أحدث الأخبارفلسطين

شهادة شيرين ابو عقلة اختبار امة

نعمه العبادي
لم تكن ابو عقلة اول المغدورين برصاص الصهيانة، وليست آخرهم، فلا يزال هذا العدو منذ إرهاصات إغتصابه لفلسطين في بدايات القرن العشرين المنصرم، وحتى لحظتنا، لا يبالي ولا يكترث لدم او ارض او عرض.
قد يقرأ الكثير من المهتمين او المتحمسين وحتى المناوئين لهذه الحادثة بميزان الاهميات الشخصية والتقديرات التراتبية للاشخاص، وقد يضيف آخرون للقراءة موقفهم السلبي او الايجابي من قناة الجزيرة إلا ان الحقيقة تتجاوز كل وجهات النظر الضيقة، وتؤكد بما لا جدال فيه، انه، ” أكل المزيد من الثيران البيضاء يوم قتل الثور الاسود”، وسوف يستمر هذا الاكل.
المشهد المفجع لسقوط شابة وأمرأة عزلاء بالصورة التي يعاد تكررها في معظم التغطيات الاخبارية، هي نسخة من رسالة مخطوطة بإرتعاش اصوات الصغار وبقايا جدائل العربيات المقصوصة حزنا على آخر (المراجل) إلى كل المطبعين والمطوعين والمنسدحين والمنبطحين والمبشرين والمتآمرين والمتواطئين مع #الاحتلال، والذين يراهنون على تبدلات في نهج عدواني، متجذر بالعنف ورغبة الانتقام.
إلى العديد من الافواه المفتوحة والاقلام الممشوقة في وطننا المنكوب والتي شمرت عن سواعدها وتشمر من اجل خصومات مذهبية وطائفية، وتتمترس خلف هذا الخندق او ذاك طاعة لهذا الحاكم او ذاك المحتل، ارجو ان نرى قليلا من حماستكم تجاه هذا الاختبار، ونسمع منكم ولو لمرة موقفا شجاعا تجاه القضايا الموحدة والحقيقية.


اقول لكم بكل صراحة، ان الموقف العربي والفلسطيني كانت باهتا، بل مخجلا وظالما تجاه الكثير من الاوجاع العراقية، وبحق الكثير من الدم العراقي الذي استبيح خلال تاريخ العراق المؤلم، وخصوصا ما فعله الارهاب الاعمى إلا ان القصة لا تقاس على اساس هذا المحدد، وليست المسألة موضوع مراسلة لقناة الجزيرة، بل هي احد الاختبارات المهمة لإرادة الامة، فهل لا تزال فيها روح.
اما الادانات والشجب والبيانات، فلن تعيد لابي عقلة روحها، فعلى قولة المثل العراقي الطايح رايح..
الرحمة والمغفرة لروح ابي عقلة ولارواح كل الشهداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى