أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةلبنانمحور المقاومة

علاقات حزب الله مع حكام السعودية… صراع واضح بين الحق والباطل

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. كاظم ناصر

تشهد العلاقات السعودية اللبنانية فتورا منذ سنوات على خلفية دور حزب الله المتزايد في لبنان، لكن العلاقات بين الحزب والمملكة العربية السعودية ازدادت تفاقما مؤخرا بعد ان أدلى الملك سلمان بن عبد العزيز بتصريحات في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2021، حث فيها السلطات اللبنانية على ” تغليب مصالح شعبها وإيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي ” على مفاصل الدولة اللبنانية على حد وصفه؛ ورد عليه حسن نصر الله بمهاجمة السعودية واتهامها بدعم الإرهاب في المنطقة، وخاطب الملك السعودي قائلا” يا حضرة الملك، الإرهابي هو الذي صدر الفكر الوهابي الداعشي إلى العالم وهو أنتم، الإرهابي هو الذي أرسل آلاف السعوديين لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق وسوريا وهم أنتم، الإرهابي هو الذي شن حربا لمدة سبع سنوات على الشعب المظلوم في اليمن ويقتل الأطفال والنساء ويدمر البشر والحجر وهو أنتم…”
وزاد حزب من تحديه للسعودية بتنظيم مؤتمر لمعارضين سعوديين في معقله بضاحية بيروت الجنوبية يوم الأربعاء 12/ 1/ 2022 تحت عنوان ” لقاء المعارضة في الجزيرة العربية ” لإحياء ذكرى إعدام رجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر، في كانون الثاني عام 2016 ضمن عملية إعدام جماعية شملت 46 شخصا؛ وشاركت في هذا المؤتمر شخصيات سعودية معارضة معروفة كان من بينها فؤاد إبراهيم، وعباس صادق، وحمزة الحسن، والشيخ جاسم محمود علي، وعلي الهاشم، وردا على سؤال حول هدف المشاركين قال على الهاشم إن الهدف هو” إسقاط النظام السعودي.” واستغل حزب الله المناسبة ليعلن وقوفه إلى جانب المعارضة في الجزيرة العربية وطالب بارتفاع الأصوات التي تقول لآل سعود كفى هيمنة وتدخلا وتدميرا لشعوب ودول المنطقة.
حزب الله ليس حزبا إرهابيا كما يدعي حكام السعودية وبعض حكام الدول الخليجية والعربية الأخرى وأعداء الأمة العربية، خاصة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي؛ إنه حزب مقاومة وتحرر وطني لعب دورا محوريا في هزيمة وطرد المليشيات العميلة التي احتلت جنوب لبنان، وأرغم إسرائيل على التخلي عنها والانسحاب من المنطقة، وتصدى لاحتلال إسرائيل للبنان ا1982، وأفشل محاولات زعماء الطوائف اللبنانية الراغبين في التطبيع معها، وتمكن من تنظيم وتدريب قوة مسلحة تضم عشرات آلاف اللبنانيين الجاهزين للدفاع عن وحدة لبنان، وتمكن من تطوير أسلحة وقوات صاروخية تقلق قادة دولة الاحتلال، ودعم وما زال يدعم المقاومة الفلسطينية، وساهم في منع تفتيت سوريا وتقسيمها إلى دويلات طائفية، وفي محاربة داعش والقوات الأمريكية ومليشيات النصرة والمنظمات العميلة المدعومة إسرائيليا وأمريكيا وسعوديا وعربيا، ولا يخفي عداءه لوجود القوات والقواعد الأجنبية في المنطقة، ويقف في خندق الشعوب العربية الرافضة للتطبيع والانبطاح للدولة الصهيونية.
فما الذي قدمه حكام السعودية للشعب السعودي وللأمتين العربية والإسلامية؟ وماذا فعلوا بتريليونات، آلاف مليارات الدولارات التي نهبوها من خزائن الدولة السعودية خلال السبعين عاما الماضية؟ لقد سلطوا الحركة الوهابية على الأمة العربية وشوهوا الإسلام العظيم الرافض للظلم وجعلوه دين استسلام ونفاق، واستعبدوا الشعب السعودي وما زالوا يرفضون إجراء أي إصلاحات سياسية حقيقية، ومارسوا أبشع أنواع الإرهاب الفكري الديني بتكفير وإقصاء كل من يعارضهم، وزجوا بآلاف السعوديين في السجون بلا محاكمة، وكانوا سباقين في سن القوانين العنصرية ضد الوافدين العرب واعتبروهم أجانب، وأثاروا النعرات الطائفية والمذهبية، وأشعلوا حربا في اليمن بعد قيام ثورة عبد الله السلال في بداية الستينيات من القرن الماضي، وتآمروا على الوحدة السورية المصرية وأفشلوها، وحاربوا الحركة القومية العربية، وأدخلوا نصف مليون جندي من ثلاثين دولة للسعودية لتدمير العراق، وفتحوا أبواب السعودية للقواعد العسكرية الأمريكية، وتعاونوا مع ال” سي أي أيه ” في خلق القاعدة وشاركوا في زج آلاف ” المجاهدين ” السعوديين والعرب في الحرب الأفغانية وانفقوا عليها 25 مليار دولار إرضاء لأمريكا، وساهموا في إشعال الحرب الإيرانية العراقية بهدف تدمير وإضعاف البلدين، وفي خلق الدواعش، ولعبوا دورا محوريا في تدمير العراق وسوريا، ومضى عليهم سبع سنوات وهم يدمرون ويحرقون اليمن وأهله، وطردوا مليون يمني من السعودية خلال شهر واحد عام 1990 بسبب موقف اليمن من غزو العراق للكويت، وفرضوا ضرائب ورسوما باهظة على المقيمين العرب وعلى الحجاج والمعتمرين، ونهبوا ثروات السعودية بينما ما زالت شريحة كبيرة من السعوديين تعاني من الفقر والبطالة!
نحن كشعب عربي نؤمن بأن حزب الله حزب تحرر وطني وثورة على الظلم والطغيان، ونشد على أيادي قادته وعناصره ونعتز بهم، ولا نستغرب موقف حكام السعودية ومن لف لفيفهم من عملاء أمريكا وإسرائيل من الحزب واعتباره” منظمة إرهابية “، ونقول لهم بصوت عال إنكم تكذبون على شعوبنا العربية وتحاولون تضليلها، فلو كان حزب الله حزبا إرهابيا كما تدعون زورا وبهتانا، لما اعتبرته إسرائيل وأمريكا من ألد أعدائهما، ولكان باستطاعتكم أن تشتروه بأموال نفطكم كما اشتريتم أحزابا وصحفا وكتابا ومحطات إذاعة وتلفزة كثيرة؛ ونذكركم بالحقيقة التي لا تستطيعون إنكارها وهي ان الخلافات بينكم وبين حزب هي صراع بين الحق والباطل، وبين قوى المقاومة وقوى الانهزام؛ فأنتم تقودون الجبهة المنهزمة المستسلمة الفاسدة المعادية للأمة العربية، وحزب الله يساهم في قيادة المقاومة ويعبر عن إرادة الشعوب العربية الرافضة للذل والاستسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى