أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

صنفوها إرهابية…. فهل أخطأت حماس

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

نجح العدو وفشلت حماس، في توصيل خطاب المظلومية وما يعانيه شعبنا وقضيتنا من ظلم وقهر واغتصاب، إلى العالم الغربي الذي تقوده أقطاب الاستعمار الامبريالي وعلى رأسه بريطانيا، رغم امتلاك شعبنا جاليات وازنة ذات إمكانات وقدرات كبيرة منتشرة على رقعة العالم.
نجح العدو وفشلت حماس، في بناء رأي عام ضاغط على صانعي القرار الأوروبي، لجهة الانتصار للعدل والحق الذي تتمتع به قضيتنا التي تتمتع بتأييد وواسع بين شعوب العالم، رغم قدرتنا على الوصول إلى الساحات الأوروبية بخطابنا وبإعلامنا وبروايتنا وبدعايتنا وبوسائل وأدوات مساعدة حتى من مؤسسات مهنية داخل الساحة الأوروبية، مثل شركات العلاقات العامة.
نجح العدو وفشلت حماس، في الوصول إلى صانعي القرار وإلى المشرعين في أوروبا والعالم الغربي، رغم أن عالم الاتصالات ومواقع التواصل والتي حولت العالم الى قرية صغيرة، أتاحت الوصول إلى كل مكان واي كان أينما كان.
نجح العدو وفشلت حماس في الوصول إلى القادة المؤثرين في أوروبا وفي العالم الغربي، لأنها ساعدت العدو من حيث تدري أولا تدري في تسويق روايته بما بنيناه حولنا من هالة أمنية وصمتنا بالإرهاب، وصنعت جو من الخوف لدى المؤثرين وقادة الرأي من التواصل مع حماس وسماع روايتها وسرديتها خشية وصمهم بالإرهاب.
نجح العدو وفشلت حماس في تصدير روايتها عبر قادة مؤثرين وذو كاريزما وتاريخ عريق في إدارة وقيادة الحركة، وذو مصداقية كفيلة بعرقلة مشاريع العدو في حصار وعزل حماس ومن خلفها المقاومة والحقوق الفلسطينية عبر وصمها بالإرهاب، رغم وجود أمثال هؤلاء القادة ومنهم من عاش في الغرب أزمانا، ويعرف كيفية مخاطبته والتأثير فيه.
لسنا عدميين لنحمل كل المسؤولية على حركة حماس، عن صدور القرار البريطاني والأوروبي الذي وصمها بالإرهاب، بكل ما يترتب على هذا القرار من أبعاد سياسية واقتصادية فضلا عن تأثيرها العميق على وعي الشعوب والأجيال الغربية بالقضية الفلسطينية والمظلومية التي تعانيها منذ 73عاما.
لكن رغم علمنا اليقيني بالتآمر التاريخي لهذا العالم الغربي والأوروبي على شعبنا وعلى قضيتنا، ورغم معرفتنا المسبقة بأن بريطانيا ومن خلفها أوروبا هي من صنعت هذا الكيان في وطننا لأسباب استعمارية واقتصادية لكن بثوب متلبس بالبعد الديني، إلا أننا لا نعفي أنفسنا من بعض المسؤولية لأنه دائما هناك إمكانية لأبدع مما كان، وأن هناك جهد كان يجب أن يبذل ولم نفعل، وأن هناك أعمال وخطط وتكتيكات وبديهيات كان يجب أن تنفذ ولم نفعل.
هذا ليس جلد للذات، رغم علمنا بالقدرة الصهيونية الهائلة، على التحكم في القرار الغربي، وفي التأثير على صناع القرار بوسائل لا أخلاقية أحيانا، ورغم يقيننا بحقارة ونذالة صناع القرار في الغرب، الذين لا يراهن عليهم في نصرة قضيتنا وحقوقنا، لكن لا يجب ألا نعفي أنفسنا من بعض المسؤولية لأننا لم نفعل ما يكفي لفضح العدو الصهيوني والمتآمرين معه في الغرب أمام شعوبهم التي تتغنى بقيم الحرية وحقوق الانسان.
نعلم يقينا أننا حتى لو استملنا كل شعوب أوروبا مع قضيتنا ومع حقوق شعبنا، فإنها حتما لن تجرد الأساطيل ولن تجيش الجيوش لتحرير أرضنا، ولكن على الأقل نستطيع قطع حبل الدعم عن العدو الصهيوني سياسيا واقتصاديا وعسكريا من خلال نسف الرواية التي على أساسها يحتل أرضنا ويشرد شعبنا ويدنس مقدساتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى