أحدث الأخبارفلسطين

عن غرف التنسيق الأمنية أو السياسية أو الوطنية

الغرفة الأمنية لمحور المقاومة التي كشف عنها برنامج ما خفي أعظم “قلب المعادلة” قبل يومين، للمبدع تامر المسحال عبر الجزيرة، وانطلاقا من أن فلسطين للجميع وليس لفصيل او تنظيم او توجه ايديلوجيا او دين، وأن الدفاع عن طهر القدس أمانة في رقبة الجميع بكل ما تعني الكلمة من معنى، تفتح الباب للتساؤل عن:
إمكانية انشاء غرف فلسطينية للتنسيق، سمها أمنية او عسكرية او سياسية او وطنية، أياً كان، تستهدف ضم كل الساحات وجميع الفصائل والتنظيمات وحتى المجموعات المسلحة ولا تستثني أحد، فمهما اختلفنا في السياسة ستبقى غرف التنسيق والتعاون الفلسطيني الفلسطيني أولوية وطنية، لا يتخلف عنها إلا جاهل.

تخيلوا لو أن هذه الغرف للتنسيق الفلسطيني الفلسطيني موجودة في يوم عصيب كاليوم الذي مر على القدس بالأمس، هل كان الأداء الفلسطيني كان سيكون بهذه الصورة المؤلمة.

وإمكانية انشاء غرف تنسيق مماثلة مع الظهير العربي والإسلامي في مختلف الدول العربية والإسلامية، تحت عنوان واحد لا ثاني له، فلسطين ملك الجميع، والدفاع عن الأقصى بوصلة كل عمل، غرف تنسيق أولويتها نقل التأييد والدعم والتعاطف من المالي والمعنوي ووو إلى مربع الفعل الحقيقي، للاستفادة من طاقات وقدرات وفضاءات التحرك المفتوحة في عالمنا العربي والإسلامي، لنصرة فلسطين ودعم مقاومتها المحاصرة.


لا يخفى على الجميع أن أمريكا نجحت ومنذ عشرات السنين، في جمع كيان العدو وعدد كبير من الأنظمة العربية وفي مقدمها سلطة رام الله، في غرفة أمنية مشتركة، بهدف تأمين ظهر الكيان، وملاحقة والقضاء على كل واي خطر يتهددها من دول أو تنظيمات أو حتى أفراد.

نحن كفلسطينيين وكعرب ومسلمين أولى منهم بقولبة التعاطف والدعم والتأييد العربي والإسلامي في شكل مؤسسي فاعل قادر على قلب المعادلة، لناحية تجنيد كل ما يمكن من الطاقات والكوادر والكفاءات والقدرات المادية والبشرية لنصرة فلسطين والدفاع عن شعبها ومقدساتها.

يقع على عاتق المكلفين بملفات العلاقات الوطنية، في فصائلنا وتنظيماتنا، صناعة نقاط التقاء وتعاون، بل وعمل مشترك، يشكل أساس متين لانطلاق عمل جماعي كبير قوي ومؤثر في مختلف الساحات، قادر على احداث نقلة نوعية في طبيعة ومسارات العمل المقاوم لجعله أكثر جدوى لجهة تحقيق إنجازات حقيقية، بعيدا عن البيانات والشعارات والخطابات التي ملها شعبنا.

كما يقع على عاتق حاملي ملفات العلاقات العربية والإسلامية، وكذلك العلاقات الدولية، في تنظيماتنا وفصائلنا وقوانا، مغادرة القوالب التي حجرت أطر عملها فيها منذ عشرات السنين، لناحية رسم مسارات جديدة، وتوظيف كل الفضاءات المتاحة، فضلا عن فتح فضاءات جديدة مع جميع القوى المؤيدة والمناصرة لشعبنا وقضيتنا، لجهة تأمين أوسع دعم وتأييد بمختلف الصور والأشكال دون استثناء أية وسيلة لنصرة مقاومتنا وقضيتنا التي طالت نكبتها.

حجم التعدي والتغول الصهيوني على شعبنا أرضنا ومقدساتنا الغير مسبوق، لم يبقي خيار أمامنا لمراعاة استاتيكو او خواطر او اعتبارات في العلاقة مع هذا النظام او ذلك، تمنعنا من الانتقال في العمل لتحرير شعبنا وأرضنا بكافة الوسائل والسبل المتاحة.

شعبنا المنتشر على رقعة واسعة من دول الجوار، وكذلك على مساحة واسعة من رقعة العالم، ورقة قوة في يد مقاومتنا، لم تفلح حتى اللحظة مع بالغ الأسف في توظيفها كما يجب، وأجزم ان كثير من الطاقات والقدرات المادية والبشرية الفلسطينية وغير الفلسطينية، والتي تنتظر أن يتم طرق بابها أو فتح مسار عمل لها لتشارك بالفعل في مسيرة التحرير، إلا أن طرق ووسائل ونظرة ورؤية فصائلنا وتنظيماتنا تحد من قدرتها على توظيف كثير من أوراق القوة المتاحة، ما يفرض على قادة التنظيمات إعادة النظر في كل ما يتعلق بطرق عمل كثير من دوائرها التي باتت تحتاج إلى هندرة عاجلة، ليرتقي مستوى التحدي الذي بات يواجه وجودنا على هذه الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى