أحدث الأخبارالثقافةشؤون امريكية

…… عراب الحرب الناعمة..!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عباس زينل / مرصد طه الإخباري

الحرب الناعمة هي الإعتماد على الاغراء والاغواء والخداع، بدل من اللجوء إلى القوة المفرطة والحروب العسكرية، فبدل أن تحرك أساطيلك وطائراتك ومدافعك، لمواجهة دولة ما، تستطيع مواجهاتها خلال حرب ناعمة.

جوزيف ناي المساعد الاقدم لوزير الدفاع في حكومة بيل كلينتون ورئيس مجلس المخابرات الوطني، ألف كتابًا أسماه ” القوة الناعمة ” وسيلة النجاح في السياسة الدولية، وقسم المؤلف كتابه إلى خمسة فصول، حاول خلالها التفصيل في مفهوم القوة الناعمة، التي تعمل جنبا إلى جنب مع القوة الصلبة ” العسكرية ” لتقوية مصالح أمريكا في كل أرجاء العالم.

ويتحدث فيه جوزيف ناي عن مصادر قوة أميركا الناعمة وقوة الآخرين الناعمة، وعن كيفية استخدام القوة الناعمة والتعامل مع الشعوب، والسياسة الخارجية لأمريكا، وقد تقصد ناي فيه؛ عن عدم ذكر كيفية استخدام القوة الناعمة في حالات الحرب الفكرية والعسكرية، لان هذه المخططات ستبقى سرية ومكتومة في أروقة البنتاغون والمخابرات المركزية الأميركية، لأنهم ما زالوا في مواجهة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوى المقاومة في المنطقة، وبالرغم من محاولته أخفاء هذه الأسرار وكيفية تطبيقها؛ إلا انه قد أفلتت منه بعض التطبيقات في ثنايا بعض النصوص والعبارات.

ويذكر ناي بأن امريكا تعتمد على مجموعة كبيرة من المصادر في الحرب الناعمة، الإعلام في مقدمة هذه المصادر ويشمل الأفلام والبرامج، وكذلك الفنون الثقافية والغنائية، شبكات الانترنت والمواقع الأميركية المنتشرة في الفضاء المجازي الإلكتروني، الشركات الاقتصادية والعلامات التجارية والماركات، الطلاب الأجانب الذين يدرسون لدى الجامعات الأمريكية،طه والعمل على تحريفهم أفكارهم بتوجهات تفيد مصالح امريكا، ونقل هذه الأفكار عن طريق الطلاب إلى الدول المستهدفة.

هذا السرد في المقدمة استخلاص بسيط من كتاب جوزيف ناي، الغريب في الموضوع بأن امريكا بكامل قوتها؛ تعتمد على الحرب الناعمة في مواجهة أعدائها، إلا أن الشعوب بالرغم من معاناتها من سياسة إمريكا المتعجرفة، وبالرغم من أعتراف امريكا بالإعتماد على هذه الأساليب، الشعوب المضطهدة تحاول تسخيف القضية، وتستهزئ من الذين يطرحون هذه الأفكار، ويحاولون توضيح وايصال وتسهيل هذه الافكار.

فبعد أن تتطلع على أساليب وخدع امريكا المعروفة، لا تستغرب أن يأتيك شخص بزي الحوزة،ويتحدث بلسانهم وهو يحاول إيصال فكرة مغالطة لما جاءت الحوزة به، يتواجدون معك في المجالس والمساجد حتى الأماكن العامة، فعندما تطرح في المنابر قضايا إسلامية بحتة، يقوم هؤلاء بتسخيفها وبطريقة ذكية، بطريقة توهم المقابل بأن طرح أصحاب المنابر طرح رجعي ومتخلف، وبأن الحياة جميلة وسعيدة بالابتعاد من هؤلاء، تعايشوا فيما بينكم دون الرجوع الى اهل الدين، لا تعقدون حياتكم ارقصوا غنوا، فالدين هو الابتعاد عن الحرام وليس عن الحياة!، مع معرفتهم بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي حرم هذه الأمور، وأصحاب المنابر هم مجرد ناقلين ويسهلون شرح هذه القضايا، الا أنهم خوفًا عن مواجهة الشيطان وفريقه، وسهولة السير في هذا الطريق يصطفون معهم.

عراب الحرب الناعمة الآن دورهم يكمن في محاربة القيم الإسلامية الأصيلة، كأن لا تحضر في المجالس والمساجد وطريق المشي للإمام الحُسَيْن ع، تحت داعي بأن الله في القلب ليس هناك داعي لهذه الأمور، هؤلاء كل مرة يظهرون بصورة ما وحسب الحاجة، كأن يظهرون بلباس الحوزوي الفاهم للدين بطريقة صحيحة، او بلباس العراقي الحضاري المثقف الواعي، الحل الأمثل لمواجهة هؤلاء هو الالتفاف حول أهل المنابر الحقيقيين، والحضور في مجالسهم بشكل مستمر، ومتابعة محاضراتهم وخطبهم على الشاشات، وطرح الاسئلة التي تدور في أفكاركم، والسؤال عن خلفية معمم تشكون بلباسه الحوزوي، وعن علمه وأستاذه ومدرسته.

الكثير من الناس عندما ينتهجون ويسلكون طريق هؤلاء، ليس إيمانًا ولا اعتقادًا، بل قد يكون الآخرين مقصرين في إيصال الصورة بشكل مطلوب، او بسبب الطرح المغري الخداع الذي يطرحونه هؤلاء، يجذبون انتباه فئة الشباب وبالأخص المراهقين، وقد يكون الوضع الفوضوي الذي خلقته الغرب داخل البلد، مما جعل الشعب ينزعج من الأمور التي تعود على سماعها في بيئته المعهودة، يجب ولزاما على الجهات المعنية المختصة، والجهات الرقابية في الدولة مراقبة هذه الشخصيات، والحد من ظهورهم وطرحهم ومراقبة التواصل الاجتماعي، لحماية الاجيال من الوقوع في شباك الحرب الناعمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى