أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

على هامش لقاء المالكي والبارزاني ..

مجلة تحليلات العصر الدولية - أياد السماوي

قبل أن أبدأ حديثي عن لقاء الأمس الذي جمع قمّتين سياسيتين كبيرتين على الساحة السياسية العراقية , أودّ أن أقول أنّ لقاء الزعامات الكبيرة له لون وطعم مختلفين تماما عن أي لقاء آخر .. ولا شّك أنّ لقاء الأمس الذي جمع وفدي الإطار التنسيقي برئاسة نوري المالكي والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني في أربيل يختلف عن كلّ اللقاءات التي جمعت السيد البارزاني مع الأطراف السياسية الأخرى , أهميّة هذا اللقاء ليس لأنّه جمع زعيمين سياسيين كبيرين فحسب , بل لأنّ هذا اللقاء الهام قد جاء في الزمان والمكان الصحيحين , ليبحث في أكبر أزمة سياسية تشهدها العملية السياسية بعد سقوط النظام الديكتاتوري والتي تسببت بها الانتخابات الحالية وما رافقها من عمليات تزوير كبرى جرت بشكل ممنهج ومخطط له مسبقا من قبل أطراف دولية وإقليمية ومحلية ..

ولعلّ أهم ما تمّخض عنه هذا الاجتماع الهام هو أنّه حسم بشكل قاطع موضوع تشكيل الحكومة القادمة باتجاه التوافق على إدارة الدولة في المرحلة القادمة وتشكيل حكومة توافقية قادرة على مواجهة التحديات وتخّطي هذه الازمة السياسية بما يحقق الاستقرار والأمن وتقديم الخدمات ومواجهة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة .. كذلك حسم موضوع إلغاء نتائج الانتخابات بالكامل , والسير باتجاه الاستمرار بالخطوات القانونية في الاعتراض على نتائج الانتخابات , ومتابعة الدعوى المقدّمة أمام المحكمة الاتحادية العليا واحترام رأي القضاء .. بمعنى أنّ هذا الاجتماع قد أنهى تماما الدعوات إلى تشكيل حكومة الأغلبية .. فحكومة الأغلبية السياسية صحيحة بشرطها وشروطها , أي عندما تكون الانتخابات غير مزوّرة وتعبّر عن إرادة الشعب في اختيار ممثليه في مجلس النواب , أمّا عندما تكون هذه الانتخابات هي مؤامرة دولية وإقليمية ومحلية يراد منها تمكين طرف سياسي لينفرد بتشكيل حكومة وفق أجندات أمريكية وسعودية وأماراتية .. فهذه الحكومة لا علاقة لها بموضوع الأغلبية السياسية التي تمّثل جوهر النظام الديمقراطي , وإنّما هي مؤامرة على العراق وشعبه ونظامه السياسي القائم .. واقولها جازما أنّ لقاء الزعيمان المالكي والبارزاني قد قوّض هذه المؤامرة التي توّرطت بها حكومة العميل مصطفى الكاظمي بالتواطئ مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدّة في العراق ( بلاسخارت ) , وأنهى حلم الانفراد بتشكيل حكومة الكصكوصة .. ومن يريد أن يذهب من تلقاء نفسه إلى المعارضة فهذا شأنه , وإن كنت اعتقد جازما أنّ شعار الذهاب إلى المعارضة ليس سوى كلام فارغ لا يمّت للحقيقة بصلة من بعيد أو قريب ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى