أحدث الأخبارشؤون امريكية

عنصرية ترامب تحرق أمريكا

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: نبيل مقدم

رافق وصول الرئيس دونالد ترامب لمنصب الرئاسة خطاب عنصري كان اولوية في اجندته واجندة مسؤولي ادارته ، وهي التي مهدت لهذه الأحداث ، التي تشهدها اميركا اليوم. وهي اعادت فتح ملف التمييز العنصري وألأضطهاد الذي يتعرض له ألأميركيون من اصول إفريقية .
الرئيس ترامب و مسؤولو ادارته هم المسؤولين عن نظرية سيادة الرجل ألأبيض ، و تكريس مفاهيم التمييز العنصري . ان تراكم ألأحداث العنصرية ضد ألأميركيين السود و الملونين، وتداعيات ألأزمات ألأقتصادية و المالية و الصحية ، بالأضافة الي انعكاسات وباء كورونا علي فقراء اميركا من ألأفارقة والمكسيكيين و الملونيين من ابناء دول اسيا و اميركا الجنوبية والدول العربية الذين يلقون حتفهم بمعدلات هي ألأعلى بين مكونات المجتمع ألأميركي . هذه ألأحداث هي وراء اتساع انتفاضة الشعوب ألأميركية . النظام السياسي ألأميركي الذي يقوم علي مأسسة العنصرية والعنف ، هو المسؤول عن ما تشهده الولايات المتحدة ألأميركية من ثورة ضد العنصرية ، التي قد تتحول حربآ اهلية في المدن ألأميركية .

فعلى إيقاع ألأنتفاضة الشعبية ضد التمييز العنصري والرئيس ترامب و ادارته ونتائجها ، يبدو ان ثمة امور كثيرة قد تتغير قريبا فمن راهن طويلا علي الولايات المتحدة ألأميركية سواء من أوروبيين و الكيان الصهيوني و انظمة عربية ملوكا و امراء و رؤوساء قد يجدون انفسهم قربيا مضطرين ان يراجعوا حساباتهم ، لأن الحامي و الراعي وصاحب القوة اصبح في دائرة الأزمات وعدم التوازن و السياق ألأنحداري لقوته . والسؤال هنا :
هل الحلم الأمريكي إلى ذبول
وهل النفوذ الأمريكي إلى أفول؟
من واكب صور الحرائق في مدن أمريكية احتجاجاً على جريمة قتل ارتكبها ضابط شرطة أمريكي بحق مواطن من لون آخر، يدرك مجدداً حجم المخاطر التي تواجه المجتمع الأمريكي في السنوات الأخيرة، تؤكّد أن “الحلم الأمريكي” إلى ذبول.. والنفود الأمريكي إلى أفول.
لقد كانت البحبوحة التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية على مدى عقود هي السبب الذي وحد الأمريكيين حول ما كان يسمونه “بالحلم الأمريكي”.
واليوم، وبعد أن بدأت الأزمات الاقتصادية والمالية والصحية تتوالى على المجتمع الأمريكي، بدأت البحبوحة تجف والحلم يذبل.. والانقسامات والصراعات تشتد..
فهل تتوفر لأكبر دولة في العالم قيادة قادرة على إخراج بلادها من آتون الأزمات المتتالية.. أم أن مصيراً بمشابهاً لمصير الإمبراطوريات الكبرى. بات يتهدد هذه الإمبراطورية؟..
وحين يقول هنري بولسن وزير مالية الولاية الثانية لجورج بوش:” أن المشكلة في الولايات المتحدة ليس في الصين كما يقول ترامب، وإنما في الداخل،” فهو يحذر من مغامرات غير محسوبة قد يلجأ إليها ترامب للخروج من مأزقه المتعاظم، فيعجل في تدمير دور بلاده ومكانتها ونفوذها في العالم..
وهل يدرك الذين ما زالوا يراهنون على “القوة الأمريكية التي لا تقهر” ضرورة مراجعة حساباتهم كي لا يغرقوا هم أيضاً بالطوفان الأمريكي..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى