أحدث الأخبارشؤون آسيوية

صاروخ ديمونا.. وتفجير مصنع الصواريخ بداية تاريخ

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

هذا ما سيُعيد النظر في مسألة الصراع مع العدو الغاصب والمغتصب، في الغدة السرطانية، وهو ما كنَّا نُطالب به، ونناشده منذ عشر سنوات أن نضع نحن قواعد الإشتباك، وأسس الصراع لا أن نترك المسألة بيد عدوِّنا ليفرض علينا زمان، ومكان، وطريقة، وأسلوب الصراع.
وليعلم الجميع أن الطريق الأمثل لإدارة الصراع مع عدونا الجبان هو واضح البيان في القرآن الحكيم، ولكن مشكلة هذه الأمة بهؤلاء الحُكام الذين وضعهم الاستكبار العالمي أسوداً علينا وفئراناً على عدوِّنا، وذلك ليقتلونا ويسجنونا ويمنعونا من قراءة القرآن الكريم لأن سيدهم يقول لهم: أن في القرآن آيات تذمنا، وتصفنا، وتُعادينا، فعليكم رفعها أو منعها لكيلا يستيقظ هؤلاء النائمين من شعوبكم لأنه عندما يستيقظون سيرمون بكم وبنا في مزابل التاريخ.
فراح حُكامنا يُحاربون القرآن فينا ويمنعونا من استخدامه كسلاح فعَّال جداً في حياتنا حيث قال ربنا لرسوله الكريم (ص): (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) (الفرقان: 52)، فأمضى سلاح في أيدينا حيَّده الطغاة بأمر من الاستكبار، والعجيب أنهم يُحاربونا بالتوراة المكذوب، والتلمود الخرافي، ويمنعونا من القتال بالقرآن الحق، والسُّنة المطهرة بصدق؟
وها هي الأيام تُثبت صحَّة ما كنا نكتب وننادي به منذ انطلاقة الربيع العِبري بقيادة برنار ليفي الوزغ الصهيوني الملعون، فصاروخ بسيط واحد أرعبهم حتى النخاع، ولكن كم تأخر هذا الصارخ فليته كان في عام 2006 وفي حرب ال 33 يوم الذي أبدعته يد المقاومة البطلة، فمن ذلك اليوم وضعوا حداً للصراع، ومعادلة لممسوخات اليهود، بل وضعوا أيديهم القذرة على رؤوسهم العفنة وراحوا يتساءلون: هل نحن بصدق قادرون على العيش في فلسطين، وفي وسط بحر متلاطم من العرب ومحيط هائل من المسلمين، وإلى متى نستطيع العيش في حالة الحرب؟
فصاروخ إلى القرب من مفاعل ديمونا أدخل الرُّعب إلى تلك القلوب الخاوية أصلاً، قال تعالى: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) (الحشر: 14)، فهم جُبناء، ولعناء، وكذابين دجالين يضحكون على حُكامنا الذين يمتلكون كل أسباب القوة إلا الشرف والكرامة لأنهم باعوها لعدوهم وصدَّقوا كذبه وكذَّبوا أنفسهم، فتصوَّروا أن العدو بعربدته يستطيع أن يهزمهم جميعاً كما فعل في النكبة 48 أو النكسة المشؤومة 67 ولكن الذي لا تعرفه الأمة أن هؤلاء الحُكام الخونة هم كانوا سببهما.
فعدوِّنا جبان بل واجبن من فأر المزرعة أيها الناس، وأنتم شجعان وأبطال بل أشجع من عنترة، ولا تصدِّقوا كذب العدو ولا دجل الحُكام الطغاة بأن الكيان الصهيوني قوة هائلة ولا تُقاوم ما هي إلا أوهى من بيت العنكبوت، وقوتها أوهن من خيوطه أيضاً، ولكن نحن سُلبنا الإرادة من قبل الحكام الجبناء لأنهم منهم أصلاً وفصلاً، فنحن مَنْ نملك القوة الجبارة والإمانيات الهائلة.
فهاتين العمليتين سترسمان خرائط جديدة للصراع في المنطقة وفلسطين المغتصبة بالذات لأن العدو كان يلعب براحته ويظن أنه تحت القبة الحديدة التي صنعها من الوهم، بالكذب والدجل، فالحقيقة والحق عندما يظهر ويأتي فإنه يكشف الباطل ويُزهقه، وما يمكث في الأرض هو الذي ينفع الناس، ونحن أصحاب الأرض ونحن أحق بها من كل أحد، ولا أحد له عندنا شبراً إلا
بالرضا منا، فالعدو الجبان إلى زوال وزواله قريب جداً بإذن الله تعالى بعد أن كُشف على حقيقته الكرتونية وقبَّته البالية.
والعالم سيشهد أن ما بعد هذا الصاروخ سيكون مختلفاً لما قبله، فصبيان النار في الغدة السرطانية استلموا الرسالة وقرؤوها وفهموها جيداً، أنه كفى لعباً في النار فإنها ستحرقكم جميعاً، فلا تتطاولوا أكثر فقد ضقنا بكم ذرعاً، وإياكم وغضب الحليم، حيث بدأت الأمة تستيقظ من غفلتها وراحت تتجمَّع في محور المقاومة، وهي لن تصبر عليكم أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى