أحدث الأخبارشؤون آسيوية

صاروخٌ قرب ديمونا ورصاصةٌ اسرائيلية على مكتب بايدن

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث - الدكتور محمد بكر

طائشاً أم مقصوداً أم منحرفاً ، في النهاية سقط الصاروخ الذي مصدره الأراضي السورية على بعد 30 كم من مفاعل ديمونا كما قالت بعض الروايات ، توقيت الحدث بعد مرحلة تصاعد فيها التوتر بين إيران واسرائيل وتبادل استهداف السفن، واستهداف مجمع نطنز النووي، وعدم الحديث السوري الرسمي عن تفاصيل تخص الواقعة تحديداً، والاكتفاء بإعلان خبر تصدي الدفاعات الجوية السورية لعدوان اسرائيلي، وكذلك الحال بالنسبة لإيران على المستوى الرسمي و كل ماصدر كان من خلال صفحات قيل أنها تابعة للحرس الثوري ، كل ذلك يقود بأن المصلحة الإيرانية من توجيه رسالة سياسية غير مباشرة للاسرائيليين الذين لديهم النية لتخريب مفاوضات فيينا لعودة الانفاق النووي، هو الأكثر منطقية في توصيف التطور، ولو جاء في سياق مشهد معتاد “تصدي الدفاعات الجوية السورية للغارات الإسرائيلية” أو حتى إن صحت الرواية الإسرائيلية بأن الصاروخ انحرف ليسقط في منطقة أبعد ، فمن المفيد لطهران البناء على الحدث واستثماره في إطار إنفاذ الاتفاق بصورة أسرع .
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هي “مربط الفرس” في الاستقراء والاستشراف من كل الحاصل، وهي التي تعرف بدقة التفاصيل الصحيحة ، وعليه يبدو التحرك في مسارات مختلفة وفاعلة ،ضرورة استراتيجية مُلّحة، من هنا يمكن فهم مسارعة نتنياهو الاجتماع بفريقه الأمني (يوسي كوهين ومائير بن شبات وأفيف كوخافي) وتزويدهم برسالة لبايدن خلال الزيارة المرتقبة لهم إلى واشنطن في الأسبوع القادم ، مفادها كما نقلت بعض وسائل الاعلام أن إسرائيل غير معنية بأي اتفاق مع طهران وأن ذلك بمثابة تهديد مباشر لامن إسرائيل فيما لوحدث ، وأنه سيستمرون في استهداف التواجد الإيراني في المنطقة ، مايعني نسفاً للمطالبات الأميركية الأخيرة التي تجاوبت معها إسرائيل لجهة وقف التصعيد ضد طهران خلال فترة محادثات فيينا.
في اللحظة التي يتحول فيها الاعتقاد الإسرائيلي والشكوك ، حول إمكانية أن تحنث الولايات المتحدة بوعودها لجهة أن أي اتفاق مع ايران سيراعي المتطلبات الأمنية الإسرائيلية ، إلى حقيقية مطلقة فإن الرسائل الإسرائيلية لن تعد تقتصر على جملة الضغوط الإسرائيلية في إطارها التحذيري لواشنطن لناحية شكل التقارب مع إيران، وربما تتجاوزها لما هو أبعد على قاعدة طلب الطاولة وربما الاغتيال ، هنا تحديدا لا نتحدث عن حكومة نتنياهو وانما الأيادي الصهيونية المتنفذة في الداخل الأميركي والتي تراقب مسار بايدن وكل الرؤساء الأميركيين، والشواهد حاضرة فيما حصل مع جون كينيدي الذي تعددت روايات اغتياله، لكنها لم تكن بعيدة عن العين الإسرائيلية في إطار ماقيل عن محاولات كينيدي تفتيش مفاعل ديمونا، أوحتى رفضه للتشكيلات السرية مثل الماسونية والمتنورون.
الزيارات الإسرائيلية لواشنطن ستزداد وتيرتها خلال هذه الفترة ، والضغوط الإسرائيلية ستتواصل والممارسات ستشق طريقها نحو تخريب ” حفلة فيينا” ، فأذُنٌ إسرائيلية ترصد ” المقامات ” التي ترد من هناك ، ويدٌ ربما تضع رصاصة على مكتب بايدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى