أحدث الأخبارالعراق

عمليات سنجار .. بعيدة عن المصلحة العراقية الوطنية

_إياد الإمارة_
٢ آيار ٢٠٢٢

ينفذ الجيش العراقي عمليات غير مسبوقة ضد قوات “اليبشة” التركية الكردية في قضاء سنجار في إجراء غير محسوب العواقب ولا يمثل رغبة عراقية وطنية خالصة بقدر ما يمثل مصلحة تركية/كردية “برزانية” على وجه التحديد، إذ الحملة لا تستهدف “اليبشة” فقط بقدر ما تستهدف قوات إيزدية تتحصن في سنجار دفاعاً عن الإيزديين والسنجاريين بصورة عامة أمام هجمات زمرة داعش الإرهابية التي قمعت هذه الأقلية وعرضتها لأبشع أساليب الإضطهاد والتصفية ..
“البيشة” شكل حاجز الصد الأول ضد الهجمات الإرهابية التكفيرية الصهيوأمريكية الداعشية ثم مهد لدخول قوات الحشد الشعبي المقدس الذي كان له الدور الأبرز في صد عدوان داعش وتحرير مدينة الموصل من براثن الإرهاب الداعشي ..
وتشكل قوة السنجاريين الآن ظهيراً قوياً لحماية سنجار ومناطق أخرى في المدينة خصوصا مناطق يسكنها الشيعة وهي عرضة لتهديدات داعش الإرهابية المستمرة.


الحملة تستهدف إفراغ سنجار من قوتها الحقيقية تمهيداً لإلحاقها ومناطق أخرى بكردستان الكبرى وإن كانت لا تنتمي لها لكن الرغبة البرزانية ملحة بأن تُلحق هذه المناطق بالإقليم وحكومة السيد مصطفى الكاظمي لا تُمانع في ذلك بل إن الدلائل تشير إلى قيام هذه الحكومة “منتهية الصلاحيات” بمنح تسهيلات كبرى لحكومة الإقليم لكي تُلحِق اراضي بالإقليم هي ليست من الإقليم وتسهيلات أخرى متعلقة بالميزانيات وتصدير النفط وقضايا أخرى علمها عند طبقة سياسية عراقية أبعد ما تكون عن المصلحة العراقية!
حملة الإلحاق غير الشرعية لأراضي عراقية للإقليم “العراقي” لن تتوقف عند سنجار فقط بل ستمتد إلى أراض أخرى وسترتفع معها أرقام قائمة المطالب الكردية “البرزانية” التي لن تعود بالفائدة على الشعب الكردي ولن تكون ضامناً لسيطرة برزانية طويلة الأمد ستنتهي ذات يوم هو ليس ببعيد البتة.

لا أدري لماذا تفكر اغلب الطبقة السياسية العراقية بطريقة وقتية محدودة جداً لا يكاد مداها يصل إلى يوم قادم آخر إذ لا يوجد لدى “أغلبهم” بعد نظر يمتد لتغطية مصلحة عراقية وطنية حقيقية ويكاد أن يكون واقع الحال هذا صفة مشتركة بين كل ساسة العراق من مختلف المكونات الشيعة والسنة والأكراد ولا نستثني من ذلك إلا قلة قليلة جداً تكاد تكون غريبة على المشهد السياسي العراقي الحالي!
وطريقة التفكير هذه هي أس المشكلة العراقية المزمنة التي بدأت بداية ثورة الأشرم العقدي عبد الكريم قاسم عام (١٩٥٨) ولا تزال قائمة إلى يومنا هذا بل نراها تتفاقم لكي تصل بنا إلى هذه الأوضاع السيئة للغاية ..


لينظر هؤلاء الساسة إلى طريقة حياة النمل أو طريقة حياة الإنسان البدائي الأولى وكيف تخطط فيها النملة والإنسان البدائي إلى المستقبل وتقلبات المناخ وظروف الحياة معها وماذا يتطلب ذلك من وضع استراتيجيات تتخطى العراقيل وتتجاوز الصعاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى