العراق

عندما يقوم سفير أمريكا بتهديد شخصيات عراقية بمثل هذه الصلافة وقلة الأدب .. “يعني وين واصلين؟!”

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: إياد الإمارة/ البصرة

لقد تأكدت رسالة التهديد الأمريكية التي نقلها السفير الأمريكي في العراق إلى السيد نوري المالكي على إعتباره معارضاً لتكليف السيد مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء بكابينة وزارية لا تلبي طموحات العراقيين في هذه المرحلة الصعبة بعد طريقة إختيار وزراء غير مناسبة لوزراء غير مناسبين. الرسالة الأمريكية التهديدية للسيد المالكي قمة في الصلافة وقلة الأدب وعلى الجميع وليس المالكي وحده الرد على هذه الرسالة بما يناسبها لأن الجميع معني ومقصود بها.
ولا غرابة أن يتصرف الأمريكان بهذه الطريقة العدوانية الهمجية بعيداً عن أسلوب الدولة وبطريقة العصابات الإجرامية الخارجة عن القانون، إذ ان امريكا بكل إداراتها عبارة عن عصابات إجرامية تقوم بالكثير من عمليات الإرهاب والقتل والنهب والسرقة.
وهنا يجب علينا السؤال ما هو الموقف المطلوب بعد هذه الرسالة، الموقف المطلوب من قبل السيد الكاظمي أو من قبل كل القوى السياسية العراقية الوطنية؟
هل يرضخوا إلى التهديدات الأمريكية إلى هذا المستوى المذل؟
هل يقبلوا أن يهانوا أمام شعبهم بهذه الطريقة البشعة وإلى مستوى خرج عن حدود المألوف؟
هل أدركوا أن الدائرة التي تحيط بأحدهم ستدور عليهم جميعاً بلا إستثناء؟
هل يرتضي أي سياسي في هذا البلد أن يكتب قبل إسمه العميل الخانع فلان الفلاني الذي باع بلده بلا مقابل؟
لم يبن صرحاً، لم يعبد شارعاً، لم يقم بأي عمل يحسب له يخفف عنه وجع الإهانة “عميل” التي ستلازمه حتى بعد موته وتحوله إلى سطر في تاريخ أسود!
عند تأكدي من رسالة التهديد الوقحة التي وجهها الإرهابي الأمريكي من وكره في بغداد توقفت قليلاً عن الكتابة في هذا الموضوع بالذات على أمل أن ارى بيانات إستنكار أو تنديد أو شجب من قبل كل العراقيين على هذه الرسالة، كنت اتوقع إن حماس المتظاهرين وغيرهم من اهل السياسة والدين والعشائر سيتقد لا دفاعاً عن السيد المالكي فقط بل ليعلنوا رفضهم للوقاحة الأمريكية التي تجاوزت كل الحدود ويجب لجمها وإن كنا نلعب في الوقت بدل الضائع لكن هذا لا يمنع من تسجيل المواقف التي يجب أن تتخذ في مثل هذه الحالات!
للأسف كل هذا لم يحدث ولعل البعض -وعلى الطريقة العراقية- يختل شامتاً متشفياً بالسيد المالكي، لأنه يعتقد أن السيد المالكي في هذه الأوقات ترتعد فرائصه من هذه الرسالة! وبالتالي فهو يفكر بالفرار إلى جهة سوف تعلن عنها صفحات مواقع التواصل الإجتماعي التابعة للجيوش الألكترونية التي تملأ الفضاء الإفتراضي جبناً وعارا ولا تملك قدرة الحضور الواقعي في ثغور المواجهة الحقيقية!

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية حول هذا المقال:

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى