أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

عباس بين درعين وخيارين؟!

مجلة تحليلات العصر - د. يوسف رزقة

ما الذي أزعج عباس من اتفاق ابرهام؟! عباس أول من اعترف وصالح وطبع، فلماذا يغضب من الإمارات والبحرين والسودان؟! هل يقف عباس موقف حماس التي ترفض الاعتراف والتطبيع من منطلقات جذرية وطنية وتاريخية ودينية؟! عباس يرفض موقف حماس، ولا يلتقي معها في ضرورة التمسك برفض الاعتراف والتطبيع. عباس طالب حماس مرارا وتكرارا بالاعتراف باتفاقية أوسلوا، التي تعني الاعتراف (بإسرائيل) دولة طبيعية على الأرض الفلسطينية؟!
خلاصة القول نحن مع عباس وحماس في موقفين، لا في موقف واحد، وإن جمع بينهما رفض اتفاق أبراهم الذي يضم الآن الإمارات والبحرين والسودان. ما في هذه القضية هو توافق مواقف، لا توافق منطلقات وغايات. وبيان ذلك يقول:
عباس يرفض اتفاق أبرهام بين الدول المذكورة آنفا (وإسرائيل)، لأن هذا الاتفاق يدمر المبادرة العربية التي يحتمي فيها عباس في مفاوضاته مع (إسرائيل)، وفي الدفاع عن موقفه إقليميا ودوليا. اتفاق أبرهام هدم دفاعات عباس، وجعله بلا دروع واقية. المبادرة العربية قالت حل القضية الفلسطينية، وحل الدولتين، قبل الاعتراف وقبل التطبيع، واتفاق أبرهام قال التطبيع قبل حل الدولتين وقبل حل القضية الفلسطينية. هذه الانقلاب الخطير عرى محمود عباس ومشروعه، وجعله في حالة دوار، وهذا شيء منطقي حين تسقط رهانات الرجل تحت قدمية، وتعلن الجامعة العربية التخلي عن دعم مشروعه.
اتفاق أبرهام يحمل عباس وسياسته المسئولية عن الفشل في حل القضية الفلسطينية حتى هذا التاريخ، ولأنه هو المسئول لا (إسرائيل) فإن دول أبراهم لن تنتظر قائدا فاشلا، وترى أن مصالحها في تجاوزه، والضغط عليه للقبول بعرض صفقة القرن، وعرض نيتنياهو.
أبرهام قال للقادة الفلسطينيين: العواصم العربية ملت منكم، ومن قضيتكم، ومن ثمة خرج بندر بن سلطان مسئول المخابرات السعودي السابق يعبر عن هذا الموقف، ويهاجم القيادات الفلسطبنية على مدى مساحة تاريخ القضية منذ عام ١٩٤٨م وحت تاريخة، مع التركيز على عرفات وعباس وحماس. هذا الهجوم الموصوف إعلاميا بشيطنة القيادة الفلسطبنية تلقى دعما من قادة البلاد، وتلقى ترديدا وتكريرا ونشرا من صحف اليلاد وصحف العالم أيضا.
إسرائيل أسقطت حل الدولتين، وصفقة القرن أكدت على إسقاطها، واتفاق أبرهام كتب السطر الأخير في عملية إسقاط هذا الحل عربيا. هذا ما أغضب عباس؟!. عباس لم يغضب من أبرهام من التطبيع ذاته، كما تغضب حماس منه٠ عباس يغضب منه لأنه يهدم مشروعه التفاوضي، ويهدم حل الدولتين. عباس الآن للأسف بلا ظهير تقريبا؟! وربما كان في هذه المحنة منحة يجدر به أن يلتقطها فيعمل على بنا جبهة فلسطينية داخلية قادرة على الصمود والتحدي، وتعويض الدرع الذي فقده؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى