أحدث الأخبارسوريامحور المقاومة

ضرب الأذرع الأمريكية في الداخل السوري أولى خطوات البتر

مجلة تحليلات العصر الدولية - الدكتورة حسناء نصر الحسين

سجل انتصار الدولة السورية وحلفائها على القوى الارهابية في سورية وتمكنهم من دحر هذه القوى الظلامية وانحسارهم ضمن مناطق محددة من الجغرافية السورية علامة فارقة في تاريخ الصراع الذي تديره قوى دولية واقليمية.
ومع تصاعد وتيرة الزحف العسكري وما نتج عنه من تحرير كبير ساهم في افشال مساعي واشنطن ومن دار في فلكها من تقسيم سورية لفرض واقع حدود الدم الذي تبنته العقول السوداء في البيت الابيض للجنرال الامريكي رالف بيترز صاحب هذه الدراسة، لتأتي الخطوات الأمريكية الغربية الصهيونية وعملائها الاقليميين لتكريس فكر هؤلاء المنظرين اصحاب العقلية الاستعمارية الذين وجدوا في الاحتلال الامريكي للعراق بوابة للنيل من سورية ووحدة اراضيها .
هذا المخطط كان في عقول اسياد بني صهيون حيث رأى آرييل شارون في احتلال العراق عام ٢٠٠٣ فرصة ثمينة للإطاحة بسورية ومن اهم توصياته تغيير الخرائط وتقسيم الدولة السورية الى عدة دويلات وهذا ما اكده رالف بيترز في دراسة قدمها عام ٢٠٠٦ .
لتأتي السياسات الامريكية تجاه سورية والمنطقة بشكل كامل منسجمة مع ما جاء في توصيات بيترز من خلال تفعيل أذرع القاعدة واستنساخها في جسد داعش وجبهة النصرة وغيرهما من القوى الارهابية التي اعتمدت في تشكيل تنظيمها على عشرات الجنسيات الغربية والعربية والافريقية .
وتأتي بعدها هذه المجاميع التكفيرية بفكر امريكي صهيوني بامتياز والعالم بأسره شاهدٌ على أعمال هذه العصابات التي تشكل خطراً على الانسانية جمعاء وما شكلته لاحقاً من تهديد كبير على حياة المواطن السوري في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها بدعم ومساندة التحالف الدولي الذي أمن لها العدة والعتاد والجغرافية وكل ما تحتاجه لتعيث فساداً في الارض السورية وهذا ما هو مستمر من قبل هذا القوى الدولية حتى اليوم .
مع كل تقدم للجيش العربي السوري وحلفائه في دحر هذا الارهاب العالمي كانت تقابل هذه الانتصارات بالمزيد من التضييق على الدولة السورية والحلفاء فلم تدخر الولايات المتحدة الامريكية ومن دار في فلكها جهدا لتعطيل هذا التقدم من خلال عمليات عسكرية بشكل مباشر تستهدف القوات السورية والقوات الرديفة بهدف حماية عملائها الارهابيين من اصحاب الرايات المختلفة الملطخة بدماء السوريين .
وما الدعم الامريكي الغربي الصهيوني لجماعة قسد العميلة الارهابية الا استكمالا لأهداف واشنطن بخلق جغرافية جديدة تكون فيها الحدود الدولية للدول والتي اقر بها القانون الدولي والمواثيق والاعراف الدولية خارج القيود مباحة لعملائها لتمكينهم من هذه الجغرافية تحت مسميات ما عرف بدولة الخلافة والادارة الذاتية وغيرهما من عناوين التقسيم .
ليأتي الاحتلال الامريكي التركي لمنطقة شمال شرق الفرات وزرع الادوات العميلة فيها خدمة لمصالحها وخرائطها التي افشلتها الدولة السورية وتشهر واشنطن بجانب كل هذا حرب العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري التي شكلت أقذر أدوات الحرب الامريكية على سورية مستخدمة هذه الورقة في تنفيذ إبادة جماعية للشعب السوري تستهدف تضحياته وصموده وانتصاراته .
امام استمرار هذا العدوان الذي انهى عامه التاسع واستمرار العقلية العدائية لواشنطن لابد للدولة السورية من اتباع مسارين هامين ..
اولهما : ضرب اليد الامريكية في الداخل السوري من خلال استكمال ما قد بدأته من خلال الحرب على الارهاب وتحرير ما تبقى من الجغرافية السورية من هذا الارهاب .
وثانيها :القضاء على قوات قسد العميلة صاحبة الفكر الانفصالي المرتهنة للقرار الامريكي .
وسنوات العدوان الماضية اكدت ان الولايات المتحدة الامريكية تعتمد في عدوانها على سورية على عملائها في الداخل السوري وضرب هذه اليد ضرورة لتحرير سورية .
وهنا تأتي الضرورة الحتمية لتفعيل المقاومة الشعبية محققةً الالتفاف الوطني حول الجيش السوري ضد المحتل الامريكي والتركي لإجبارهم على الخروج أذلاء من المناطق التي كانوا احتلوها تحت ذريعة مكافحة الارهاب وهذا ما اكده وجهاء وعشائر منطقة الجزيرة العربية عبر تصريحهم بجهوزيتهم لمقاومة هذا المحتل حتى تحرير كل حبة تراب من التراب السوري .
وبهذا فقط يتم بتر اليد الامريكية ومنعها من استكمال مخططاتها العدوانية الماضية في تنفيذها عبر استمرارها في تسخير الارهاب كأداة لتحقيق اهدافها وما زيارة الوفد العسكري البريطاني الى سجون الارهابيين المتواجدين داخل سجون قسد الا محاولة لإعادة تفعيلهم من جديد وهذه المرة كما في المرات السابقة من داخل السجون تتم ادارة الارهاب والعمليات الارهابية بالتنسيق مع الخلايا النائمة في المناطق الاخرى .
لتبقى منطقة الشرق هي احد الخواصر الرخوة التي تشكل خطرا كبيرا على انجازات الدولة السورية لناحية التحرير ومنها تنطلق المجاميع الارهابية الى المحيط الاقليمي ومنه الى الدولي لاستهداف حلفاء سورية في عقر دارهم .
ليشكل هذا المشروع البديل الضروري لواشنطن وتل ابيب بعد فشلهما في الجنوب والساحل السوري .
وما استحضار المزيد من القوات الامريكية لمناطق محافظة دير الزور والحسكة ونشر البطاريات الدفاع الجوي لحماية القوات الامريكية المحتلة في مناطق آبار النفط السوري المحتل امريكا الا عنواناً عريضاً لسياسات الادارة الامريكية الجديدة بأنها ماضية في عدوانها من خلال دعم الارهاب ومباركة اعلان خلافة جديدة من داخل السجون ودعمها لقسد الانفصالية وتقسيم الثروات السورية بينها وبين التركي والصهيوني.
فبالرغم من تزاحم القوى الدولية في منطقة شرق الفرات ومحاولة هذه القوى اطفاء نار الخلافات بين التيارات والفصائل الارهابية الراديكالية والكردية – الكردية يبقى القلق الامريكي الغربي الصهيوني من عدم تماسك هذه الاذرع مما يجعلهم بغير مأمن في حال خروج قوات التحالف الدولي من هذه المنطقة وهذا ما عبر عنه جيمس جيفري .
يحاول الامريكي اضفاء شرعية على احتلاله للأراضي السورية ونهبه لثرواتها من خلال البروباغاندا الاعلامية التي يسوق لنفسه من خلالها المتمثلة بمحاربة داعش الا ان هذه المحاولة باءت بالفشل وهذه العناوين باتت مفضوحة ومكشوفة للعالم بينما معظم الرأي العام الدولي اصبح يعرف ان هذا الارهاب هو ذراع امريكا في سورية ومنطقة الشرق الاوسط واستمرار وجودها يحافظ على التواجد الامريكي في كل من سورية والعراق ويخدم مصالحها وتحويل الارض السورية مجالا حيويا لاستثمار واشنطن بالإرهاب للنيل من دول وقوى مناوئة للسياسات الامريكية وهيمنتها وهذا ما يؤكده تمنع الدول الغربية من استلام رعاياها الارهابيين من سجون قسد وتعطيل مساعي الدولة السورية من ادارة هذه السجون للإبقاء على هذه الورقة اداة تهديد للصديق والعدو .
امام ما تقدم من مستجدات للعدوان الامريكي على سورية لابد من بتر اليد الامريكية في الداخل السوري واستكمال عمليات التطهير من رجس الارهاب وتفعيل المقاومة الشعبية في مناطق تواجد المحتل الامريكي مما يعود بنفع ايضا على الاقتصاد السوري الذي عمدت دول العدوان نهبه وحرمان المواطن السوري من حقه فيه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى