أحدث الأخبارشؤون امريكية

عيون ترقب البيت الأبيض؟!

مجلة تحليلات العصر - أ.د يوسف رزقة

 

نحن على عتبة الانتخابات الأميركية، الثلاثاء القادم تجري انتخابات الرئاسة الأميركية، والكونجرس الأميركي. المنافسة بين ترامب وبايدن وصلت نهايتها، استطلاعات الرأي تعطي بايدن الديمقراطي تقدما محدودا، عشرة نقاط تزيد قليلا أو تنقص قليلا. وهذا لا يعني أن بايدن قد ضمن الفوز، فما زال نشطاء الجمهوريين يسابقون الزمن لتجاوز هذا الفارق من خلال التركيز على ولاية فلوريدا، والولايات المتأرجحة بين الرجلين.

نعم، ربما لا تكون الفرصة في استدراك ما فات كبيرة، ويبدو أن الناخب الأمريكي المحب للتغير الدائم سيمنح بايدن فرصة الفوز، وفي المقابل يمكن القول إن مجتمع أميركا مجتمع مفاجآت. لاسيما وأن اللوبي الصهيوني يعمل بقوة لإعادة انتخاب ترامب، ذلك أن ترامب منح (إسرائيل) مكاسب لم يقدمها لها السابقون عليه، لذلك تراهن تل أبيب على فوزه.

ليست (إسرائيل) الدولة الوحيدة التي تهتم بالانتخابات الأميركية، وتراقبها يوما بيوم، وساعة بساعة، بل هناك أيضا مجموعة من الدول العربية وغير العربية تهتم بها، وتتابع ما يجري هناك يوما بيوم وساعة بساعة، وربما يجدر بنا أن نقدم مقاربة موجزة لبعض هذه الدول:
السودان مثلا أسرع في قرار التطبيع قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض، خشية فوز بايدن، الذي ربما لا يتعجل رفع السودان من قائمة الإرهاب الأميركية، لذا وضع بيضه في سلة ترامب، وسلة نيتنياهو الذي توسط عند ترامب للتعجيل بالاتفاق، والاستجابة لبعض مطالب السودان.
دولة الإمارات قدمت اتفاق أبرهام قربان لمساعد ترامب على الفوز، وهي ترى أن مصالحها تتحق بشكل أفضل مع ترامب.

السعودية كما يقول بعضهم كانت تود التطبيع قبل مغادرة ترامب، لتساعده على الفوز، لأنها تشعر بجفوة قادمة واسعة مع بايدن في حال فوزة.

الملك سلمان كبح جماح المتعجلين، واكتفت المملكة بتقديم تسهيلات للطيران الإسرائيلي، وبتأييد اتفاق أبرهام، وفي مساعدة البحرين على الانضمام للإمارات.

إيران تعمل على إفشال ترامب، وتتمنى فوز بايدن، لأن مصالحها ربما تتحقق بشكل أفضل مع بايدن، وهي ترى أن عداوة ترامب قاسية وعنيفة، وإذا كانت مصالح الخليج مع ترامب، فهي تربط مصالحها مع بايدن. روسيا الدولة العظمى تفضل فوز ترامب، والصين ربما تفضل فوز بايدن، وكوريا الشمالية ربما تفضل فوز ترامب. وهذا يعني أن الانتخابات الأميركية مهمه، وهي محط اهتمام في دول عديدة.

والأهم ممن تقدم، فإن سلطتنا الفلسطينية تنتظر بفارغ الصبر فوز بايدن، لأنها لا تجد في ترامب أدنى فرصة للتفاهم، لا سيما وأنها تلقت من بايدن إشارات جيدة، منها إعادة المساعدات المالية، وإعادة الأموال التي كانت تدفع للأنروا، وهي تأمل أن يهمل بايدن صفقة القرن ، ويعمل على استعادة الطرفين للمفاوضات.

أما حماس فهي تراهما سواء، وترى أنهما يجتمعان على خدمة (إسرائيل) ورعاية مصالحها، والدفاع عنها، ولا يتحدث أحد منهم عن وجوب زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى