أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

صباح القدس

مجلة تحليلات العصر الدولية - ناصر قنديل

صباح القدس لإيران ووزير خارجيتها عبد اللهيان يحل ضيفا عزيزا على لبنان ، وفي وقت الضيق يعرف العدو من الصديق ، وتميز الشعوب معنى الأخوة ، ومن يشكل لها مصدرا للقوة ، ومن يطلب أثمانا من السيادة ، وهو يزعم سعيا للرفاه والسعادة ، وفي الأزمات والملمات وجد لبنان في إيران السند ، عندما لم يقف معه أحد ، فعندما وقع الإحتلال ، كان الأميركي سمسار التنازلات تحت عنوان اتفاق أيار ، الذي اسميناه باتفاق الذل والعار ، بينما كانت ايران تساند المقاومة ، وتحمي خيار لبنان برفض المساومة ، فمن كان يقف في صف السيادة ، ومن كان ينتقص منها بزعم الزيادة ، وايران التي قدمت دعما بلا حدود لم تطلب بدلا ولا وضعت شروطا او قيود ، بينما امريكا التي ساندت الإحتلال تلاعبت بالتوازنات وأصابتها بالإختلال ، فجددت الحرب الأهلية ، وشجعت على التلاعب بالهوية ، وها نحن عندما وقع الإنهيار يعترف الأميركي انه كان سببا للحصار ، فيقول انه سيرفع بعض القيود والعقوبات ، لأنه رأى سفن إيران تجلب المحروقات ، ليس حبا بلبنان بل خشية من ايران ، واذا وضعنا مقاييس السيادة ومفاهيم القوانين ، لعرفنا ان اميركا تحتل بلاد الآخرين ، وعلمنا ان الدول التي تفرض على غيرها تطبيق سياساتها ، تنتهك سيادة الشعوب وتسحق شخصياتها ، وان هذا نوع من انواع الاحتلال والسيطرة ، وانه بمفهوم المواثيق الدولية ، هذه ركيزة أولية ، لإنطلاق المقاومة عند الشعوب ، اذا تخاذلت الحكومات او تغاضت ، ومن يمنع لبنان عن سورية قانون سنته امريكا وليس لبنانيا ، فكيف يكون تطبيقه من لبنان فعلا سياديا ، وكيف يكون خنوع الحكومة وخضوعها فعلا قياديا ، وفعل السيادة بكسر هذا الإرهاب ، واعادة القرار الوطني الى حيز الوجود ، يبدأ بفتح الأبواب ، وكسر الحظر عبر الحدود ، وهذا ما فعلته المقاومة ، واصابت الأميركي بالإرتباك ، وكل القيامة القائمة ، لأنهم خسروا جولة في الإشتباك ، وكما كانت إيران في مقاومة الإحتلال السند ، وكانت سورية الشقيق ، هذه المرة وقفت إيران مع حق البلد ، في الحياة التي تليق ، فكانت خير صديق ، وفي كل مرة مدت ايران يد المساعدة ، وشكلت قلعة مساندة ، لم تطلب ثمنا ولا اجرا ولا شكورا ، رغم ما تعرضت من سوء بلغ حد الفجورَ ، فمرة تتهم باستعمال لبنان في المفاوضات ، والذي يتحرر هو لبنان ، ومرة يقولون انها تستعمل لبنان في الحروب ، وما هي الحرب التي تسعى اليها ايران ، اليست فلسطين ، التي نزعم انها القضية المركزية ونسميها البوصلة ، والف شكر لإيران وقد مدت اليها الطرق الموصلة ، فتعززت مقاومتها وتفوقت ، ومرة أخرى بلا ثمن ، ولا قيد او شرط ، ويثبت الزمن ان كل همها تحول المقاومة الى خط ، وتلك هي المساندة الأخوية ، وليغضب الذين باعوا الهوية ، ففي ميزان الأخوة يبقى الأصل للشراكة بالهم ، وليس لشبيه بالعرق والدم ، فأهلا وسهلا بالضيف الصديق ، والأخ الشقيق ، في وقت الضيق ، نقولها ونعيد ، وللمزيد من التأكيد ، خوش اميديد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى