أحدث الأخبارشؤون آسيويةلبنانمحور المقاومة

عرض شيعي … وخطة ماروني …لجبل عامل …في خدمة إسرائيل نلفت عنايتكم لا دين ولا مذهب للعمالة مع إسرائيل تقرير لـ “إلياهو ساسون”[1] بعد زيارة الى بيروت

مجلة تحليلات العصر الدولية / مكتبة ومحفوظات نسيب شمس

 

أثناء زياراتي القصيرة لبيروت التقيت عدداً من الشخصيات الإسلامية والمسيحيةلإضافة الى التجار والصحفيين وذوي النفوذ السياسي والاقتصادي والديني في لبنان. ودارت أحاديثي ومناقشاتي مع هؤلاء جميعاً حول مشكلة مستقبل لبنان السياسي. وقد وجدت لديهم استعداد صريحاً وواضحاً للتعاون مع Home Land (الوطن) القومي اليهودي في فلسطين على الصعيدين السياسي والاقتصادي. كما اتضح لي أن السبب في هذا الاستعداد للتعاون هو الايمان العام بقوة تأثيرنا في الولايات المتحدة، وبتفوقنا النابع من الإخلاص للانكليز. وللمساعدات الكبيرة التي قدمناها للحكومات الديمقراطية أي الحلفاء سواء في المال، أو الرجال والعلم.
ان جميع الذين التقيتهم يعتقدون أنه إذا انتهت الحرب بتفوق بريطانيا فسيكون لليهود تأثير كبير في مؤتمر السلام وستعزز مركزنا في فلسطين. وهناك من يبالغ ويقول بأننا لن نكتفي بحدود فلسطين الحالية بل سنعمل على أن نضم إليها جزءاً من جنوب لبنان حتى نهر الليطاني.
اقترح علي أحد زعماء المسلمين في جبل عامل واسمه محمد الحاج عبد الله[3]، شراء أراضي جبل عامل كلها، ووعد بأنه يلتزم شخصياً بتفريغ المنطقة من سكانها الشيعة الذين يبلغ عددهم حوالي اربعمائة ألف نسمة. وترحيلهم إلى العراق في غضون عشر سنوات. وأضاف الحاج عبد الله أنه على استعداد لتقديم مذكرة تفصيلية لنا بهذا الخصوص وبالشروط التي نريدها موقعة من الشيوخ والوجهاء في جبل عامل جميعهم – وذلك حال رغبتنا بذلك.

وقد جرى ذكر أمر منطقة جبل عامل أيضاً في حديثي مع بشارة الخوري (رئيس جمهورية لبنان السابق) الذي زرته بتوصية من المطران عبد الله خوري. ويُعد بشارة الخوري احد القادة الموارنة وهو يترأس الحزب المعارض لرئيس الجمهورية السابق إميل اده.
عندما تطرقنا في الحديث إلى ضرورة التعاون بين فلسطين اليهودية ولبنان الماروني قال لي الخوري ” يوجد بيننا وبينكم حاجز يجب ازالته، وهذا الحاجز هو جبل عامل. هناك ضرورة لتفريغ هذه المنطقة من السكان الشيعة الذين يشكلون خطراً على بلدينا. وقد سبق لهم اثناء فترة الاضطرابات في فلسطين أن تعاونوا مع عصابات المفتي لتهريب السلاح والرجال”. ويعتقد الخوري أنه يجب تفريغ جبل عامل من سكانه وتوطين الموارنة اللبنانيين المهاجرين حالياً إلى اميركا فيه وذلك بعد انتهاء الحرب. واقترح علينا الخوري ” أن نقرض البطريرك الماروني أنطوان عريضة مبلغاً كبيراً من المال لكي يتم شراء منطقة الجليل لإسكان الموارنة فقط هناك في المستقبل. وبهذه الطريقة يصبح الموارنة جيراناً لليهود. ويصبح التعاون بالتالي سهلاً ودون مضايقات. وسيقف عندئذ اليهود والموارنة صفاً واحداً أمام الزحف العربي المسلم القادم من الشرق. وبذلك يحافظ اليهود أيضاً على حدودهم الشمالية”.

مشكلة جبل عامل برزت أيضاً في الدعاية الألمانية في الأشهر الأخيرة عندما بدأ الدعاة النازيون بنشر اقوال كاذبة عن رغبات اليهود ومطامحهم بالنسبة للبنان وسوريا. لقد نشروا وثيقة مزيفة تتضمن التزاماً بريطانياً لليهود بضم جبل عامل إلى الوطن القومي اليهودي. وتمت عملية النشر بشكل ناجح جداً، حتى أن الموارنة بدأوا يصدقون هذه الادعاءات. (…)
خطة جورج مشحور
ذكر إلياهو في تقرير آخر، خطة قدمها جورج مشحور (رئيس فرقة مارونية تهدف للعمل على تدعيم وتوثيق العلاقات بين المسيحيين في لبنان واليهود في أرض إسرائيل) المنطقة الجنوبية المتخمة لأرض إسرائيل.
القدس 24 حزيران / يونيو 1938
أن إقامة وطن قومي يهودي في أرض إسرائيل يعني أنه مع تكاثر عدد اليهود في البلاد سيتغلب العنصر اليهودي على العنصر العربي الذي يضم أكثرية أكثرية إسلامية.
وبما أن السكان المحليين سيعارضون بشدة هذا الأمر، فأني اعتقد أن على اليهود إيجاد حلفاء لهم في البلدان المجاورة لمن يؤيدوهم في مطالبيهم ويساعدوهم على تحقيقهاـ ومن الواضح أن غالبية سكان البلدان المجاورة سواء في سوريا أو عبر الأردن هم من المسلمين السنة الذين لن يساعدوا اليهود بأي شكل كان، لأن الأفكار اليهودية تتعارض مع الوحدة الإسلامية ومفهوم القومية العربية.

ومن جهة أخرى يقع لبنان على الحدود الشمالي، وعلى اليهود أن يتوجهوا إليه، وبصورة خاصة إلى منطقته الجنوبية المتاخمة لأرض إسرائيل، والسؤال الذي يطرح نفسه أمام هذا الوضع، هل هناك اية إمكانيات للتوصل إلى اتفاق مع سكان هذه المنطقة؟
سوف أحاول الإجابة عن هذا السؤال بدقة، والاشارة إلى أن المسيحيين الذين يشكلون1/8 السكان في جنوب لبنان لا يؤيدون فكرة إقامة وطن قومي يهودي في ارض إسرائيل، ولكنه في الوقت نفسه لا يعارضون هذه الفكرة، إنهم في الواقع يتخذون موقفاً حيادياً وسيكون من السهل التوصل إلى تفاهم معهم. نظراً لأن مستواهم الثقافي قريب من المستوى الثقافي لليهود. وهم في الوقت نفسه ما يزالون يكنون حتى الأن، وبشكل خفي، الكراهية للمسلمين نتيجة للمذابح الدموية التي تعرضوا لها في الماضي القريب. (اذكر بشكل أساسي الاضطرابات الدموية والمذابح التي تعرض لها المسيحيون في الأعوام 1860 و1861 والحوادث الدامية التي وقعت في العام 1920 عندما أعلن الفرنسيون ” لبنان الكبير ” وضم مناطق سورية فيها أغلبية إسلامية إلى لبنان)[4].

إن عدد المسلمين السنة قليل في جنوب لبنان، لذلك يجب التحدث عن الشيعة الذين يشكلون وحدهم 7/8 سكان المنطقة. كيف يجب التعامل مع السكان الشيعة؟
ان السكان الشيعة هم في الأساس فلاحون جهلة، أما القادة والوجهاء الذين يقودونهم كما تقاد القطعان، ويعاملونهم معاملة الأسياد للعبيد فهم الرؤساء الدينيون. وفي اثناء حكم الإمبراطورية العثمانية – السنية عانى الشيعة من الاضطهاد الشديد. وما زال يتذكرون بمرارة، على تعاقب أجيالهم، تلك المعاناة لذلك يجب إثارة هذه الذكريات وبصورة خاصة ما نسي منها، وبعد ذلك يمكن تحقيق انفجار بناء على طلب رؤساء الطائفة ووجهائها.
إني أتقدم بهذه الأفكار والاقتراحات الى قادة الحركة الصهيونية لدراستها وبحثها، مع التأكيد على ضرورة الاعتناء بشكل خاص بسكان هذه المنطقة.
التوقيع: جورج مشحور
بيروت
ملاحظة: ” أن المرحلة الصعبة التي تمر بها بالبلاد كلها حالياً تستوجب في رأيي بحث هذه الخطة المقترحة. ودراسة إمكانية تركيز حراس على الحدود اللبنانية للعمل، بمساعدة السكان المحليين، على إيقاف جهود العصابات[5] في سبيل الحصول على امدادات وأسلحة من خارج البلاد”.

 

[1] يعد الياهو ساسون من أبرز القادة الصهاينة الذين اقاموا شبكة من العلاقات السياسية مع الزعماء العرب في الثلاثينيات والاربعينيات. يتكلم العربية جيدا، وهو ديبلوماسي إسرائيلي خبير بالشؤون العربية، ولد في العام 1902 في دمشق، درس في الكوليج الفرنسية في بيروت، وعمل في الصحافة العربية (صحيفة “الحياة” العربية اليهودية في دمشق)، كان عضوا في الحركة القومية العربية عام 1919 ، هاجر إلى فلسطين المحتلة في العام 1927، وفي عام 1930 تولى منصب رئيس الدائرة العربية التابعة للوكالة اليهودية، خلال الحرب العالمية الثانية كلف من قبل الوكالة اليهودية بتنسيق وتوزيع الدعاية البريطانية المضادة للنازيين في البلاد العربية وفي العام 1948 تولى إدارة الإذاعة العربية السرية التابعة للهاغاناه. بعد قيام إسرائيل تولى المفاوضات السرية مع الملك عبد الله ومع الأمين العام للجامعة العربية عزام باشا وقادة عرب آخرين، أول من تحدث عن خطة تقسيم قبل سنة ونيف من قرار التقسيم الذي صدر من الأمم المتحدة، شارك ساسون بعد الحرب العالمية الثانية في مختلف الوفود الصهيونية التي فاوضت حول المستقبل السياسي الفلسطيني في لندن عام 1946. عضو في الوفد إلى الأمم المتحدة في السنوات ما بين 1947-1948 عمل مديراً دائرة القسم الأوسط في وزارة الخارجية في السنوات ما بين ‎1950-1948. كذلك كان عضو في الوفد الإسرائيلي إلى لوزان لإجراء المفاوضات عن الهدنة في إطار “محادثات لوزان” (عام 1949). كما تولى رئاسة المكتب الإسرائيلي في برايس حيث واصل عبره لقاءاته السرية مع بعض القادة العرب. انتقل في الأعوام 1950 – 1952 من باريس الى تركيا كوزير إسرائيلي مفوض وفي العام 1957 عين سفيراً في روما، ثم انتقل في العام 1960 الى بيرن كسفير لدى سويسرا، وفي عام 1966 عين وزيراً للشرطة الإسرائيلية وبقي في هذا المنصب حتى عام 1969. نائب في الكنيست السادس والسابع، عضو في المعراخ وحزب العمل الإسرائيلي. توفي في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 1978.
[2] كتب هذا التقرير بعد أشهر من دخول قوات الحلفاء سوريا ولبنان.
[3] مواطن لبناني من بلدة الخيام، كان من الوجهاء المحليين في البلدة، وعرف عنه بأنه صديق دائم للسلطة المحلية، ويتقاضى عمولات على خدماته.
[4] كتب هذا التعليق إلياهو ساسون، على خطة جورج مشحور.
[5] المقصود بذلك المقاومين الفلسطينيين والعرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى