أحدث الأخبارشؤون آسيوية

على هامش الإنقلاب الفاشل مبس ومبز ليسا كيّسين

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

رب ضارة نافعة،وقد سلّم الله الأردن وقيادته الهاشمية من حقد الحاقدين وحسد الحاسدين ،وحماقات الصبية الذين إمتطاهم المقلوع ترمب،وباتوا يتدخلون في مصائر الدول والشعوب التي تخالفهم الرأي والمسيرة،ولكنهم وبسبب عدم كياستهم”الكيّس من إتعظ بغيره”،نجحوا في تسجيل رقم قياسي في الفشل بتحقيق أهدافهم غير المشروعة طبعا،وأصبحوا مهيئين لدخول كتاب غينيتس للأرقام القياسية.
نبدأ بالصبي مبس حامل ختم السعودية الذي يطمح لإعتلاء العرش بعد تغييب والده سلمان بطريقة أو بأخرى،ولكنه وبسبب غبائه وعقد النقص المتأصلة فيه ،إكتشف أنه لن يهنأ بالملك مادام هناك هاشمي عتيد هو جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وريث الهاشميين وعميدهم ،وحامل الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،ولذلك سوّلت له نفسه التخلص منه ،ظنا منه أن ذلك أمر سهل ،فكانت فضيحته بجلاجل ،ما إضطرةه لتبويس الأقدام قبل الأيادي.
أرسل هذا المعتوه 45 ضابط إستخبارات سعوديين تابعين له إلى الأردن بحجة انهم مستثمرون في مجال الهاي تك ،ولكن فرحتهم لم تكتمل ،إذ قامت الإستخبارات الملكية بمراقبتهم بعد شكوك حامت حول تحركاتهم الغبية،وتم التضييق عليهم ومن ثم إعتقالهم والتحقيق معهم ،وإعترفوا بمهتهم الحقيرة ،وزادوا أنهم ينسقون مع “كيس النجاسة”النتن ياهو الذي زودهم بأجندة الحركة اليومية لجلالة الملك،وأنهم قدموا إلى الأردن لإغتيال جلالته.
بعد إعتقالهم توسل الصبي مبس لكل من ترمب ومبز والسيسي وطلب منهم التوسط مع جلالة الملك كي يفرج عن ضباطه الفاشلين ولا يعدمهم،ووعد جلالته السيسي بالإفراج عنهم شرط توقيع مبس تعهدا خطيا بعدم تكرار فعلته الخسيسة،وفي اليوم التالي تسلم جلالته التعهد ،وسلّم فرقة الإغتيال السعودية إلى المخابرات المصرية،ولكن الصبي يبقى صبيا ولا يتعلم من أخطائه.
ولأن الصبيان عادة يفتقدون للكياسة ويقعون في شر أعمالهم على الدوام في حال عدم وجود من يراقبهم ويدلهم على الطريق الصحيح،فإنهم يقعون في شر أعمالهم،وتتم معاقبتهم بالضرب أو بالحرمان أو بالحجز في الحمام في أسوأ الأحوال،وهذا ما ينطبق على الصبي مبس الذي لم يتعلم من أخطائه ،ولحس تعهده للسيسي بأنه لن يتآمر مرة أخرى على جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،إذ عقد إتفاقا مع الأمير حمزة بن الحسين ،كي ينقلب على أخيه جلالة الملك ،وكان مهندس المؤامرة والمشرف على تمثيلها هو إبن بائعة الهوى في تل أبيب “زلخا نيسان” الذي جاءنا ذات يوم “عيّلا” وصنعنا منه هرما وهو باسم عوض الله بطبيعة الحال.
قضى الإتفاق بين الأمير حمزة والبايق مبس بأن يقوم الأول بالإنقلاب على أخيه الملك لضمان ولاء الأردن للسعودية،وإيصال حمزة للحكم من خلال الدعم السعودي- الإماراتي -الإسرائيلي بطبيعة الحال،وتم تكليف الأمير حمزة بالقيام بزيارات للقبائل الأردنية ولقاء شيوخها الذين نعتز بهم ونفتخر ،وكذلك لقاء كبار المسؤولين السابقين لضمان نجاح الإنقلاب ،والغريب في الأمر أن توقيت الإنقلاب كان مقررا بعد تولي مبس العرش في السعودية،ولكن الخطة تغيرت لسبب أو لآخر وجرى تنفيذها قبل أيام وكان مصيرها الفشل.
كاد المريب أن يقول خذوني،ولكن الصبي مبس تعدى الحالة وقال بالفم المليان : خذوني،إذ تصنّع الحزن على الأردن بعد ثبوت فشل الإنقلاب الذي قام هو نفسه بهندسته،وأبرق لجلالة الملك شخصيا مؤيدا وداعما ،وقد قلت في نفس اللحظة أن هذا التأييد كاذب وهو هروب إلى الأمام،كما وأرسل وزير خارجيته إلى الأردن ،وقال للمسؤولين الأردنيين انه لن يغادر الأردن إلا بصحبة الجاسوس عوض الله،لكن القرار الأردني كان صفعة لهم ،لأن أحدا حصيفا لن يفرط بكنز وقع عليه في ظرف صعب،وعندها بعث مبس رسالة لجلالة الملك يقول فيها :إما عوض الله أو يجوع الأردن،دون أن يعلم ان الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها.
منذ تولي الصبي مبس ولاية العهد في السعودية تمهيدا لحكم القدر الذي ننتظره قريبا ،والسعودية هدفا لإتهامات الجميع بأنها تدعم وتموّل الإرهاب هنا وهناك،فها هي الدنمارك بعد اليمن والأردن ،تتهم السعودية بتمويل جماعات إرهابية في الدنمارك،برعاية مبس طبعا ،وكذلك تمويل الإرهاب في إيران من خلال تمويل ناشطين أحوازيين ،وسيمثل هؤلاء يوم 29 نيسان هذا الشهر أمام المحكمة الدنماركية لمحاكمتهم بسبب تورطهم مع مبس وهم يقيمون فوق الأراضي الدنماركية.
هناك جملة اتهامات يمنية للسعودية بأنها ضالعة بتمويل الإرهاب في اليمن ،ولها سجون سرية في الأراضي اليمنية،كما إنها تمارس ضغوطات هائلة على الحكومة اليمنية والمدعي العام اليمني،وتخفي مع الإمارات العشرات من الناشطين وتعذبهم في تلك السجون بعد إعتقالهم تعسفيا ..سجن الطين نموذجا،ناهيك عن أن السعودية والإمارات يقبعان تحت أنظار العالم لدعمهما الإرهاب في العالم.
يعيش الصبي مبس هذه الأيام رعبا ما بعده رعب ،بسبب إستمرار إعتقال السلطات الأردنية للجاسوس عوض الله ،خشية الإدلاء بإعترافات تدين مبس ،وقد فعل،ولهذا دفع مبس للأردن 3 مليارات دولار ثمنا لعوض الله ،وهناك من يقول أن مبس سيدفع 10 مليارات دولار نظير الإفراج عن الجاسوس عوض الله،وحقيقة الأمر أن الصبي مبس في ورطة كبيرة ربما لن يخرج منها بأعلى الأثمان،فها هو الرئيس بايدن بنفسه يزلزل مبس ويتهمه بالعمل على زعزعة الأمن والإستقرار في الأردن ،وكذلك صبيه المقرب منه سعود القحطاني يعترف بدور مبس في إنقلاب الأردن الفاشل،حتى أن مستدمرة إسرائيل نفسها إتهمت السعودية والإمارات بتدبير إنقلاب الأردن الفاشل.
الذكاء الأردني قطع الطريق على مبس بإطلاع الأمريكان على مجريات التحقيق بخصوص تورط ودور مبس في الموضوع ،الأمر الذي أدى إلى تعنيف مبس من قبل البيت الأبيض،والحبل على الجرار نتيجة الجهل المطبق الذي يتمتع به الصبي مبس وزبانيته ،ولطبيعة الأردنيين قيادة وشعبا،ولا نغالي إن قلنا أن قرار القيادة الأردنية بعدم التعاطي مع معطيات مرحلة المقلوع المقاول ترمب ،هو الذي وضع الصبيين مبس ومبز في سلسلة ورطات وسنوات من الخيبة والفشل ،إذ أنهما إنخرطا في درك التهالك ظنا منهما أنهما سينجحا في تنفيذ صفقة القرن خدمة للصهيونية العالمية ،ولهذا عملا جادين على تجريد الأردن من الوصاية الهاشمية ،ولذلك أرسل صبي الإمارات مبز رسالة إلى جلالة الملك يقول فيها :إما القدس أو مغادرة الحكم،وربما إمتلك هذا الصبي بعض العذر لأنه يجهل طبيعة التخاطب مع الملوك ،ويتحرك بغريزته السفلية ،بهدف إرضاء “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،وهذا ما يفسر تهالك الصبي مبز على التدخل هنا وهناك للتغيير من أجل تلبية المصالح الصهيونية ،ولكن الفشل حليفه رغم بذخه الشيطاني كون أحدا من حكام الإمارات يتصدى له سوى الشيخ سلطان القاسمي،ولن نغفر طبعا تورط سفارة الإمارات في الإنقلاب ،وقد تم إلقاء القبض على السفير الإماراتي وهو في طريق الهرب إلى مستدمرة إسرائيل الخزرية،وقد قامت القوات الأردنية بفرض حصار شامل على سفارة الإمارات للمطالبة بالمتورطين في الإنقلاب الفاشل الذين لجأوا إليها.
التحقيق لما ينتهي بعد ،وسيستمر الأردن في تقديم المفاجأة تلو الأخرى للرأي العالمي والصفعة تلو الأخرى للمتآمرين الذين قبلوا أن يكونوس “شسعا” في نعل النتن ياهو،وسنجد أنفسنا يوما ،أمام جبل من الإعترافات بتورط الصبيين مبس ومبز والنتن ياهو وزبانيتهم في الداخل بغض النظر عن ألقابهم وحسبهم ونسبهم،لأننا أمام قضية وطن بعيدا عن الخلافات العائلية،وعندها لات ينفع الندم.
أختم بنداء لأهلنا في القبائل والعشائر جنود القدس المنتظرين المرابطين في أرض الحشد،ولكبار المسؤولين الأردنيين السابقين ،ألا يلوثوا أنفسهم وتاريخهم الناصع شرفا ونخوة، بالسير في ركاب المتآمرين على الأردن،فهؤلاء المتآمرون أوهى من خيوط العنكبوت ،وفيهم من الغباء ما تنوء عن حمله الجبال،وسقوطهم بات قريبا ،فها هو مبس يموء تحت ضربات الحوثي وإيران وتململ شعبه وتآمر مبز عليه وعدم رضا بايدن على نهجه ،في حين أن الصبي مبز لا يختلف في وضعه عن وضع مبس،فكلاهما إلى زوال إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى