أحدث الأخبارشؤون امريكية

عامل الوقت في ستراتيجية بايدن

مجلة تحليلات العصر الدولية - ماجد الشويلي

في ستراتيجية الأمن القومي التي وضعتها إدارة بايدن تحت وطأة الازمات الداخلية التي خلفتها إدارة ترامب وحمم الضغوطات الأقتصادية الحارقة التي يقذفها عليه التنين الصيني من الخارج.
تصدَّر ترامب ستراتيجية المؤلفة من 23 صفحه بقوله ((ليس لدينا وقت لنضيعه))
بايدن الذي كان طيلة حملته الإنتخابية يؤكد على أن أمريكا تقف على مفرق طرق ،
وأن النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة آخذ بالتآكل.
قد قال ذات مرة ((أن أمريكا في مفرق طرق إما الى النور والوحدة أو الى الظلام والفرقة))
ولم تكن تلك العبارات بالألفاظ العابرة في ظل ماشهدته أمريكا من احتقان مجتمعي رهيب، كاد أن يأتي بنتائج وخيمة تنجم عنها الحرب الأهلية .
وبعد وصوله لسدة الحكم شعر بايدن أن كل شئ يمكن له أن يسعفه إلا عامل الوقت .
بل لاقيمة لكل مقدرات الولايات المتحدة التي أضحت طوع بنانه ما لم يحصل على الوقت الكافي لتنفيذ أجنداته بها
.بايدن يعتقد بضرورة أن تتصدر القيم الديمقراطية المشهد على صعيد العلاقات الدولية ، وأن الدبلماسية مقدمة على التفكير باستخدام القوة. هذه ركيزة مهمة من ركائز ستراتيجية الأمن القومي الأمريكي.
والترويج للديمقراطية في جميع انحاء العالم سيكون العنصر المركزي في هذه الستراتيجية.
مايعني بالضرورة أن بايدن سيعود للأسلوب التقليدي الذي دأبت عليه واشنطن للأقتصاص من خصومها السياسيين عبر تحريك ملفات حقوق الإنسان.
وهذا مايفسر لنا إعلان واشنطن العودة لمجلس حقوق الإنسان مباشرة بعد تسنم بايدن لمهامه كرئيس لأمريكا.
في المقابل بادرت الصين بالتلويح للولايات المتحدة بأنها ستعتمد الأسلوب ذاته في تعاطيها مع أمريكا بخصوص انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
فقد ذكر المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني ؛ أنه سيصدر في المستقبل القريب تقريرا عن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في 2020، وفق وكالة “شينخوا”.
وهو نوع من التعامل بالمثل على جانب من الدقة والتشخيص العالي ، لادوات وأساليب المواجهة في المرحلة المقبلة.
فالأمريكان والصين يتجنبان المواجهة العسكرية ويعولان على عامل الوقت في سباق التسلح الخارق والتطور التكنلوجي النوعي الذي حققت فيه الصين ما يدعو للذهول.
وهذا الملف أي حقوق الإنسان من أكثر الملفات استهلاكاً للوقت ، لكنه خيار العاجز على مايبدو .
أما الملفات الأخرى التي يتسابق فيها بايدن مع الزمن فهي ؛ منع تنامي القدرة الصاروخية لحزب الله ،بالنحو الذي تتغير فيه معادلة الردع مع إسرائيل لصالح الحزب.
وهذا ما تخشاه إسرائيل وتدعي أنها على وشك اتخاذ خطوة المواجهة مع إيران وحزب الله بمفردها أو بمعية التحالف العربي الجديد.
ولذا وجدنا بايدن حينما تحدث عن الشرق الأوسط ، تحدث ((عن عدم منح الشركاء شيكاً على بياض للعمل على سياقات تتعارض مع المصالح والقيم الأمريكية))

أما بخصوص رؤيته للملف النووي الإيراني فهو من أكثر الملفات سخونة وحرجاً في الوقت .
فبايدن على علم تام ودراية كافية ، أن الحل مع إيران لن يحسم عسكرياً ، لكنه يبحث عن منجز خارجي يعزز مكانته في الداخل الأمريكي ، والملف النووي الإيراني يحمل ضالته .
كما أنه يعلم جيداً أن إيران التي لن يحض منها بتنازل يحفظ له ماء وجهه بالعودة الى طاولة المفاوضات ، أو بتعديل طفيف على المعاهدة لتشمل الصواريخ الباليستية الإيرانية استرضاء لإسرائيل.
ستستحيل أيامه ولياليه الى سواد مطبق عند وصول الخط الثوري للحكم في الانتخابات الإيرانية المقبلة.
وقد عرف الرجل قيمة الوقت في المرحلة الراهنة كم هو ثمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى