شُهداء وجرحى بالعشَرات.. لماذا ستكون الانتِفاضة الحاليّة التي تسود الضفّة الغربيّة حاليًّا مُختلفةً عن سابقتيها؟ وهل يستطيع نِتنياهو الحرب على ثلاث جبَهات فِلسطينيّة في الوقتِ نفسه؟

الضفّة الغربيّة مِثل الفيل، بطيئة الحركة، ولكنّها إذا تحرّكت جرفت كُل مُستوطن وجُندي إسرائيلي أمامها، وتحوّل شبابها إلى أسودٍ كاسِرةٍ حمايةً للأقصى وحيّ الشيخ جراح، وتضامنًا مع المُقاومة الباسلة في قِطاع غزّة، وستستمر حتّى تُحَقِّق كُلّ أهدافها مهما طالَ الزّمن ومهما بلغت التّضحيات.

اليوم عادت الانتِفاضة إلى عرينها في نابلس والخليل وجنين وكُل المُدن والبلدات والقُرى في الضفّة، واندلعت المُواجهات مع قوّات الاحتِلال الإسرائيلي الغاصِب، وتحوّلت شوارعها، وكُل ميادينها، بشَكلٍ مُتسارع إلى كُتلَة لهب.

استِشهاد سبعة فِلسطينيين حتّى الآن برصاص القوّات الإسرائيليّة الجمعة بعد صلاة الجمعة، وفي أكثر من مكان، يُشَكِّل الانطِلاقة الحقيقيّة لهذا التّطوّر الأخطر الذي كانت، وما زالت، تخشاه سُلطات الاحتِلال وترتعد خوفًا من حُصوله، لأنّ الضفّة الغربيّة التي سادها الهُدوء لما يَقرُب من رُبعِ قرن، تُشَكِّل المقتل الحقيقيّ لدولة الاحتِلال بسبب تداخلها مع المُستوطنات والعُمُق الإسرائيليّ، خاصّةً إذا سارت الانتِفاضة الحاليّة على نهج الانتِفاضة الثّانية المُسلّحة، واستِخدام شبابها السّلاح، ووصلت إليهم، أيّ المُنتَفِضين، تكنولوجيا الصّواريخ، وهو أمْرٌ مُحتَمل.

الشّعب الفِلسطيني بأذرعه الثّلاثة في الأراضي المحتلّة عام 1948، والضفّة الغربيّة وقِطاع غزّة، تُوَحَّد على أرضيّة المُقاومة، ونُصرَة للمسجد الأقصى، وأهالي حيّ الشيخ جراح، وتحت مظلّة صواريخ فصائل المُقاومة ومظلّة حِمايتها، وهذا إنجازٌ يتحقّق على أرضيّة التّغوّل والغطرسة الإسرائيليّة، والاعتِقاد الخاطِئ بأنّ الشّعب الفِلسطيني استسلم.

لم يَكُن لدينا أدنى شك بأنّ أهل الضفّة الغربيّة الذين أرعبت انتفاضتيهم الأولى والثّانية دولة الاحتِلال ومُستوطنيها، سيرفعون رايات الثّالثة بشَجاعةٍ وبُطولة، ويفتحون بنك التّضحيات بسبعة شُهداء وعشرات الجرحى، والأيّام القادمة حافلةٌ بالصّدمات لنِتنياهو ومُستَوطنيه، فقد طفَح الكيل، ونفذ الصّبر الاستِراتيجي، ولن تتوقّف هذه الانتِفاضة إلا بعد كنس جميع المُستوطنين من الأرض الفِلسطينيّة الطّاهرة، وإقامة الدّولة الفِلسطينيّة المُستقلّة على جميع الأراضي المحتلّة.