أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

عيد الحشد

مجلة تحليلات العصر الدولية

▪️ ما قام به “الحشد الشعبي المقدس” هذا التشكيل الجهادي الوطني سريع التشكيل غير المسبوق شعلة مضيئة في تاريخ العراق ستبقى ويبقى الحشد بقاء هذا الوطن..
تلك هي الحقيقة التي لن يستطيع كل إعلام البغي والتعتيم غير المنصف أن يحجب ضوئها الساطع عن أعين العراقيين والمنصفين جميعاً، كما لن تستطيع كل السياسات العدوانية من الخارج و الداخل أن تعيق حركة ودور ومكانة هذا التشكيل المبارك، ولن يتمكن الحسدة الحقدة الأذلاء الذين شحت في نفوسهم المروءة من أن يكونوا سداً أمام سيل الحشد الشعبي المقدس الهادر الذي يقتلع جذور الظالمين ويبدد شمل المتآمرين.

في الحشد الشعبي المقدس رأينا العراق لأول مرة كما لم نره من قبل..
رأيناه صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يعبر الطائفية والمناطقية والعرقية والتوجهات السياسية ليرسم خارطة الوطن الواحد والأرض الواحدة والشعب الواحد “صف واحد”.
لم نرَ من قبل أن العراق بنسائه ورجاله شيبه وشبابه، ريفه وحضره، نخبه وعامة الناس فيه، أصبح بعضهم لبعض ظهيرا يساندون ويدعمون ويقفون ببسالة في خندق واحد، والمثير في ذلك كله هو التسابق في البذل والعطاء والحضور وكأن الموت أصبح نزهة عراقية تحت أفياء الحشد الشعبي المقدس!

الصور كثيرة والمشاهد موثقة وسيدة عراقية تسند قدمها على ظهر حشدي طاهر تمتطي عربة تقلها إلى مكان آمن..
والصورة لمقاتل بترت ساقه في أحدى المعارك وعاد إلى ساتر المواجهة وهو معصب الجرح الندي يحمل بندقيته مستنداً على كعازه بكل شجاعة.
الصور من البصرة وميسان والناصرية والسماوة والديوانية من أحياء الفقراء وأسراب الذين لا يجدون قوت يومهم يستدينون بندقية ليقاتلوا بها أعداء الله.
الصور من هذه المدن وقد تربعن النسوة فيها جماعات جماعات يصنعن زاد المجاهدين يتسابقن بالجود وأي جود هو الحشد الشعبي المقدس.

الصور ايضاً من مواكب أعراس الشهداء التي تخلوا من الدموع إلا دموع الفخر والزهو و”هلاهل” الزينبيات وهن يقفن عند مخيم الحسين عليه السلام في عرصات كربلاء يدفعن بفلذات أكبادهن وازواجهن وآبائهن لنصرة دين الله الإسلام العظيم وعندما تعود النعوش مضمخة بدماء الشهادة وهي تشع من جراحات العزة والكرامة والحرية التي عمدتها طاعة الله عز وجل حد الفناء في سبيله، عندما تعود النعوش يقفن خلف زينب الكبرى يرفعن أيديهن العفيفة قائلات: اللهم تقبل منا هذا القربان.
بكيتُ والديّ الشهيدين وحزنهما على ولديهما وهما لم يبلغا الحُلم، بكيت وجدهما فما وجدتهما إلا أكثر الناس صبراً وجلدا.
قالت لي أم مؤيد الصابرة الطاهرة (سليمة فاضل عباس الإمارة): يمة صرت أم شهيدين أم عريسين بالجنة إن شاء الله يشفعولي يوم القيامة أنا ربيت بدموع عيني وأريد ارباي هناك يم فاطمة الزهراء عليها السلام.

اليوم في عيد الحشد “استعراض الحشد” نقف خاشعين لنتذكر:
الشهيدين القائدين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما وكل الشهداء الأحياء منذ زمن الشهادة الأول وحتى يُنفخ في الصور.
نتذكر كل صور العطاء والتضحية والإباء والعزة والكرامة التي سطرها العراقيون بشجاعة وإيمان وثقة عالية بالله تبارك وتعالى.
نتذكر الإنتصارات التي حققها الحشد الشعبي المقدس الذي بقي أعزلاً إلا من مواقف أبرار الأرض وأشرافها ولنا أن نتذكرهم في كل لحظة إنتصار ما كانت لتتحقق لولا فضل الله عز وجل ومواقفهم المساندة النبيلة.

مَن تخلف عن عيد الحشد الشعبي المقدس “استعراض الحشد” فار من الزحف ومتخلف عن ركب الوطن لأن الوطن اجتمع هناك عند الخطوط التي يسير عليها الحشديون يعلنون انهم على العهد..
انهم الحشد..
عيد الحشد السعيد
عيد الوطن السعيد
وكل عام والحشد والوطن بألف الف خير وخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى