أحدث الأخبارالإسلامية

عودة الزنادقة

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. عبدالهادي الصالح

الزنديق هو الّذي لا يؤمن بالآخرة ووحدانيّة الخالق. وقد تسربت الزندقة تاريخيا مع حركة الترجمة والتواصل مع ثقافات دول الفتوحات الاسلامية ، وقد تصدى لها أئمة المسلمين والعلماء بالمناظرات المحاججات العلمية العلانية.
الآن تعود الزندقة ضمن حملة منظمة مجندة متزامنة مع التطبيع مع الصهاينة في سعي خبيث لتدمير الثقافة المجتمعية القائمة على الاسلام كعقيدة وأحكام شرعية، تتبنى احياء الشبهات الجاهلية القديمة التي اشبعت دحضا وتفنيدا، تتخذ من الحوارات المفتوحة وعلى الاخص “كلوب هاوس” ادوات لنفث سمومهم، واعطائها عناوين براقة مثل “النسوية ضد الذكورية” ، ومظلومية “المثلية”، و”تقنين الخمور والمخدرات والدعارة”، والمساس بالذات الإلهية المقدسة والقرآن الكريم!

وفي سبيل ذلك يطعنون في نظم الارث والزوجية والتحرر من قيود الحرام والحلال، وترويج الالحاد.
والحوار الهادئ العقلاني مطلوب مع أرباب هذه الافكار الهدامة، ولكن الاطلاع على اساليبهم في حواراتهم يرى تفردهم بالرأي وقمعهم للرأي الاخر المضاد، ومحاولة اسكاته وطرده!
ولا يستبعد ان هذه الحملة المنظمة مدعومة من جهات أجنبية، ترى في الاسلام تحديا قويا أمام خططهم لتمييع عقيدة المسلمين المقاومة، باستغلال وجود الممارسات التكفيرية، والوقائع الفردية المنحرفة عن روح الاسلام وسوء تطبيقه وتعميمه كحقائق مطلقة.
والواجب الشرعي والاخلاقي يقع على الجميع بما فيها الاسر لتحصين ابنائها وبناتها من هذه التيار المنحرف عبر فتح الحوار الصريح معهم، مثلما هو الواجب على رجال الدين والمثقفين الغيارى بتفنيد الشبهات الضالة والمضللة، والتركيز على محور العبودية المطلقة لله تعالى خالقنا وموجد الكون، الذي يملك الحقيقة المطلقة، ويشرع ما هو صالح للناس، حتى وإن لم يفقهوا وجه هذه المصالح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى