أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

على أمريكا، بريطانيا والإتحاد الأوروبي أن يتعلموا القيم من إيران

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

جرت الإنتخابات الرئاسية في إيران برقي، حضارة، ديمقراطية وتنافس هادئ بين 4 مرشحين. وقد توجهت كافة أطياف المجتمع الإيراني لممارسة حقهم في إنتخاب رئيس الجمهورية. وكان اللافت تجمع أصوات شتات المعارضة في تكتل واحد. وكانت النتيجة كالتالي :-
السيد إبراهيم رئيسي 17.653.981
محسن رضائي 3.345.009
عبد الناصر همتي 2.394.123
أمير حسين قاضي زاده 981.956
اوراق ملغاة 3.653.595

فإذا دققنا في النتائج نجد ان مجموع الأوراق الملغاة تأتي في المرتبة الثانية بعد السيد رئيسي وهذا يدل بوضوح على أن جهة ما جمعت كل اطياف المعارضة في تكتل واحد وعبروا بطريقة حضارية وديمقراطية لا مثيل لها لإيصال رسالة برفض الواقع الحالي في إيران. ومن غير شك سيتم معالجة مشاكلهم لأنهم يمثلون شريحة واسعة من المجتمع الإيراني.
ولا بد من المقارنة مع الإنتخابات الرئاسية التي حصلت في أمريكا بلد الحريات والديمقراطية المزعومة. وسأمهد لذلك بشرح موجز عن مراحل انتخاب الرئيس بشكل غير مباشر عبر الهيئة الإنتخابية.

يوم الاقتراع: 8 تشرين الثاني/نوفمبر

هو موعد إنتخاب الرئيس الأمريكي الجديد. وتعلن الهيئة الإنتخابية نتائج الإنتخابات. فلكل ولاية عدد من الأصوات الإنتخابية؛ ومن يجمع 270 صوتاً يعتبر الرئيس المنتخب. وهو النصف زائد واحد من عدد الأصوات المساوي لعدد أعضاء الكونغرس البالغ 538 شخصاً.

6 كانون الثاني/ يناير

يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في عواصم ولاياتهم لاختيار الرئيس ونائبه في أول يوم بعد الانتخاب الشعبي، وينقلون النتائج إلى الحكومة الاتحادية، لتثبيت النتيجة الرسمية للانتخابات في جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي تعقد في 6 كانون الثاني/يناير من العام التالي.

20 كانون الثاني/يناير هو موعد تنصيب الرئيس المنتخب في حفل رسمي بالعاصمة واشنطن.

والآن سأقارن ما حصل في أمريكا وما حصل في إيران اثناء فرز النتائج:-
فبعد فرز أصوات حوالي 45 ولاية أعلن ترامب عن فوزه دون اي مؤشر لذلك. وبعد فرز عدة ولايات إضافية مالت الدفة إلى بايدن وزادت في إحتمال فوزه فما كان من ترامب سوى التشكيك بنزاهة الإنتخابات؛ بل ذهب إلى الإتهام بسرقة أصوات الناخبين لصالحه، فأصاب مقتلاً نظام الإنتخابات في أمريكا برمته. وحين صدرت النتيجة الأولية لم يعترف بخسارته وأصرّ على الإتهام لتزوير النتيجة وسرقة أصوات الناخبين له، وكلف مسؤولي حملته برفع الدعاوى في كل الولايات التي خسر فيها.
وأما في إيران وبعد فرز حوالي 50% من الأصوات كان الفارق كبيراً لصالح المرشح السيد رئيسي فتقدم باقي المرشحبن بتهنئة السيد رئيسي الذي انتظر مع الشعب الإيراني الإعلان الرسمي للنتائج.

وكانت المفاجأة الكبيرة بتاريخ 6 كانون الثاني حيث كان من المفترض عقد جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ لتثبيت النتيجة وإعلان فوز بايدن ولكن ترامب وأنصاره أرادو منع إنعقاد الجلس بأي شكل من الأشكال لمنع تثبيت فوز بايدن رسمياً.

فاقتحم مثيرو الشغب الذين يدعمون محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مبنى الكابيتول الأمريكي. وأدى الاقتحام إلى عمليات إخلاء وإغلاق لمبنى الكابيتول، وعطل الجلسة المشتركة للكونغرس لإضفاء الطابع الرسمي على فوز جو بايدن الانتخابي. وتم أستدعاء الإحتياط من البوليس الفيدرالي والجيش لإعتقال المحتلين. وهذا أسقط ترامب بيده كافة القيم التي كان يتحفنا بها مع ممثليه عن نزاهة الإنتخابات وأصول الديموقراطية وحرية الرأي والأنتخابات النزيهة. وأعطى ترامب بتصريحاته أفضل صورة عن عنصرية أمريكا وإستعمال القوة لتنفيذ مآربها.
وأما في إيران الإسلام فقد بلغ عدد الأوراق الملغاة أكثر من 4.5 مليون ورقة ولم يتم توجيه أي كلمة لهم لأنهم عبروا عن رأيهم بحرية كاملة. وهذا يؤكد نزاهة الإنتخابات وحريتها. فنزاهة الإنتخابات وحرية التعبير هو في مقدار التجربة العملية في ممارسة الحق الإنتخابي وليس في الشعارات الجوفاء التي تطلقها دوائر المخابرات التابعة لدول الإستكبار العالمي.

فقد فاز السيد رئيسي بالرغم من كافة التدخلات الدولية والخليجية الوقحة لتشويه صورة إيران وصورته بشكل خاص عندما تولى رئاسة القضاء. وسأنقل لكم بعض العناوين:-

1-الإنتخابات الإيرانية.. صعوبات تصطدم بـ”رئيسي” وترقب لأمر “غير متوقع”.

نهى محمود – الحرة -دبي
17 يونيو 2021

2-المرأة في إيران.. لا مكان في انتخابات الرئاسة

13 يونيو 2021

رستم محمود – أربيل – سكاي نيوز عربية

رفضت السلطات الإيرانية أوراق 40 امرأة تقدمت للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المزعم إجراؤها في الـ18من الشهر الجاري. وجاء رفض أوراق هؤلاء المرشحات، رغم استيفاء الكثيرات منهن الشروط المطلوبة.

وقال خبراء إن رفض السلطات الإيرانية لترشح النساء يؤكد فكرة التهميش المطلق للنساء من قبل النواة الصلبة من النظام الحاكم في إيران.

وقوبل قرار مجلس صيانة الدستور باعتراض كبير من طرف المنظمات الحقوقية والنسائية الإيرانية الناشطة، داخل إيران وخارجه على حد سواء، التي توقعت ارتفاع مستوى مقاطعة النساء لهذه الانتخابات إلى مستويات قياسية.

٣- وأما أخطر الإتهامات فكانت من منظمة “هيومن رايتس واتش” التي قالت:- “إن فوز إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية في إيران، في 19 يونيو/حزيران 2021 في انتخابات رئاسية لم تكن حرة ولا نزيهة يثير مخاوف حقيقية بشأن حقوق الإنسان والمساءلة في البلاد”.

عملَ ابراهيم رئيسي فترة طويلة في الجهاز القضائي وكان عضوا في لجنة من أربعة أعضاء أمرت بإعدام آلاف السجناء السياسيين في 1988. أعلنت وزارة الداخلية فوزه بالرئاسة في 19 يونيو/حزيران بنسبة 62 % من الأصوات.

قال مايكل بَيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “مهدت السلطات الإيرانية الطريق لإبراهيم رئيسي ليصبح رئيسا بالقمع وانتخابات غير عادلة.

لقد أغضب ترشح السيد رئيسي مراكز الإستخبارات الأجنبية لأنه حكم على عملائهم بالحكم المتناسب مع جرائمهم حسب إعترافاتهم.
ومن الطبيعي ان لا يتم تقديم الورود لمن هاجم مرقد الإمام الخميني واستهدف الحرس الثوري والجيش في الأهواز خلال عرض عسكري. فلا تعطوا إيران الإسلام الدروس في الحقوق والأخلاق. وأما فوز السيد فقد أخرجهم عن توازنهم وباتو يلقون التهم دون اي دليل شرعي وقانوني. فمنظمة “هيومن رايتس واتش” أثبتت بانها مسيسة بإمتياز وغير نزيهة و غير عادلة. فانها لم تتحدث عن الإعدامات لسجناء الراي والمشاركين في المظاهرات السلمية في السعودية، وتناست الإعتقال الأدراي في فلسطين المحتلة. كما أنها تجاهلت نزع الجنسية من المعارضين في البحرين. ولم تدين الحصار المفروض على الشعب اليمني الذي دخل عامه السابع، كما لم تسلط الضوء على المعتقلين دون اي سبب في سجون الإماراتيين السرية في اليمن واللائحة تطول.

فعلى أمريكا ، بريطانيا والإتحاد الاوروبي أن يتعلموا من إيران العدالة، النزاهة، الحرية، السلمية، الرقي والحضارة وكيفية سير العملية الإنتخابية فيها.
إن إندفاع كافة أطياف مكونات الشعب الإيراني نحو صناديق الإقتراع وانتخابهم السيد رئيسي أسقط كافة مخططات أعداء إيران وسيبقى فوز السيد رئيسي شوكة دائمة في الحلق لكل المتآمرين.

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى