أحدث الأخبارفلسطين

غزة إلى اين؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

بعد اتفاق الامارات التطبيعي مع العدو الصهيوني، والذي فتح الباب واسعا أمام اتفاقات تطبيع وسلام مع بقية دول الخليج، إضافة لدول عربية مغاربية وافريقية، تكتمل حلقة النار والحصار الشعب الفلسطيني.
فالتطبيع مع الخليج ربما يؤسس لتنصيب رجل الامارات ومستشارها الأمني أميرا لغزة، البقعة الأخيرة التي تتربع على عرشها بنادق الثوار، وقلعة الصمود الأخيرة، بعدما نجح العدو في الوصول الى جميع قصور الحكام العرب.
بالتزامن مع انهاء عمل السلطة بموت رئيسها ومهندس ولادتها، معنويا قبل أن يكون جسديا ربما، والذي انهى وظيفته كجسر لتهويد وابتلاع الضفة الغربية المحتلة، وصولا إلى قرار الضم الذي ينفذ بكل هدوء وسلاسة.
وتنصيب رجل والأمن والصفقات أميرا لغزة، لابد أن يستلزم تهيئة غزة وتنظيفها من المقاومين والمناضلين والفدائيين والثوار، وكسر شوكتها، وتحطيم سلاحها، وتجريم بنادقها، واكمال حلقات الحصار والتجويع على شعبها، لإجبار الشعب على القبول بحكم المخلص، الذي سيتولى الحكم على ظهر دبابة صهيونية وهي ترفع راية عربية أو علم فلسطين ربما.
ما يجري يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ما يجري الآن، هو تتويج لما يجري في منطقة الشرق الأوسط من عشرات السنوات.
فقد مهد العدو لهذه اللحظة التاريخية منذ حربه على العراق واخراجه من حلبة الصراع وتهديده لكيان العدو، باحتلاله وتدمير مقدراته وتقسيمه جغرافيا وطائفيا.
ومنذ اختراع صرعة الفوضى الخلاقة، والخريف العربي، وعودة الدول العميقة لتحكم شعوبها بعنجهية دموية غير مسبوقة.
ومنذ تقسيم السودان، وتدمير ليبيا وسوريا واليمن، واضعاف واستنزاف وتفجير لبنان، على مدى سنوات طويلة.
ومنذ اغتيال عرفات، وتعيين كرازي، وتقديس العمالة والخيانة، وفرض الانقسام، والحصار وحروب التدمير والاستنزاف للشعب الفلسطيني الذي لم يتوقف.
فاستعدي يا غزة، يا قلعة الجنوب، يا قاهرة الغزاة، يا معبر الجيوش، وبوابة النصر.
استعدي يا غزة واشحذي سيوفك المضاءة، تحصني بالشعب، وتدرعي بالأرض، وتمسكي بالحق، فان الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، والأمة مهما تسلط عليها ملوك الذل لابد من تحقيق النصر.
فالأمة المنهارة تراهن على صمود غزة الجدار الأخير، فإما أن نكون أو نكون، فالاستسلام والخنوع ليس في قاموس غزة.
عماد عفانة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى