أحدث الأخبارالعراق

على هامش المفاوضات مع أمريكا القفاز الناعم للقبضة الخشنة

مجلة تحليلات العصر الدولية

– هل نحن شعب يفهم في الميكانيك (الديبلوماسي)
– مستويات العلاقة بين الدول
– نحن قلقون على أصدقائنا / الشعب الأمريكي
– أوراق قوتنا ونقاط قوتهم .

العلاقات بين الدول ، تقع ضمن مستويات ثلاثة ،لكل منها حيثياته ومعطياته – وهي :
– 1: المصالح المشتركة ،وهي الأفضل من نوعها والأكثر شيوعاً في العلاقات ببين الدول ، فلكل دولة مصالح عليا ، تكون بمثابة البوصلة التي تحدد الاتجاه والجدوى من تلك هذه العلاقة أو تلك ، وتحكم الحركة السياسية والديبلوماسية في الدولة المعنية ،ومعياراً لها. -2: الردع المتبادل ، من طبيعة المصالح ان كل طرف يسعى أن يستفيد منها أكثر من الطرف المقابل ، وبالتالي يحاول جعل المصالح المشتركة ،نفوذاً سياسياً او اقتصادياً أو اميتازات على الطرف الآخر ، ولكي تستقيم الأمور وفق القاعدة الأولى (المصالح المشتركة ) ينبغي ان يمتلك كل طرف ،قدرة من (الردع) للطرف الآخر ، ولا يعني ان الردع ينبغي ان يكون عسكريا بالضرورة ، بل قد يكون أعلامياً أو سياسياً أو دينياً أو اقتصادياً أو أية عوامل اخرى ، تجعل الطرف المقابل ليس مطلق اليدين .
– 3 : التبعية ،وهي أسوأ انواع العلاقات وأكثرها أذى يلحقه الطرف المتبوع بالطرف التابع ،وهذه نادرة الحصول الا في حال فقدت مصادر صنع القرار في البلد التابع ،قدرتها على فهم السياسة باعتبارها (حساب المحتملات وصنع الممكنات ).
العلاقة مع أمريكا ، تقع بين مستويين : العراق يريدها مصالح مشتركة ، وأمريكا تريدها تبعية كاملة .
وسائل الردع لدى أمريكا ،كثيرة ومتنوعة ، يأتي أبرزها العسكري / الاقتصادي / الاعلامي ، لكنها تفتقد القوة القانونية بالمفهوم الدولي ،لذا تريد انتزاعها من العراق ،ليكون ماتفعله مؤطراً باتفاقية موافق عليها ،وضع العراق ضمن جدول العقوبات ،سيبقى سلاح ترفعه أمريكا بوجه كل من يعارضها .
فما هي وسائل الردع لدى العراق ؟
يمتلك العراق مجموعة من الأوراق يمكنه استثمارها أذ احسن ادارتها منها :
1- الجغرافيا – فهذه الجغرافيا الموغلة في التاريخ الحضاري ، يمكن تفعليها في إدانة الاساءة اليها واظهار ما تفعله أمريكا في اذلال هذا الشعب العريق الذي قدم للإنسانية والحضارة الكثير ، وهنا ينبغي القيام بحملة اعلامية /ثقافية منظمة ومكثفة اقليما وعالمياً ،بسلسلة من النشاطات والبيانات والمظاهرات والندوات .
2- المناورات السياسية ،التي تقتضي التلويح بالاستغناء عن العلاقة مع أمريكا ،والاستعاضة عنها بدول أخرى ، كذلك استخدام لغة ناعمة من مثل ابداء القلق على مايحصل في أمريكا من ممارسات عنصرية والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية ،كنوع من الرد على التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية للعراق.
3- موقف المرجعية الدينية وما يمكن أن تشكله من جانب معنوي وقدرة على حشد العراقيين باتجاه معين .
4- أما العمليات العسكرية ، فهي آخر ما يمكن اللجوء اليها ، وبعد تمهيد سياسي /قانوني بإعلان رسمي عن عدم شرعية الوجود الأمريكي ، والامتناع عن توقيع اتفاقية لاتستجيب للمصالح المشتركة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى