أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

ضوء حول البيان الجديد للسيد مقتدى الصدر

مجلة تحليلات العصر الدولية - ابو حسن الكعبي

لن اعلق على كل ما ورد في هذا البيان ولكني سأتوقف عند ما بدا للمتابعين والمهتمين بالشأن السياسي الأكثر أهمية وهو :

١- إدراك السيد بأن انفراد تياره بالتمثيل الشيعي مستقبلا وتكبير كتلته النيابية ضمن إطار الاستحقاقات الجديدة في العراق لن يتحقق وبالتالي لابد من الذهاب باتجاه قرار الانسحاب التكتيكي حتى يتم إعادة ترتيب الأوضاع داخل صفوف اتباع التيار الصدري ليكون لهم مشاركة أوسع وأقوى بالانتخابات المقبلة من خلال استراتيجية التحدي والمنافسة.
٢- وجود الخشية من الضرر الاجتماعي والسياسي لدى قيادة التيار إزاء الفشل الذي حدث في الوزارات والدوائر الحكومية التابعة إلى التيار الصدري لاسيما وأن ملامح الفساد أصبحت واضحة مما يستدعي تهيئة الأرضية المناسبة للتخفيف من هذا الضرر من خلال الإعلان عن عدم المشاركة في الانتخابات ومقاطعتها.
٣- دعوة الانسحاب من الانتخابات تعني تعطيل عملية إجراء الانتخابات المبكرة في العراق وبالتالي امهال الكاظمي للبقاء على كرسي الحكم لفترة لاحقة يتمكن من خلالها التيار تحقيق كل طموحاته السياسي، والعمل على توظيف كافة إخفاقات الحكومة لاحقا في تضعيف المشاركة الشعبية في الانتخابات القادمة لكي يستطيع بجمهوره الانتخابي المؤدلج من تحقيق أفضل النتائج الانتخابية التي تؤهله لاستلام الحكم في العراق.
٤- دعوة السيد بعدم المشاركة في الانتخابات هي بمثابة أعطى الضوء الأخضر لأتباعه بالنزول إلى الشارع لاستكمال مناورة المطالبة في العودة عن قرار عدم المشاركة ومحاصرة المنافسين السياسيين و أخذ زمام الأمور إلى الوجهة التي تنسجم مع مصالحهم واهدافهم.
٥- كشفت بعض الوقائع والأحداث ومنها ( مشروع البنيان المرصوص ودعوة ضرورة اخذ اللقاح والاعلان عن قرب الاستشهاد) بشكل واضح بأن – البعض من جماهير التيار الصدري- كانت استجابته ضعيفه إزاء تلك المشاريع والدعوات بل إنها ما عادت تقدس قيادتها وتعتبر كل الذي يأتي منها هو الصواب ولابد من تنفيذه دون نقاش وهذا ما جعل قيادته تعيش أزمة نفسية تحاول الخروج منها بأقل الخسائر فكانت عملية إعلان الانسحاب لأجل ترتيب الأوضاع الداخلية الهشة.
٦- خطاب السيد السياسي جاء للإعلان عن عدم تحمله المسؤولية كقائد وكتيار عما حدث من الإخفاقات المتتالية لحكومة الكاظمي لاسيما بوصفه أحد أقطاب النظام السياسي القائم والمشارك التأسيسي لها طوال الفترة الماضية.
٧- أراد السيد بهذا الخطاب أن يخرج إلى دائرة الأضواء مجددا تحت عنوانات متعددة ومنها محاربة الفساد والفاسدين أيا كان لونهم وانتمائهم وأن ما يقوم به هو نيابة عن الشعب العراقي وانه يصب في مصلحة الصالح العام.
٨- تضمن الخطاب إيحاءات ضمنية بتأييد ودعم الكتلة الصدرية لأجل المشاركة في الانتخابات وإعطاء الضوء الأخضر لهم بأخذ دورهم والاستعداد للمعركة الانتخابية بأحسن وجه.
٩- أرادت قيادة التيار القول بأنها هي من تقرر مصير الدولة والنظام السياسي في العراق وهي قادرة على استعمال القوة ولديها الاستعداد للصدام مع أي طرف سياسي يقف بالضد من تطلعاتها وطموحاتها السياسية وذلك من خلال الإيحاء برفع علم لواء اليوم الموعود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى