أحدث الأخبارايرانفلسطينمحور المقاومة

صفقة وصفعة القرن

مجلة تحليلات العصر الدولية - الشيخ علي العريبي

بعد انتصار الثورة الايرانية المباركة ورفع لواء فلسطين وشعار الشيطان الاكبر اصبحت هذه الدولة من المغضوب عليهم ولا الضالين، فبدأ الحصار والحروب والعقوبات حتى اليوم، ففي عهد اوباما تم الاتفاق على البرنامج النووي الايراني بين ايران ودول الست فجاء ترامب والغى الاتفاق من جانب واحد، وحدث الكثير من الاخذ والرد، ومع حكم بايدن تعهد بالرجوع الى الاتفاق ولكن بمماطلة وخبث وشروط وخاصة التفاوض على اتفاق جديد بشأن الترسانة الصاروخية ، الى ان بادرت الولايات المتحدة مؤخرا الى التقرّب من ايران وبدء الاجتمعات التحضيرية من اجل تفعيل الاتفاق النووي ، الى انّ المفاوض الايراني قد تشدد اكثر، ومن المعروف انه صاحب بال وباع طويل حتى ينال المقصد، فالايام الآتية سوف تشهد في فيينا اجتماعات لاحياء الاتفاق النووي، فأمريكا قالت سوف نحضر الاجتماع وايران قالت لن تجلسوا معنا في الاجتماع الا من خلال ٤+١ وليس مباشرة، وامريكا العظمى وافقت، اذن ما الذي حصل بتشدد ايران وليونة امريكا  ؟
الذي حصل ان الاتفاق الإستراتيجي الشامل بين الصين وايران لمدة ٢٥ عام بتكلفة ٤٥٠ الى ٦٠٠ مليار دولار هو الذي اربك امريكا، فماذا ينص هذا الاتفاق، باختصار :
_ توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري.
_ زيادة التأثير في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والسياحة.
_ المشاركة الاستراتيجية في المجالات الاقتصادية المختلفة.
_ توسيع التعاون بين الجامعات واقسام التكنولوجيا والعلوم.
_ دعم المواقف والتعاون في المحافل الدولية والمنظمات الاقليمية.
_ تعاون امني في مختلف المجالات بما في ذلك مكافحة الارهاب.
_ توسيع التعاون العسكري لتعزيز الدفاعات والاستراتيجية.
بالتأكيد ان الاتفاق ليس وليد هذه الفترة لان الايرانيين ادركوا ان ميزان القوى تغيّر ، وان اميركا اصبحت اكثر هشاشة لتسود العالم لبروز دول ركبت موجة العولمة الاقتصادية والسياسية فاصبحت متقدمة في الكثير من المجالات وعلى راسهم جمهورية الصين الشعبية. استغلت دولة ولاية الفقيه التنافس الصيني الامريكي لتصار الى كسر العقوبات المفروضة وبناء ما تهدم جرّاء العقوبات بجرّ التنين الصيني الى المياه الدافئة ضمن اتفاقية ضخمة جدا، وبالتأكيد سوف تواجه القطبية الواحدة تحالف محور كبير جدا ابتداء من دول وسط اسيا وروسيا الى فنزويلا وكوريا الشمالية وبعض الدول العربية.
الايرانيون بدأوا بالكلام مع الصين في اوائل القرن الواحد والعشرين ولكن الصين لاسباب قالت انها غير مستعدة لهكذا اتفاقيات وتحالفات حاليا، حتى سنة ٢٠١٦ بدأ العمل بشكل جدي لدراسة هذه الاتفاقية فاستمرت خمس سنوات حتى بزغ النور. الادارة الامريكية اعربت عن خوفها وقلقها بل ماتت من رعب الاتفاق، فقال بايدن “قلقون منذ سنوات بشأن الشراكة التي نشأت بين الصين وايران”. دولة الاحتلال الاسرائيلي الخائف الاكبر من الاتفاق فإن وسائل اعلامه قالت ان الاتفاق ضربة قاسية لامريكا، ووصفت ان اسرائيل في خطر، وهذه لحظة كارثية، وسوف نرى الصين في سوريا ….
ان خطر اتفاق “الحزام والطريق” خطر استراتيجي على امريكا وحلفائها وخاصة الصهيوخليجي سوف يغير الخارطة في المستقبل لتبدأ افول دول وظهور دول اخرى…
انها دولة ولاية الفقيه……

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى