أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

صرخة اليمن هي صرخة المستضعفين

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

أذكر عندما قرأت لأول مرة المحاضرة (الملزمة) التي تحدَّث فيها السيد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي؛ عن الصرخة التي أطلقها من قاعة مدرسة الإمام الهادي في مرَّان صعدة بتاريخ 17/ 1/ 2002م، كم أُعجبتُ وتعجَّبتُ بتلك الشجاعة، وذلك البأس الشديد للسيد الشهيد حين توجه بها إلى المجتمعين فأحيى بها القلوب، وأيقظ العقول حيث قال مخاطباً الجميع: “أقول لكم أيها الأخوة: اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، أ ليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نُطلقها، نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول مَنْ صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون مَنْ يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أخرى: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، هذه الصرخة أليست سهلة، كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟، إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم”. كم أُعجبتُ بها؟
وأمس عندما سمعت جناب السيد القائد يُعيدها بكل عزة وشموخ فقلت وكتبت: نعم؛ ما أعظمها، وأجلَّها، وأجملها من صرخة دوَّت من قاعة مدرسة الإمام الهادي في مران صعدة وجاوبتها الحناجر المظلومة، والأجساد المعذَّبة، والأجسام المهضومة، والقلوب المكلومة من المستضعفين والفقراء والبسطاء من هذه الأمة المرحومة، أمة الحبيب المصطفى (ص) التي صارت غرضاً يُرمى من كل ناحية، ويُقذف من كل حَدب وصوب وهي خير أمة أخرجت للناس.
صار الإسلام غريباً كما بدأ غريباً وطوبى للغرباء في عصر الأدعياء، والأشقياء من أذناب اليهود والنصارى الذين طغوا وبغوا في البلاد والعباد وأكثروا فيها الفساد، لا يردعهم رادع، ولا يمنعهم مانع أن يفعلوا بنا وبشبابنا ما يشاؤون، بل ما تشاء الصهيونية المجرمة، والوهابية الأكثر إجراماً منها، لأنها أختها السيئة وشريكتها في كل جريمة وكارثة وقعت أو تقع على هذه الأمة منذ أن نبغت كقرن الشيطان من نجد مسيلمة الكذاب، وسجاحه الأدعياء الأشقياء.
صرخة السيد الشهيد حسين الحوثي هي صرخة أمة مقهورة..
هي صرخة عالم يضج ويعج من الظلم والقهر والفساد الذي نشره الاستكبار العالمي في العالم أجمع رغماً عن الشعوب وقهراً لها بقوة الكذب والدجل والحروب بكل أشكالها وأبشع أنواعها كالجيل الرابع من الحرب كما يدَّعونها وهي الفناء الذاتي بالحرب الداخلية للشعوب والأمم.
صرخة الأبطال في اليمن السعيد، يمن الإيمان والحكمة ليست منهم فقط – وإن كان لهم شرف السبق بها وفي إطلاقها – إلا أنها صرختنا جميعاً كأمة إسلامية مظلومة ومقهورة، بل هي صرخة عالمية تنطق بها الحناجر الفقيرة والشعوب الرازحة تحت نير الإستعمار والاستغلال والقهر التي تسلط عليهم إمبراطورية العهر والفساد بثقافة هوليود وأفراخها الماجنة.
فما أحوجنا أن نصرخ بها في كل ناد وفي كل البلاد حتى نوقظ أولئك السكارى من الفساد.
فصرخة اليمن هي صرخة كل الشعوب والأمم المنكوبة والمظلومة والمقهورة، من السياسات الظالمة لإمبراطورية الشر العالمي ومَنْ يدور في فلكها ويُمارس الظلم مثلها على شعوب العالم أجمع فينشرون الحروب بأنواعها وأشكالها على سطح الكرة الأرضية ليستغلوا الناس ببيع المواقف السياسية والسلاح ليُنعشوا شركاتهم الصناعية التي شغلها وعملها صناعة الموت والقتل في كل مكان دون وازع من دين، أو رادع من أخلاق أو فضيلة، بل قتلوا الأخلاق والفضيلة بأيديهم الآثمة وجنودهم وعساكرهم المجرمة.
نعم؛ صرخة اليمن صرختنا جميعاً، وهي نابعة من قلوبنا الجريحة، وحناجرنا القريحة، فهل نُسمعها لأولئك الطغاة من سكان القصور في هذه الأمة التي تربَّع على دست الحكم فيها اليهود وأذنابهم وراحوا يسموننا سوء العذاب وصنوف القهر كُرمى لعيون بني صهيون الزرقاء؟
أما آن لنصرخ في وجوههم القبيحة ونقتلعهم ونرميهم في مزابل التاريخ قبل أن يرمون الأمة تحت أقدام الصهاينة فيما يُسمونه بقطار التطبيع، وهو للتركيع، والتجويع، والتقطيع؟
فعلى كل مسلم، ومؤمن، وعربي، وشريف؛ وصاحب عزة وكرامة أن يرفع مع أبطال اليمن هذا الشعار ويصرخ بهذه الصرخة التي تقض مضاجع الأشقياء جميعاً: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى