلسطيينين واللبنانينن.
6 – نشهد، اليوم، بعد القلق الصهيوني والسعودي، تزايد الحملات العدائية المسعورة من هجمات سيبرانية عدوانية، وموجات التشويه من قبل جيوش الكترونية صهيونية وسعودية.. والألسن اللقمانية والجعجعية والسعيدية.. والاقلام المأجورة الديماية والشدياقية والقطيشية.. وقنوات الاعلام الفتنوية والتضليلية والتحريضية.. والاحزاب المتأمركة والمتصهينة والمطبعة.. تتأطر جميعها للغدر والطعن والنيل من بيئة وجمهور المقاومة ومحورها وأنصارها وسيرة قادتها وشهدائها..
نقول: ويلٌ لكل ذي همزٍ ولمزٍ ولئيم.. وويلٌ لكل أفّاكٍ شريرٍ أثيم.. وويلٌ لكل معتدٍ ظالمٍ زنيم.. وويل لمن يسنّ السيف لينال من رقابنا، ولكل من يشحذ الهمم لخداعنا وقتلنا بخطط التآمر والثأر أو بلغة الترغيب والترهيب او بحجة الرغيف والتلقيف او بحيلة التخويف والتسويف أو بغيره.. نقول: خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ومن لم يمت بالسيف مات بغيره..
والسلاح زينة الرجال.. سرُّ بقائنا وأساس وجود كياننا.. ولن نخلعه الا بخلع أرواحنا من أجسادنا.. وإصابعنا على الزناد ستبقى ترسم معالم الطريق النيّرة لاجيالنا.. طريق الإيمان وتحرير الإنسان على درب التحرر والحرية والاستقلال والامن والسلام..
ومن قرر غمد السيف واللهاث وراء سراب الازدهار والاستسلام والتطبيع، فليلتحق بالمشهد الذي يختار: سبايكر.. جمال باشا.. يافا.. نابليون.. صبرا وشاتيلا.. أو سيف إبن الزبير..
والعاقل لا يكرر الخطأ مرتين.. والحكيم لا يفتن مرتين.. والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين.. والعاقبة للمتقين.. والتاريخ أكبر شاهد عين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى