أحدث الأخبار

شلّح للخنادق في يوم القدس: الرهان على راية الخميني

الخنادق
يأتي يوم القدس العالمي هذا العام وسط ظروف استثنائية تعيشها فلسطين المحتلّة، ففي القدس نجح المصلون والمرابطون ومن خلفهم فصائل المقاومة في غزّة، من إحباط اقتحام المستوطنين وذبحهم للقرابين داخل المسجد الأقصى وباحاته في عيد الفصح اليهودي في إطار معركة الدفاع عن هوية الأقصى الإسلامية والعربية.

ولهذه المناسبة، أجرى موقع الخنادق مقابلة خاصة مع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد شلّح الذي يتحدّث عن واقع يوم القدس بالنسبة للفلسطينيين، وعن علاقة الحركة بالجمهورية الإسلامية في الوقت الراهن.


يوم القدس: طوق نجاة القضية الفلسطينية

اتضح بعد هذه الفترة الطويلة منذ إعلان الامام الخميني (قدس سره) عن يوم القدس العالمي أن هذا الحدث مثّل “طوق النجاة للشعب الفلسطيني”، أكّد د. شلّح، ففي وقت كان مجيء الثورة الإسلامية في إيران إنقاذاً للشعب الإيراني من حكم الشاه، كذلك أنقذت الشعب الفلسطيني عندما استلهم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي روح هذه الثورة من الامام الخميني الذي ورّث الإسلام والمسلمين من بعده هذا الطوق ليرحل على عهد مع القدس.

وتابع، لقد ترك لنا الامام الخميني هذه المناسبة كناقوس في الأمة يأتي كل عام ليذكّر المسلمين بالقدس. هذه الذكرى حملتها الجمهورية الإسلامية بعد رحيل الإمام، وعملت حركة الجهاد الإسلامي على تصديرها الى داخل فلسطين وتمسّكت بها.

اليوم، وبعد حوالي الـ 4 عقود، ” لولا هذه الذكرى وهذه الوصية من الامام الخميني التي انصهرت بالدّم والدعم المالي والعسكري لأبناء فلسطين، ربما كان مصير القضية الفلسطينية زواريب التاريخ وأرفف الأمم المتحدة التي أخذنا منها كلاماً دون تنفيذ، على عكس الجمهورية الإسلامية التي وقفت الى جانبنا، فلم يكن كلام الامام الخميني حبراً على ورق بل طُبّقت هذه الوصية على أرض الواقع فعلاً، وقد ضحّت الجماهير الإسلامية في إيران مقابل هذا الموقف وتعرّضت للحصار الغربي”، أضاف د.شلّح.

فلسطين لن تتخلى عن إيران ورهانها على راية الخميني والمحور

من ناحية ثانية، يعود “يوم القدس” وسط تخاذل الأنظمة العربية المطبّعة التي التقت الشهر الماضي مع مسؤولي الكيان الإسرائيلي المؤقت والإدارة الأمريكية في النّقب، لكن “عندما نرى الحّكام المطبّعين يهرولون الى العدو الصهيوني نكاد نقول لهم إننا لم نخسر شيئاً من تحالفكم مع هذا العدو، أنتم ستخسرون كما ستخسر أمريكا وإسرائيل لأننا لم نكن أصلاً نراهن عليكم. وشدّد شلّح “نحن راهنّا على راية الامام الخميني وراية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وراية حزب الله وراية أنصار الله، والعراق وسوريا وكل الأحرار الذين يساندوننا”.

“لن نتخلى عن الجمهورية الإسلامية”

أما على مستوى، العروض التي تقدّمتها بعض الدول العربية لفلسطين وحركة الجهاد الإسلامي مقابل التخلي عن العلاقة مع إيران وانتهاج نهج التسوية السياسية في القضية الفلسطينية، يقول د. شلّح: “نحن لن نتخلّى أبداً عن الجمهورية الإسلامية، حتى لو جاء كل حكّام العرب راكعين ليقدّموا الدعم، لن نترك إيران”، فالجمهورية الإسلامية اليوم تمثل العنوان الأكبر في الصراع عندما أخذت على عاتقها الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وتحدّت كل الصعاب والحصار ومشاكل المجتمع الدولي، وكلمة الوفاء أُخذت من ايران في ظروفها الصعبة التي تمنعها من دعم فلسطين بكافة الأساليب، وقدّمت في هذا الطريق والشهيد تلو الشهيد وعلى رأسهم القائد قاسم سليماني وكذلك العراق قدّم الشهيد أبو مهدي المهندس، وحزب الله قدّم بدوره الشهيد القائد عماد مغنية والشهيد السيد عباس الموسوي وكل الشهداء.


إيران ليست بعيدة عن فلسطين وما يجري فيها، وليست ببُعد الجغرافيا لأن هذه البنادق والصواريخ والأموال التي تُقدّم لفصائل المقاومة الفلسطينية هي ببصمات إيرانية، وأشار د. شلّح الى أن الأمين العام للحركة زياد النخالة تلقى، على خلفية الأحداث في المسجد الأقصى واحتمال التصعيد العسكري في غزّة، العديد من الاتصالات وعلى جميع المستويات من الجمهورية الإسلامية والإخوة في حزب الله وفي اليمن ومن سوريا، وهذا ليس غريباً عليهم، وقد :أبلغونا بالفم الملآن أن معركة القدس هي معركة الأمة ولن يخذلونا إذا قامت معركة مفتوحة من أجل القدس، ستتحوّل الى معركة إقليمية وسيكون هناك تدخّل ووحدة جبهات محور المقاومة، وهذه وعود صادقة لذلك حين نتحدى العدو، نحن نتكلّم بثقة، أننا لسنا وحدنا في المعركة والميدان. وهذا ما يرعب الكيان الإسرائيلي”.

رسالة الحركة الى الجماهير في يوم القدس

عشية يوم القدس، يقول شلّح أن حركة الجهاد الإسلامي تتوجّه للحشود والجماهير الإسلامية والعربية الذين سيتخرجون يوم الجمعة القادم تحت شعار “القدس هي المحور”، برسالة التهنئة لأنهم “انحازوا الى هذا الخيار، خيار الثورة والمقاومة والدم الذي هزم السيف، وهنيئا لكم اذ اقتديتم بالامام الخميني ولم تبيعوا فلسطين ولم تتنازلوا عنها، فلسطين تحبكم كما تحبوها. ومن ناحية الحركة فإنها لن تترك هذه الأمة وستبقى عند حسن ظنّ هذه الشعوب العربية والإسلامية، و”سنصمد للحظة الأخيرة التي نحقق فيها الانتصار ونشفي غليل هؤلاء الملايين الذي سيخرجون نصرة للقدس والمسجد الأقصى”. وتتحضّر غزّة لفعاليات هذا اليوم (الجمعة 29 نيسان / ابريل 2022) عبر رفع اليافطات التي تحمل صور شهداء فلسطين والمحور وكلمات الامام الخميني، في شوارعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى