أحدث الأخبارالسودانشؤون آسيويةشمال أفريقيامصرمغرب

عندما تصبح الشعوب محكومَة بالحديد والنار من الأنظِمَة الدكتاتورية

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار

🔰 لا بُد إلَّا وأن تدفع تلك الأنظمة الثمن،
ولا ندري إذا كانت ألتي خانتهم خيانتهم،
أم أن أميركا هي ألتي كشفتهم،
أم أنَّ إسرائيل هيَ ألتي قَرَّرَت أن ترسم نهايتهم؟
*مَن هُم؟
**مصر، الأردُن، السودان، المغرب، ومآ يُسَمَّىَ بِدُوَل الخليج العربي،
يبدو أنَّ هؤلاء وقعوا في واحدة من ثلاث أسلفت ذكرَهُم أعلاه وفي كِلا الحالات فإن أنظمتهم قد وقعت في شر أعمالها وخيانتها لأوطانها التي تحكمها وتحكم شعوبها ألتي إئتمنتها على مستقبلها ومقدراتها بالحديد والنار والكذب والنفاق السياسي،

**جمهورية مصر العربية أم أل 90 مليون نسمَة والتي كنا نسميها {أم الدنيا} أكبر دولة عربية هيَ أكبَر مثال على ذلك.
رئيسها الراحل أنور السادات الذي وقَّعَ مع العدو الصهيوني إتفاقية كامب دايفيد وسلَّم سيادة جزء من مصر [لإسرائيل] وإلى الأبَد، وسلَّمَ سياسة مصر إلى الإستخبارات الأميركية وجعل البلاد والعباد وكل المقدرات المصرية بيَد ضابط مخابرات أميركي، خرجَ له رجلٌ واحد من الشعب كانَ أقوَىَ منه ووضَعَ حداً لحياته، **أما خلفه حسني مبارك الذي كان طيلة ثلاثين عام عبداً للصهيونية ورغم وعود أمريكا لمصر بالسمن والعسل والإزدهار والرفاهية، إلَّا أنها إزدادت فقراً وتكدست ديونها التي كانت قبل توقيع كامب دايفيد واحد مليار 1،3 مليون دولار إلى ما يزيد عن 120 مليار دولار في العام 2020.
**هذا النموذج المصري الذي نستفيض بالشرح عنه هو غيض من فيض ما ستصل إليه الدوَل العربية المُطَبِّعَة وعلى رأسهم المغرب والسعودية والإمارات،

**وفي العودة إلى الشأن المصري نسأل بعد مقتل أنور السادات أين هو اليوم حسني مبارك العميل، وأين هو محمد مرسي الإخونجي الذي خاطبَ رئيس الكيان الصهيوني بعبارة يا أخي العزيز أين هُم اليوم؟
**أين هي مكانة مصر عربياً ودولياً وإقتصادياً؟
**والآتي أعظم.
**ومن أجل أن تكتمل حكاية التدمير الممنهج لأكبر وأقوَىَ دولة عربية،
**قدمَت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل دعماً مادياً لأثيوبيا قيمته أربعة مليارات دولار أميركي من أجل بناء سَد النهضة المائي على مجرى نهر النيل الأزرق الذي ينبع من أراضيها ويتسع لخمسة عشرة مليار متر مكعب من الماء ويحتاج الى 15 سنة ليمتلئ، الأمر الذي حَرَم مصر والسودان أكثر من ثلثَي حصتهم من المياه مما تسبب بأنخفاض منسوب مجرى النهر وحرمان ما يقارب خمسة وعشرين مليون سوداني ومصري من العيش أو التضور جوعاً أو ترك قراهم ومناطقهم التي كانوا يعتاشون فيها على طول جانبي مجرى النهر معتمدين على الزراعة وصيد الأسماك بعد انخفاض منسوب المياه والتوجه نحو المدُن الكُبَرَى مما سيتسبب بضغط سكاني وإجتماعي لا حول ولا قوة للحكومتين السودانية والمصرية فيه،
ناهيكَ عن الأزمة السياسية التي تسبب بها بناء السد بتحريض إسرائيلي ودعم أمريكي، ووصول الدول الثلاث الى شفير الحرب العسكرية،
**هكذا تكافئ أميركا وإسرائيل اللذين خانوا اوطانهم وتعاملوا معهم ضدها بدل أن تحافظ عليهم لكنهم لأنهم من وجهَة نظرها خَونَة لأوطانهم لذلك لا يُأتَمَنون،
فَمَن يخون وطنه لا يؤتَمَن على كيانهم المصطنع إسرائيل.
*القصة لَم تنتهي هنا؟

**قناة السوَيس ألتي تمر منها كافة السُفُن المتجهة الى البحر المتوسط والتي تدُر على مصر سنوياً ما يقارب ال 11 مليار دولار، كانت منذ أيام عُرضَة لحادثة غريبة لَم تسبق إن حصلت بها من قبل حيث جنحت بشكل عرضي على مساحة جناحي القناة سفينة عملاقة تحمل مئات الحاويات وكادت تنقلب حيث أقفلَ المجرى المائي بشكل نهائي وتراكمت السفن في البحر الأحمر خارج القناة وبداخلها من دون أن يجزم أحد أذا كان الأمر مدبر أم عَرَضي؟

** لكن ما نعرفه من معلومات منذ اكثر من سنتين وتم نشره منذ شهرين ومن ثم عادوا للتداول فيه هذه الأيام بكثرَة يشير إلى أن حادث جنوح حاملة الحاويات ليس عرضياً إنما وبكل تأكيد هو عمل صهيوني مدبَر بحنكة وذكاء وتعود أسبابه إلى خطة إسرائيلية قديمة لشق قناة مائية منافسة لقناة السويس من البحر الأحمر إلى المتوسط بعدما تنازلت مصر عن جزيرَتَي تيران وسنافير للسعودية التي بدورها قدمتهما لإسرائيل،
المخطط الإسرائيلي يقضي بشق قناتين مجاورتين واحدة للذهاب والثانية للعودة بعرض مئَتَي متر لكل واحدة حسبما ورد في التقرير بحيث تتسع لمرور أكبر سفينة أو حاملة حاويات في العالم من دون الإنتظار مدة اسبوع للمرور في طريق العودة بتكلفة 16 مليار دولار حسبما أشاروا حيث ستكون القناة الثانية المجاورة لها جاهزة لمرور السفن إياباً إلى البحر الأحمر،
فإن إسرائيل ستستفيد بما يزيد عن 6 مليار دولار من القناتين سنوياً وستحرِم مصر من ما يزيد عن 7 مليار دولار في كل عام.
** إذاً هذا هو مصير أي نظام يبيع وطنه وأمَّتهُ وشعبه بمنصب أو حفنة من المال فسيكون مصيره السجن او النفي او الموت قتلاً وتفتيت بلاده ودَوس سيادتها والسيطرة عليها.
الذي وقَعَت به مصر وقعَ به جميع مَن طَبَّعوا وسيلقون نفس الحتف والمصير لطالما أن الشعوب نائمة وخانعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى