أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

شيعة العراق وانتخابات

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد صادق الهاشمي

اولا / يشتد النقاش حول التزوير وطبيعته، وتتعالى الاصوات من اغلب القوى الوطنية في العراق الا ان مجلس الامن يعتبر المفوضية مارست دورها بنزاهة، وان الانتخابات غير مزورة، وطبعا تلك المواقف مقدمات لنذير قادم وعلى الشيعة ان يستعدوا له ولماض قد نسجت خيوط التامر فيه باحكام .

يتاكد الامر اذا اضفنا موقف الولايات المتحدة الامريكية والذي جاء فيه ((ترحب الولايات المتحدة الأمريكية بالبيان الصحفي الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الانتخابات العراقية بالعاشر من تشرين الثاني.)) وقالت ((ننظم إلى المجتمع الدولي في إدانة تهديدات العنف ضد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات (IHEC) والعراقيين، ونحث جميع الأطراف على احترام سيادة القانون ونزاهة اجراءات الانتخابات)).

ومن هنا يتبين حجم الموامرة في تدويل الموامرة وتعدد خيوطها واتفاق الدول الكبرى على ما يجري في العراق

ثانيا / استهداف الشيعة.

على شيعة العراق ان يدركوا ان مصيرهم واحد في المواجهة للتحديات سواء كانت انتزاع السلطة منهم او اخضاعهم لتدويل من خلال الانقلاب الانتخابي المزور والذي امضته القوى الدولية، وليس من الصحيح ابدا اعتبار الموامرة التي جرت وتجري وتتكامل خيوطها ضد طرف دون اخر فالدولة والدستور والعملية السياسية والشيعة كلهم في دائرة الاستهداف والعزل وجرهم الى الحرب او قبول المؤامرة.

ثالثا / امريكا والدستور العراقي (( اسقاط العملية السياسية)).

امريكا من خلال التزوير الذي قامت به ومحاولتها في تمرير نتائج الانتخابات وفرض المخرجات، انما تريد ايصال الفرد العراقي عموما والشيعي بنحو خاص والاسلامي بنحو اكثر خصوصية : ان الدستور لاقيمة له في نظر امريكا، وان العملية السياسية التي رسمتها الامة وامنت بها واعتبرتها منتج جهادها والديمقراطية قد انتهى العمل بها ودخل العراق – كما تريد امريكا ان تصور – عهد الانقلابات على الدستور من خلال التلاعب بالانتخابات والاشراف عليها.

ونحن امام واقع امريكي يفرض وجوده ويصر ان المستقبل الانتخابي لاقيمة له، انما هو امر شكلي تمارسه الامة بينما الواقع تتحكم امريكا به من حيث النتائج والمخرجات وهي عملية خلاصتها (( افراغ الدستور والانتخابات من محتواها )).

رابعا / العمل على تدمير المشاركة.

امريكا منذ انطلاق العملية السياسية اخذت تسلب العملية السياسية تاييد الجمهور لها فهي موامرة طويلة الامد ولو دققنا في نسب المشاركات لتبين لنا حجم الخرق الامريكي على النحو التالي : عام 2005 كانت نسبة المشاركة 76% وفي عام 2010 تناقصت الى 62% وفي عام 2014 تناقصت الى 60% وفي عام 2018 تنقاصت الى 44% وفي عام 2021 تناقصت الى 40% , وقيل ادنى من هذا فان العزوف كان في اول انتخابات كان 23% بينما في الانتخابات الثانية كان 37% ثم تناقص ليصل في الانتخابات الاخيرة 59% .

كل هذا الامر يتم بتخطيط كبير لتدمير، وبعمر العملية السياسية وبمخطط مدروس وحلقات متصلة؛ ولانهاء علاقة الجمهور العراقي وخصوصا الشيعي بعمليته السياسية؛ حتى يسهل لامريكا الانقلاب على الدستور والتلاعب بمصيره .

خامسا / ليس من باب الصدفة او الخطاء في تنسيق القوى الشيعية مواقفها انتخابيا – كما يقال- ان تكون النسب الانتخابية عام 2021 كما هي عليه الان ، بل هناك تلاعب في الانتخابات ليسهل ثبيت المخرجات فهل يعقل ان يحصد المستقلون في العراق (40 ) مقعدا بمعدل مليون وسبع مئة الف صوت، بينما الاحزاب المهمة والتي يبلغ عددها (14) حزب ولها مساحات وتاريخ وجمهور وجهاد ان تحصد فقط (670) الف صوت للفتح منها (400) الف صوت، وباقي القوى لها ما تبقى من النسب .

طبعا الامر مخطط له لرسم خريطة سياسية يكون البرلمان والحكم ( الجهات التنفيذية ) تحت سلطة امريكا.

سادسا / ابرز النتائج لهذه الانتخابات.
هي
1- جعل الانتخابات مويدة من الامم المتحدة والقوى الدولية وهذا يكشف ان الصين والروس دخلوا اللعبة ضمن توافقات خاصة ومصالح مهمة للاطراف على حساب شيعة العراق .

2- تهميش الاحزاب الاسلامية ويبدو ان الصين والروس غير مكترثين لحليفهم الشيعي مقابل مصالحهم .

3- شق وحدة الموقف الشيعى وتعذر الانسجام بينهم، وفق نتائج الانتخاب بما ينذر بموقف مرتبك عسير قد يرد احتمال الخلافات فيه واضحا حد الصراع وهو هدف امريكي .

4- خلق صراع شيعي بين ايديولوجيات مختلفة في المقاومة والمساومة بقدر لايمكن لها التعايش في خيمة واحدة .

5- جعل موقف القوى المعترضة على نتائج التزوير عسيرا لانهم – حسب الواقع – قد يعيشوا حالة صدام مع الموقف الدولي فضلا عن الصدام الداخلي، او يقبلوا بنتائج الانتخابات مضطرين .

6- منع فرص العلاج والحل؛ لتعديل عملية التزوير .

7- ارغام الشيعة على قبول نتائج الانتخابات.

8- ارغام الشيعة على تقبل النتائج وتشكيل الحكومة وفق المعطيات الموجودة والتي تصب في صالح امريكا. انتهى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى