أحدث الأخبارفلسطين

عملية تل أبيب.. وسقوط الأقنعة/ د. سامي ناصر خليفة

د. سامي ناصر خليفة

مقاوم فلسطيني واحد، وبجهد وشجاعة المجاهدين الأبطال يقتحم وكر من أوكار الصهاينة ويسقط عدد كبير منهم بين قتيل وجريح، ليوقف كل دولة العدو -حكومة وشعبا- على رجل واحدة، خوفا وهلعا وقلقا وتخبطا وفوضى، خاصة وأن العملية تمت في تل أبيب التي تعد من أهم الأوكار “الآمنة” في نظرهم.

عملية بطولية قلبت الموازين وكشفت عورة المحتلين، وأصابت أسهم رسائلها الواضحة الناصعة الجلية قلب مؤامرات الأعداء لتوجعها، وضمائر الشعوب العربية والمسلمة لتوقضها. بل وخلطت أوراق العدو وأنهت تفوقه، واستعادة معادلة توازن الرعب الأمني في كل أنحاء مدن ومستوطنات العدو، ورسخت مقولة أن هذا الكيان الغاصب هو أوهن من بيت العنكبوت.

أسقطت العملية أيضا أسطورة الدولة الصهيونية الآمنة والمستقرة، وأثبتت ارتباك واضطراب وتوتر حكومتها وجيشها، وأثبتت فشل مخططاتها الوقائية في حماية جمهورها من الصهاينة المحتلين، وأسقطت أيضا نظرية التهويل الدعائي للمنظومة الأمنية التي بانت هشاشتها وضعفها وهوانها.

وأثبتت كذلك أن الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم، وما العملية البطولية إلا حلقة من سلسلة أعمال جهادية تدل قطعا على أن خيار المقاومة هو الطريق الأوحد لإنهاء الاحتلال الصهيوني وتحرير كامل الأراضي الفلسطينية.

إنها رسالة انتقام لشهداء جنين والنقب وأم الفحم، واقتحامات المسجد الأقصى، ومصادرة بيوت الأهالي في باب العمود، والرازحين في السجون ظلما، وحصار غزة، وبناء المستوطنات… وغيرها.

وهي رسالة إلى المطبعين الذين أضاعوا بوصلة الحق وتعاونوا مع الباطل، تثبت لهم أن خيار ما يسمى بالسلام مع هذا العدو طريقه مسدود ومساره غير محمود واتجاهه مبهم، وأن خيارهم بالتحالف مع الصهاينة هو كمن يبحث عن سراب ويعيش الوهم بكل ما تعني الكلمة من معنى. وآن الأوان ليرفع هؤلاء أيديهم عن فلسطين، وليتركوا القضية لأصحابها ولأهلها.

ومع فرحة الشعب الفلسطيني الصامد وارتفاع معنوياته بنزوله الشوارع مستبشرا ومبتهجا، جاء الوقت لسحب البساط من السلطة الفلسطينية والقوى الحليفة لها التي تبحث عن وهم التسوية السلمية مع الصهاينة، والتوجه إلى تعزيز جبهة المقاومة والممانعة خيارا أوحدا لتحرير فلسطين وتطهيرها من دنس المحتل الصهيوني الغاصب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى