أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

صنعاء وأسبوع الانتصارات..

مجلة تحليلات العصر - عيسى محمد المساوى

انتصارات متتالية تحققها صنعاء على الملفين الإنساني والسياسي لتقول للعالم أنها صانعة التحولات ليس على مسرح العمليات العسكرية وحسب، بل وعلى المسرح السياسي والإنساني، فكما هي بارعة في حوار البنادق فإنها بارعة في حوار الطاولات أيضاً.
في أسبوع واحد أحرزت صنعاء ثلاثة انتصارات متتالية في أهم واعقد الملفات التي بقيت عالقة قرابة سنتين أو أكثر، وفشلت كل العمليات التفاوضية في تحقيق اختراق لها، سواء ما يتعلق بعودة الجرحى والعالقين من مسقط، أو في ملف الأسرى الذي عجزت كل العروض عن تحقيق اختراق فيه، بما في ذلك العرض المغري الذي قدمه سيد الجزيرة العربية السيد عبدالملك الحوثي باطلاق سراح أسرى سعوديين فيهم طيار مقابل اطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين في سجون النظام السعودي إرضاءً لإسرائيل، وثالثاً الإنتصار الأول من نوعه منذ بداية العدوان في 2015م، والمتمثل في كسر العزلة السياسية المفروضة على صنعاء من قبل المجتمع الدولي، وذلك بوصول سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية فوق العادة ومطلق الصلاحية حسن ايرلو إلى صنعاء كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية خطيب زادة، وتناقلته وكالة أنباء فارس وقناة العالم، علاوة على الإفراج الجزئي عن المشتقات النفطية المحتجزة من قبل تحالف العدوان بالمخالفة الصريحة للقرار الأممي (2216).
الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن الانتصارات العسكرية على جبهة مأرب كان لها دوراً فاعلاً في تحقيق كل هذه الاختراقات، إلى جانب جهود لا تنكر من قبل الفريق الدبلوماسي والإنساني لصنعاء، صحيح أن هناك بالمقابل تهدئة عسكرية لا سيما في مأرب والجوف، إلاّ أنها تهدئة مؤقتة في تقديري لن تلبث طويلاً، وستسفر في الأخير عن انتصارات كبيرة سياسياً وإنسانياً وعسكرياً واقتصادياً أيضاً، فالتخبط الواضح على وجوه تحالف العدوان يشي بحالة غير مسبوقة من التداعي والإرباك لا يمكن أن ينجم عنها إلا مزيد من الهزائم.
وصل سفير إيران إلى صنعاء، وسط تنبؤات دبلوماسية بتكرار هذا الحدث في المستقبل القريب، في حين ما تزال سلطة الشرعية المزعومة حبيسة فنادق الرياض عاجزة عن العودة الى عدن، رغم اتفاق الرياض الحبيس هو الآخر في دهاليز الديوان الملكي وإمارة أبو ظبي، هذا الاختراق النوعي أحدث ذهول كبير في أوساط النخب العاملة ليل نهار لحساب التحالف، متسائلة عن كيفية وصول السفير الإيراني في ظل سيطرة التحالف على الأجواء اليمنية، وما لم يفهمه هؤلاء الأرجوزات أن ما تملكه صنعاء من أوراق ضغط كفيلة بإجبار التحالف على القبول بما كان يعده مستحيلاً، فالأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت، وعلى الطابور الخامس أن يتهيأ لاستقبالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى